أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - فساد بالسوية استبداد بالرعية














المزيد.....

فساد بالسوية استبداد بالرعية


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغتيال الدولة
فساد بالسوية استبداد بالرعية

التعميم عدو الحقيقة. الشيطان يكمن في التفاصيل لا في العموميات. الفيلسوف الفرنسي باشلار قال إن التعميم عائق أمام الوصول إلى المعرفة، إلى معرفة الحقيقة العلمية، الحقيقة الدامغة التي لا يمكن بلوغها إلا بالبراهين والأدلة. الباحث في العلم كالقاضي لا ينتهي إلى خلاصة حكم إلا بالدليل القاطع أو بالقرينة، أي عن طريق المقارنة، فهل يمكن تطبيق هذا المصطلح على القضايا السياسية؟
حقل السياسة تربة خصبة للعموميات، لأن الصراع فيه يستعجل بلوغ الهدف ولا يقبل التسويف والتأجيل، ولأن كل طرف يسوغ لنفسه اللعب على المواجع، خصوصاً تلك التي تصنع الجمهور. الموجوع يبدأ بالصراخ قبل البحث عن حلول ومخارج.
كثيرة شعارات التعميم ومصطلحاته، وأهمها منذ بداية الثورة اللبنانية، كلهم يعني كلهم، والمصارف في لغة اليسار و128 حرامي والمنظومة الحاكمة والشعب يريد إسقاط النظام وغيرها. لكن أكثرها التباساً مصطلح المحاصصة الذي ترفعه الثورة لتدين به ممثلي الطوائف المشاركين في الحكم، ويتستر به الحاكم تحت زعم الدفاع كل عن حصة طائفته في أجهزة الدولة والثروة الوطنية.
المحاصصة بدعة من مواليد عهد الوصاية، ظاهرها تقاسم السطلة بين ممثلي الطوائف، وجوهرها السطو على مغانمها وتوزيعها على أصحاب النفوذ المالي والعسكري والسياسي، الذين حولوا الوطن إلى كازينو وتلاعبوا على طاولات المقامرة فيه بثروة الوطن البشرية والإدارية والمالية، وحظي مديره العام بحصة الأسد.
أيتام النظام السوري من اللبنانيين أتقنوا بوجوده دور الأدوات، ولم يتدربوا ليكونوا أسياد اللعبة بعد رحيله. كان يتستر عليهم بالقوة والغلبة وسطوة السلاح وذرائع المواجهات المزعومة مع الصهيونية والإمبريالية، مستفيداً من استقطاب الأموال من كل المصادر لإعادة إعمار ما هدمته الحرب الأهلية، مقتطعاً حصة له وحصصاً لأدواته كان أولها توزيع تجارة النفط على القوى الحزبية والميليشيات.
بعد رحيل الوصاية واغتيال رفيق الحريري نضبت مصادر التمويل وصارت عمليات النهب تنهش باللحم الحي في أكبر ظاهرة فساد مفضوح شهدتها أنظمة الاقتصاد الحر، فراح يتناقص حجم الكتلة النقدية من العملة الصعبة في خزائن المصرف المركزي وبلغت الخط الأحمر المحدد بالاحتياطي الإلزامي، وهو خط الكارثة وباب جهنم.
خطر المحاصصة خطران، البارز والمكشوف منهما هو الفساد، أي تقاسم الثروة المالية الوطنية وتوزيعها على أسياد النهب من ممثلي الطوائف وأزلامهم من المحتكرين وأدواتهم من تجار المواد الغذائية والطبية والنفطية المدعومة ومخزنيها ومهربيها إلى سوريا وتركيا والكويت ومصر وبلدان إفريقيا، وقد تجلت وحدة الفاسدين والمفسدين في أوضح صورها في اجتماع ممثلي الطوائف وأزلامهم في نظام المحاصصة، الموزعين، سبحان الخالق، على مروحة من التنوع الديني والحزبي والمناطقي، لا يعتب فيها أحد على أحد، ويصح فيها شعار كلهم يعني كلهم.
