أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - ما هكذا يا سعد تورد الإبل














المزيد.....

ما هكذا يا سعد تورد الإبل


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



كان بإمكان سعد الحريري الرد على التحديات بأسلوب يليق بالإرث وبالمورّث، فهو لم يكن وريث شخصية عادية في تاريخ الوطن.
رفيق الحريري سليل كبار تركوا بصماتهم على تاريخ الجمهورية اللبنانية. المؤسسان، بشارة الخوري ورياض الصلح؛ كميل شمعون باني أسس النهوض الوطني؛ فؤاد شهاب باني دولة القانون والمؤسسات؛ كمال جنبلاط النموذج الراقي لرجل الدولة المثقف في السلطة وفي المعارضة، ورفيق الحريري مستنهض الكفاءات وصاحب مشروع إعادة إعمار ما خربه أبطال الحرب الأهلية.
لكل واحد من هؤلاء ما له وعليه ما عليه. أخذوا على رفيق الحريري أنه استدان. لكنه استدان ليعيد الإعمار. وقف وراء هذا المأخذ المبتدؤون في قراءة أبجدية الحضارة الرأسمالية. لم يروا فيها سوى وحشيتها، ولو قرأوا التاريخ لتيقنوا من أن الجانب الوحشي منها ليس سوى نسخة منقحة ومهذبة من وحشية الحضارات السابقة عليها.
لا يستدين سوى الغني، هكذا بدا لبنان غنياً في أيام رفيق الحريري، الكهرباء تعممت على مدار الساعة، والهاتف في أقصى القرى وفي آخر المزارع النائية، وشبكة الطرقات والأوتوسترادات، والمطار والجامعة اللبنانية ومدينة كميل شمعون الرياضية وسواها. رواد الحرب وأهل التعطيل والتخريب كانوا يرغبون بإبقاء وسط المدينة خراباً مهجوراً، وحين أسقط في أيديهم ولم يقدموا بدائل ولا أفضت معارضاتهم التافهة إلى حلول حولوه إلى عمار مهجور.
أشدنا بإنجازاته كلها في إعادة بناء الحجر كما في بناء البشر بتخريج ثلاثين ألف جامعي، لكننا أخذنا عليه تقصيره في إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات التي أسسها فؤاد شهاب ودمرها أسياد الحرب الأهلية، فكان جوابه، لا منطقة محايدة اليوم بين لبنان وسوريا لنبني عليها خيمة السيادة الوطنية، ولا عبد الناصر ولا فؤاد شهاب ليلتقيا فيها لقاء رئيسين لبلدين يمارس كل منهما سيادته على حدوده وداخل حدوده.
سعد الحريري لم يرث عن أبيه تركة وأمبراطورية مالية فحسب، بل ورث مشروعاً نهضوياً تنموياً لإعادة إعمار وطن تناوب على تدميره أبناؤه الأوفياء وأبناؤه العملاء على حد سواء. كان عليه أن يهتم بهذا الإرث بالذات، ولا سيما بعد أن حصر شركاؤه في الأمبراطورية المالية همهم بالثروة المالية، فتركوه وحيداً بين عتاة السياسة وماسحي الجوخ وبائعي السيادة الوطنية وشبيحة الميليشيات ومافيات السلطة. وكان عليه أن يمدد الفترة التجريبية على ساحة العمل السياسي لكونه دخل إليها طري العود.
عدّد سعد الحريري أخطاءه. وهي لم تكن أخطاءه وحده، بل كان له في كل واحد منها شريك أو موجه أو حافر حفرة لأخيه لن ينجو من الوقوع فيها عاجلاً أم آجلاً. كان عليه أن يبدأ لا من حيث بدأ والده بل من حيث انتهى. فترة عقد ونصف كان هاجس رفيق الحريري خلالها هو إعادة البناء ، فيما كان هم الآخرين استرضاء نظام الوصاية وتنظيم السطو على المال العام وتخريب ما تبقى بعد اتفاق الطائف من مؤسسات الدولة.
ورث عن أبيه كل الفضائل، الكرم واليد الممدودة والتسامح وحب الوطن، فضلاً عن أنه أوقف العد، لأن المواطنين، في نظره، ليسوا أعداداً ولأن الوطن رسالة لا منصة لإطلاق الصواريخ على الأعداء والشتائم على سواهم ولتوزيع الموبقات على الأقربين والأبعدين. إلا أنه أغفل الأكثر أهمية وهو أن اغتيال رفيق الحريري استهدف، قبل أي شيء آخر، السيادة الوطنية أي سيادة الدولة على حدودها وداخل حدودها.
مع ثورة 17 تشرين 2019 بات على سعد الحريري أن يميز بشكل قاطع بين أنصار الدولة وأعدائها. أكثرية الشعب اللبناني المنتشرة في كل الساحات والشوارع والمناطق والطوائف مقابل تحالف مافيوي ميليشيوي وقوى في السلطة السياسية حاصرتها الثورة وباتت مكشوفة أمام المواطنين وأمام المؤسسات والمرجعيات الدولية.
الكبار أصحاب المشاريع لم ينسحبوا بل واجهوا. حتى فؤاد شهاب واجه بالانسحاب لصالح ترسيخ الديمقراطية واحترام الدستور. ربما كان على سعد الحريري أن يختار آلية أخرى لتعليق عمله السياسي لا تتعارض مع ضرورة تعزيز جبهة الدفاع عن الدولة ودستورها ومؤسساتها، خصوصاً أن والده، وخلافاً لما يدعيه بعض المجدّفين، لم يسع إلى بناء سنية سياسية على غرار المارونية السياسية والشيعية السياسية، بل استمر داعية للوحدة الوطنية ولوقف العد، وصديقاً للصرحين البطركي والبابوي، وأن حزبه، حزب المستقبل، وخلافاً لكل الأحزاب اليسارية والقومية والدينية لا يحمل غير مشروع الدولة، دولة القانون والمؤسسات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع
- حين يصير القاضي وزيراً
- لبنان الكبيرخطأ شائع ؟
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر
- -خطأ شائع- حروب الآخرين
- صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟
- الرميلة بين المناضل والميليشيوي
- الثورة والانتخابات
- علاقات حزبية أم مخابراتية أم إنسانية؟
- من مآثر موسى الصدر
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي (3من4)
- ضرائب نضالية: حين يكون القرار بيد القاعدة الحزبية
- الشيعية السياسية: تعلموا من أخطائكم
- نبيه بري الخاسر الأكبر
- الشيعية السياسية وليس الشيعة
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - ما هكذا يا سعد تورد الإبل