أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -الدولة- كائن لغوي غريب














المزيد.....

-الدولة- كائن لغوي غريب


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطأ شائع
"الدولة" كائن لغوي غريب

الوطن والدولة مصطلحان جديدان على اللغة العربية وعلى القاموس السياسي. مع انهيار السلطنة العثمانية قفز العقل السياسي العربي فوق الأسئلة الحقيقية، بل قمعها حين عاقب علي عبد الرازق ومنع كتابه الإسلام وأصول الحكم وكتاب طه حسين عن الشعر الجاهلي، ووجه اهتمامه بالبحث عن خليفة وعن مقر للخلافة، الشريف حسين وأولاده من جهة والخديوي من جهة أخرى.
الالتباسات في التعامل مع مصطلحي الوطن والدولة تضاعفت حين راحت الحركة القومية تهجس بالسلطة بدل أن تسعى إلى بناء دولة، فصار الوطن والدولة يبدوان وكأنهما عدوان على الأمة، لأن الفكر القومي يرى الأوطان، بصيغة الجمع، رمز للتجزئة، والدولة الحديثة،في نظره، ليست سوى تقليد للغرب على حساب التقاليد السياسية السلطانية.
هذا الانزياح عن سكة التفسير الصحيح أخفى المضمون الحقيقي لمشروع الحضارة الرأسمالية، وأبرز الوجه البشع منها وهو وجه السيطرة والعنف واستغلال الإنسان للإنسان إلى حد استعباده. هذا كله صحيح مع أن كل حضارات التاريخ تحمل في أحد وجوهها وحشية وبشاعة تضاهي ما في الرأسمالية التي ورثت ذلك من سابقاتها وألبسته حلة مختلفة من حيث المظهر فحسب.
أحد وجوه الرأسمالية هو الاستعمار. هذا صحيح، غير أن لكل حضارة حلوها ومرها. الحضارات السابقة لجأت إلى الغزو وشنت الحروب من أجل الغنائم، وفرض الحكام الأتاوات ليشيدوا قصوراً ضخمة تتسع لجواريهم وللخدم و معابد تليق بالمؤمنين والأتباع. قصر الحمراء في الأندلس وكنيسة- مسجد أياصوفيا في اسطنبول- القسطنطينية وهولاكو وإحراق مكتبات بغداد والأثار الرومانية الضخمة في لبنان والأردن والأهرامات وقناة السويس التي كلفت مصر عشرات آلاف الضحايا، وسواها من الآثار، من أجلها بذل البشر العرق والدم وقدموا القرابين على مذابح الحكام ونزواتهم لتدخل أسماؤهم في سجلات الخلود.
الذين قرروا، في المشرق العربي، المواجهة مع الاستعمار، حاربوا، في العلن، الوجه السياسي للرأسمالية فيما راحوا يغازلون وجهها الاقتصادي سرّاً، ليستفيدوا من إنجازات أخفوها عن أعين جمهورهم بغشاوة من الكره والحقد ضد الغرب والرأسمالية وضد إنجازاتها السياسية متمثلة بالوطن والدولة وسيادة القانون، وخصوصاً ضد الصيغة التي اقترحتها لحل مشكلة التنوع والتعدد في المجتع، أي الديمقراطية.
القوى السياسية المحلية واجهت المثالب وشوهت الإنجازات، ولا سيما ما يتعلق بالديمقراطية وإدارة التنوع. الحضارة الرأسمالية اقترحت حلاً يقضي بتنظيم التنوع واحتوائه من جانب الدولة تحت سقف الدستور الذي ينص على أن المواطنين متساوون أمام القانون على اختلاف انتماءاتهم الدينية والفكرية والعرقية وغيرها.
غير أن القوى السياسية المحلية آثرت العمل بمنطق المصالح الشخصية لا بمنطق الدولة والدستور والقانون، فاستعارت من تجربة نظام الملل إحدى مفردات نظام المحاصصة الاقتصادي( مزارعة ومقاسمة ومساقاة ومرابعة ومخامسة) وحقنتها بدلالة سياسية، فجعلت للطوائف في الجمهورية اللبنانية حصصاً تشبه تلك التي كانت للملل أيام السلطنة، وما لبث ممثلو الطوائف في السلطة السياسية أن صادروها وجعلوها بمثابة حق شخصي لكل ممثل باسم طائفته، فشاع في اللغة السياسية مصطلح دخيل وغريب على لغة الدستور، اختبأ خلفه المحاصصون ليعملوا على تفجير التنوع بدل أن يعملوا على تنظيمه تحت سقف الدستور.
في الخلاصة، هل نحل المشكلة النظرية إن اعتمدنا الشق الثاني من فرضيتنا، أي معيار الدولة؟ نزعم أن من شأن ذلك أن يشكل ضمانة لوضع التحليل على سكته الصحيحة. أما ضمانة التطبيق فأمر مرهون بعوامل أخرى.
معيار الدولة يحل مشكلة التاريخ الموحد. تاريخ لبنان يبدأ إذن مع إعلان الدستور عام 1926 ويقاس سلوك القوى السياسية بمقدار مساهمتها في تطبيق الدستور واحترام القوانين. ما قبل الدستور ليس تاريخ الجمهورية بل تاريخ الولايات والدولة السلطانية.
الدولة العصرية هي دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص، دولة الفصل بين السلطات والديمقراطية وتداول السلطة، الدولة التي تمارس سيادة القانون على حدودها وداخل حدودها من غير أن ينازعها أحد.
عن هذه الدولة لا عن سواها يقول عبد الإله بلقزيز: "قد لا يعرف قيمة الدولة إلا من عاش تجربة غيابها في المجتمعات المنغمسة في حروب أهلية. على الدولة أن تحتكر العنف وألا يشاركها في ممارسته أحد، وإلا انتقل العنف من حيز الدولة إلى حيز المجتمع واتخذ شكل عنف أهلي أو حرب أهلية".
نوعان من الكتابات يسيئان إلى تاريخ الوطن، الأول أسير المفاهيم عن دولة الاستبداد السلطانية والثاني أسير المفاهيم الميليشيوية والعدوان على سيادة الدولة. صانعو الحروب الأهلية والمشاركون فيها لا يكتبون سوى عدوانهم على الدولة، والمتحدرون من عقل الولاية لا يكتبون سوى قصورهم عن فهم معنى الدولة.
تاريخ المئوية هو تاريخ الدولة والجمهورية اللبنانية. كل ما عداه إما سابق على الجمهورية أو عدوان عليها. هو أخطر من أن يكون خطأ شائعاً.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم
- ما هكذا يا سعد تورد الإبل
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع
- حين يصير القاضي وزيراً
- لبنان الكبيرخطأ شائع ؟
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر
- -خطأ شائع- حروب الآخرين
- صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟
- الرميلة بين المناضل والميليشيوي
- الثورة والانتخابات
- علاقات حزبية أم مخابراتية أم إنسانية؟
- من مآثر موسى الصدر
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي (3من4)
- ضرائب نضالية: حين يكون القرار بيد القاعدة الحزبية
- الشيعية السياسية: تعلموا من أخطائكم


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -الدولة- كائن لغوي غريب