أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - من مآثر موسى الصدر














المزيد.....

من مآثر موسى الصدر


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حكمت قصير المغترب اللبناني في السنغال، قرر أن يمضي مرحلة تقاعده في منطقة المشرف شرق الدامور. الطابق السفلي من دارته مستودع لأرشيف هائل من الأوراق موضبة ومرصوفة بعناية، لم يكن يتسع وقته للإشراف على نشرها لأنه كان يتابع دراسات في الجامعة اليسوعية في صفوف مخصصة للمتقاعدين. استمعنا إليه بشغف ومتعة على مدى ساعتين وهو يروي لنا حكايات شيقة عن مغامرات اللبنانيين الناجحة في عالم الاغتراب، كان من بينها بعض من مآثر موسى الصدر.
حكمت قصير لم يكن المغترب الأول في السنغال. هو ورث عن أبيه هناك مؤسسات ومالاً وجاهاً ونفوذاً، حتى إذا جاء موعد استقلال البلاد عن فرنسا، أتاه المرشح "المسلم" لرئاسة الجمهورية، وأكثر من نصف السكان مسلمون، طالباً منه التوسط للوقوف على خاطر مفتي البلاد وأخذ بركته. رحب المفتي بضيفه واعتذر منه، فقد سبق له أن التزم بتأييد مرشح آخر هو "المسيحي" الشاعر ليوبولد سيدور سنغور، أول رئيس لجمهورية السنغال، الذي أعيد انتخابه لكنه استقال في منتصف ولايته من أجل حماية الديمقراطية الفتية في بلاده.
العبرة من هذه الحكاية، على ما قال حكمت قصير، هي أن التنوع الديني لم يستخدم في تلك البلاد مطية لتخريب الوحدة الوطنية، وأن التداول بمصطلحات لبنانية عن الميثاقية والشرعية والشراكة والتعايش الإسلامي الميسحي وعن حقوق الطوائف ليس إلا بدعة لغوية يتسلق عليها لصوص الهيكل.
كان موسى الصدر يعرف الكثير عن مكانة حكمت قصير في بلاد الاغتراب وعن سمعته بين المغتربين والسفراء العرب هناك، فطلب منه ذات مرة أن يؤمن له موعداً للقاء الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة. حصل الاتصال مع السفير المصري ثم مع وزير الإعلام في الحكومة المصرية، ربما هو محمد فايد؟ لم يكن ذلك بالأمر المتيسر لأن المخابرات المصرية قدمت تقريراً عن التباسات في أصول موسى الصدر الإيرانية وعلاقته بحكومة الشاه. تم تذليل تلك العقبات بعد اتصالات وزيارات متكررة إلى مصر وتم تحديد الموعد.
تمنى موسى الصدر على حكمت قصير أن يلتقيه في باريس لأمر هام، وهي فرصة سيغتنمها الأخير لتبشيره بموعد زيارته إلى القاهرة. حين التقيا طلب موسى الصدر أن يتناولا طعام العشاء في المطعم الفرنسي الذي تم فيه اغتيال المناضل المغربي المهدي بن بركة، وطلب أن يجلسا على الطاولة ذاتها التي جلس عليها المهدي. لم يعرف حكمت قصير الحكمة من هذا الطلب ولم يجد متسعاً من الوقت للسؤال عن خلفيات تلك الرغبة ولا ليعلمه بتحديد الموعد، لأن السيد موسى فاجأه بطلب إلغاء الموعد مع عبد الناصر.
اعتذر الصدر لأن أصداء سلبية بلغته من أوساط كميل شمعون تهدد باستقباله على المطار بالبيض والبندورة حين عودته من مصر. ثم أضاف قائلاً إن لقاء عبد الناصر مهم بالنسبة لي لكن الأهم هو الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية. بعد هدوء العاصفة عاود حكمت قصير المحاولة وتم لقاء الرجلين بمناسبة انعقاد مؤتمر التضامن الأفرو آسيوي.
أما العبرة من هذه الحكاية فهي برسم مستدرجي الخارج والمتعلقين بأذياله عموماً، وبرسم الشيعية السياسية على وجه الخصوص.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي (3من4)
- ضرائب نضالية: حين يكون القرار بيد القاعدة الحزبية
- الشيعية السياسية: تعلموا من أخطائكم
- نبيه بري الخاسر الأكبر
- الشيعية السياسية وليس الشيعة
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(2من4)
- الخروج المبكر من الجامعة
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(1من 4)
- الجامعة اللبنانية دخلتها متأخرا وخرجت منها مبكراً
- الثورة وبرلمان 2022
- قيلولة نضالية
- سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان
- الصراع بين المثقف والسياسي
- نصيحة جعجع الشيعية
- مشيخة الفلاحين
- مغدوشة أم طورا بورا؟
- من مدرسة الحطب إلى السوربون
- فساد بالسوية استبداد بالرعية
- زمن الدستور وزمان الزعيم


المزيد.....




- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش
- الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
- -تيسلا- مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت
- مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - من مآثر موسى الصدر