أما الخطر المستتر المضمر في هذه البلية فهو الاستبداد المتمثل بالتناغم والتكامل والتنسيق والتعاون بين المتنافسين والمتحاصصين على انتهاك الدستور والقوانين وعلى اقتراف خيانات موصوفة بحق الدولة والوطن.
إذا جاز أن نعرّف الاستبداد بنقيضه فهو نظام يجافي الديمقراطية والدستور والقانون والكفاءة وتكافؤ الفرص. نظام الوصاية أرسى تقاليده فألغى الديمقراطية بإلغائه دور المؤسسات، وعمم العقلية الميليشيوية في الحكم ومنطق الأتباع والأزلام في إدارات الدولة، وعطل دور القضاء وأفرغ صناديق الاقتراع وقوانين الانتخاب من مضمونها الديمقراطي واستبدلها بمنطق التعيين بالمحادل أو بالقهر والتعسف.
كتب العميد مارون خريش على صفحته قائلاً، "عصام خليفة الأكاديمي الأصمعي كاتب تاريخ لبنان وناظم أوراق حدوده الملتبسة، صدرت بحقه مذكرة توقيف لأنه تكلم عن فساد الجامعة اللبنانية ورئيسها مزور الشهادات العلمية. أما عصام خليفة محتكر الدواء وقاتل المرضى وخافي أدوية الأمراض المستعصية فلم تصدر بحقه لغاية الآن أي إجراءات قضائية"
حكاية نموذجية عن انهيار منظومة القيم في ظل الاستبداد. كم من مجرم صار زعيماً وكم من جاهل احتل بلقب الحاج محل أصحاب الألقاب العلمية، مثلما احتل زعران الأحياء والشبيحة والقوادين لدى ضباط الجيش السوري مكان أصحاب الكفاءة من حاملي الشهادات الجامعية.
على الصعيد السياسي حصل ما هو أدهى. ذلك أن قوى الممانعة المحلية تابعت نهج نظام الوصاية فحكمت برئاسة جمهورية أين منها رئاسة فؤاد شهاب، وبمجلس نيابي بدل أن يكون سيد نفسه كان سيد التعطيل، وبرئاسة حكومة أين منها رئاسة رشيد كرامي، وبوزراء خارجية أين منهم فؤاد بطرس، وبرؤساء جامعة لبنانية أين منهم إدمون نعيم وجورج طعمة.
بديل الكفاءة جهل وشبيحة. وبديل الدكتور والمهندس حجاج لصوص. وبديل رجال الدولة الكبار رجال سياسة من صغار النفوس. هذا بعض من أعراض الاستبداد، وبعض من أعراض انهيار النظام على رؤوس أصحابه.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الدستور وزمان الزعيم
- عن المسترئس حين يصير -مناضلاً-
- كائنات خرافية تحكم لبنان
- من حضارة الأرض إلى العمل المأجور
- حزب الريف أم حزب المثقفين أم حزب العمال والفلاحين؟
- الحزب القديم مات وحركة الإنقاذ ليست بديلاً
- الشيوعي – القوات مستقبل الثورة أم ذاكرة الحرب؟
- 4 آب القرار الظني
- الفدراليون والدولة
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
- لا يمين ولا يسار هي ثورة مهندسين
- استبداد رفاقي. حكايتي مع الحزب الشيوعي
- نقابة المهندسين والدولة بين القوات و الشيوعي
- الإسلاميون والدولة
- حركة اليسار الديمقراطي، الانشقاق الأول عن الحزب الشيوعي
- حركة أمل والدولة
- بين جورج حاوي وحنا غريب الحزب الشيوعي والدولة
- هل الربيع العربي الثورة، قراءة يسارية
- جورج حاوي: شغور الدور والموقع
- الرئاسات وفخامة الرئيس والدولة


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - فساد بالسوية استبداد بالرعية