أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - 4 آب القرار الظني














المزيد.....

4 آب القرار الظني


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغتيال الدولة
4 آب القرار الظني


انتظر حافظ الأسد إجماعاً لبنانيا يطالبه بالتدخل، حتى إذا تطابق موقف الجبهة اللبنانية مع موقف التجمع الإسلامي، لم يتأخر لحظة في تنفيذ خطته بتحويل لبنان والفلسطينيين المقيمين فيه مع ثورتهم المسلحة إلى ورقة تفاوض من أجل التفاوض، لا للتوصل إلى تسوية ولا إلى حل مع أعدائه أو خصومه الافتراضيين.
قبل أن يتحول جيشه إلى ردع، كان النظام السوري يقفل الحدود في نقطة المصنع في كل مرة كان لبنان يطالب بسيادته على أرضه في منطقة "فتح لند"، وأول الشهداء في تلك البقعة كان من تنظيم الصاعقة السوري، وأول مجزرة طائفية خلال الحرب الأهلية ارتكبتها قوات الصاعقة في تل عباس في عكار.
كان شريكاً في أول معارك القوات ضد الفلسطينيين في تلك الزعتر، وفي كل معارك أمل ضد المخيمات الفلسطينية، وفي المعارك والمجازر ضد القرى المسيحية من الدامور حتى القاع ناهيك عن زحلة والأشرفية، وفاعلاً في الاغتيالات الكبرى من كمال جنبلاط ى إلى بشير الجميل ورفيق الحريري.
كان يتمسكن أمام ثروات الخليج العربي ليتمكن من الثروات اللبنانية، وليس أهمها المال ولا البنوك ولا الأملاك العامة والخاصة ولا ما جناه أهل جهازه بالسطو المسلح أو بالخوات بالترهيب والترغيب، بل كان أهمها ثروة سياسية نادرة في العالم العربي من المحيط إلى الخليج إسمها الديمقراطية. على علاتها ونواقصها كانت إطاراً تنتظم تحت ظلالها خلافات اللبنانيين واختلافاتهم.
بعد أن تحول إلى نظام وصاية غداة الطائف، صار همه القضاء على آخر الحصون اللبنانية في مواجهة كل صنوف الحروب الأهلية، أي على الدولة. من ارتضى ذلك من رجال السياسة فيها تحول إلى دمية وصار يعمل كمخبر مأجور في أجهزته، ومن لم يرتض لنفسه ذلك انتهى كما انتهى أصدقاء القائد إلى الأبد من رفاق النضال ورفاق السلاح، في السجن أو في المنفى أو في القبر.
نظام الوصاية استمر وصياً، حتى بعد خروجه العسكري من لبنان، لكنه تحول إلى مرشد روحي ومخطط وآمر وناه في جبهة تشكلت بقيادته وتحت رعايته إسمها الممانعة، رسم لها أن تخوض ضد الصهيونية والإمبريالية نضالاً افتراضياً ومعارك إعلامية، وحدد لكل طرف من أطرافها مهمة، على قاعدة من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته، من القتال كمرتزقة في حربه ضد شعبه، إلى توظيف المسؤولين عن مؤسسات الدولة اللبنانية المالية والسياسية والدبلوماسية في خدمة مشروعه، وتحويل بعض الشخصيات والإحزاب إلى أبواق تهلل وتصفق وتعادي من يعاديه وتصادق من يصادقه وتحج عبر الحدود المفتوحة تلبية لدعوة أو لاستدعاء أو استجداء لنصيحة أو استدراجاً لتدخل ميداني عبر أذرعته السياسية والأمنية. من يخرج عن الطاعة أو يطلب حيزاً من حرية يلق العقاب اللائق بواسطة الأزلام والأدوات الرخيصة.
العقوبة الكبرى خصصها للبنان كدولة ذات سيادة، فاستباح الحدود وفتح عشرات المعابر غير الشرعية وشرعها لتهريب البشر والأموال والسلع المدعومة ولا سيما النفط، وجعل لبنان ممراً آمناً واستخدم مطاره وموانئه لإدخال ما لا يستطيع إدخاله عبر مطاره وموانئه. آخر الجرائم تخزين مئات الأطنان من نترات الأمونيون وتهريبها لتهديم المدن السورية بالبراميل المتفجرة على رؤوس معارضيه، وما تبقى منها انفجر في الرابع من آب في ثالث أكبر انفجار شهدته البشرية بعد هيروشيما وناكازاكي.
هذه خلاصة قرار اتهامي بموجبه حكم الشعب اللبناني على النظام السوري بعقوبة إخراج جيشه من لبنان ذليلاً إثر اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري. شهر أيار من العام 2005 بات حداً فاصلاً بين مسؤوليته السياسية المباشرة، لأنه كان صاحب السلطة والقرار طيلة وجوده في لبنان كقوات ردع أو كنظام وصاية، ومسؤولية اللبنانيين من فريق الممانعة الذين استكملوا دوره في تولي السلطة أو تعطيلها منذ انسحابه خارج الحدود حتى انفجار المرفأ.
أدوات النظام السوري من اللبنانيين لم يشكلوا غطاء فحسب لجرائم النظام السوري بل كانوا شركاءه، وبعد رحيله انكشفوا. جاءت الثورة لتكشف ما كان مستوراً في دولة الغابة والأجهزة، ولم يعد الاستزلام لأرباب النظام الأمني يحصن المرتكبين من العقاب. إذا كان القضاء معنياً دون سواه بتحديد المسؤوليات الجنائية عن جريمة المرفأ، فإن من حق الشعب اللبناني إصدار قراره الظني بحق كل وكلاء النظام السوري في لبنان رؤساء ووزراء ونواباً وقادة وأحزاباً وموظفين في أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والإدارية.
ليس في سجل النظام السوري أي نقطة بيضاء في دوره اللبناني، وإذا كان انفجار الرابع من آب قد حيكت حبائله بتدبير من النظام السوري ولمصلحته فليس ذلك إلا استكمالاً لنهج الشراكة في الجريمة بين النظام ووكلائه اللبنانيين. فلم يعد يكفي القول إن الانتماء إلى جبهة الممانعة التي يديرها هو في حد ذاته جريمة، بل إن التعاون معه هو الجريمة بذاتها.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفدراليون والدولة
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
- لا يمين ولا يسار هي ثورة مهندسين
- استبداد رفاقي. حكايتي مع الحزب الشيوعي
- نقابة المهندسين والدولة بين القوات و الشيوعي
- الإسلاميون والدولة
- حركة اليسار الديمقراطي، الانشقاق الأول عن الحزب الشيوعي
- حركة أمل والدولة
- بين جورج حاوي وحنا غريب الحزب الشيوعي والدولة
- هل الربيع العربي الثورة، قراءة يسارية
- جورج حاوي: شغور الدور والموقع
- الرئاسات وفخامة الرئيس والدولة
- الحزب الاشتراكي والدولة
- المقاومة والدولة
- لقاء سيدة الجبل والدولة
- حزب الكتائب والدولة
- اغتيال الدولة حزب الكتائب(سابقاً)
- اليسار المستحيل
- من هو الماركسي
- الحزب الشيوعي اللبناني يتشظى


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - 4 آب القرار الظني