أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الحزب الاشتراكي والدولة














المزيد.....

الحزب الاشتراكي والدولة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6897 - 2021 / 5 / 13 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغتيال الدولة

في مقالتي عن "الحزب الاشتراكي والثورة" قلت إن وليد جنبلاط يكاد يكون الوحيد الذي قلب صفحة الحرب الأهلية بلا تردد بقرار حازم وحاسم وواضح عبرعنه من خلال المصالحة مع البطريرك صفير والتعاون مع حزبي الكتائب والقوات في الانتخابات النيابية، ومن خلال دفاعه القوي عن السيادة الوطنية في مواجهة أي تدخل خارجي ولا سيما السوري في الشأن اللبناني. ويكاد يكون الوحيد الذي جعل الدولة مرجعيته لحل أزمات الوطن المستعصية، وهذا ما أثبتته حوادث وأحداث دموية كثيرة كان يصر على حلها عبر الدولة.
شروط كافية ليكون موقف الحزب الاشتراكي إيجابياً من الثورة، لكنها لم تعد كافية ليكون موقفه إيجابياً من الدولة. الثورة تحتاج إلى من يعضدها دفاعاً عن السيادة الوطنية وضد منتهكي الدستور ولتعزيز المواطنية والوحدة الوطنية. هذا موقف حزب في المعارضة، أما كونه جزءاً من المنظومة الحاكمة فيملي عليه خطاباً لا يستجيب للمطالب العامة للثورة فحسب، بل للآليات التي يجري البحث عنها من أجل إعادة تشكيل السلطة وبناء لبنان الجديد والجمهورية الثالثة.
هل يصلح حزب التوريث السياسي مثلاً كنموذج لإعادة بناء الوطن؟ أحد الأصدقاء استبق موضوع المقالة لأنه يتوقعها وينتظرها فأرسل لي تسجيلاً لمقابلة مع تيمور جنبلاط بدا فيها السياسي الشاب مرتبكاً أمام محاوره مرسيل غانم. كأنما أرسلها ليدعوني إلى التخفيف مما يراه مبالغة في تقديري لدور كمال جنبلاط كقامة وطنية استثنائية، ولحرص وليد جنبلاط على الكيان اللبناني والوحدة الوطنية.
نعم، التوريث فكرة عتيقة متحدرة من أنظمة ما قبل الحداثة. الرأسمالية أجازت المحافظة عليها كتراث جميل يحترم البيوت السياسية وأزالت عنها غبار الاستبداد، فظل الملك البريطاني أو الامبراطور الياباني رمزاً لاستمرار الأمة وحافظاً لتاريخها. أما السلالات التي نبتت من غير جذور بعد انهيار الحضارة الإقطاعية، ومنها سلالات التوريث الحزبي، فهي عاكست مجرى التاريخ. بهذا المعنى، للزعامة الجنبلاطية تاريخ، والمختارة لم تحافظ عليه فحسب بل نقلته من دور داخل الطائفة إلى دور وطني وقومي وأممي، فصار كمال جنبلاط زعيماً لأحزاب اليسار التقدمي في لبنان ورئيساً للجبهة العربية المناصرة للثورة الفلسطينية وحاملاً وسام لينين الأممي، رغم أنه وجّه نقداً لاذعاً للتجربة الشيوعية، معترضاً على نقص الحرية والديمقراطية فيها.
أثبتت التجربة اللبنانية أن التوريث السياسي في العائلات قدم للوطن قامات كبرى، فيما طفا على سطح الحياة السياسية من خارج التوريث من يندى جبين الوطن من عار وصولهم إٍلى سدة المسؤولية. البيوت السياسية تورث النبل. أما الأنظمة الحزبية فليست متحدرة من تلك الحضارة ولا من قيمها، ولذلك سيصيبها ما أصاب الغراب حين قلد مشية الحجل. خالد بكداش جعل التوريث مهزلة وفكاهة، لأنه يفتقر إلى شيم النبلاء، أما الميليشيات وأحزاب الأجهزة فحدث ولا حرج عن آليات تداول السلطة فيها بالمكائد.
حاول الحزب الاشتراكي تطبيق نظرية الانزياح في اللغة والبلاغة على التنظيم الحزبي وفشلت التجربة، فصارت زعامة جنبلاط داخل الطائفة تطغى على زعامته الحزبية، وبات الطريق الإلزامي لحضورالحزب وتأثيره في الحياة السياسية، يمر بالضرورة عبر الزعامة الجنبلاطية، مع أنهما، الزعامة والحزب غير طائفيين. من ناحية أخرى، آليات العمل في زعامة الطائفة تتطلب البحث عن تسويات إما للمحاصصة أو لمنع تجدد الحرب الأهلية أو لكليهما، فيما يتوجب على الحزب العمل على تجاوز التسويات بحثاً عن حلول ترسخ الوحدة الوطنية.
خروج الحزب من هذا المأزق يقتضي خروجه من بطن الطائفة. إن في صفوفه من الكفاءات وفي تراثه وتقاليده من المقومات وفي سلوك زعيمه من الجرأة على النقد الذاتي، ما يمكّنه من المساهمة في صياغة مفهوم جديد لليسار في لبنان وفي تشكيل حزب عابر للمناطق والطوائف قادر على إعادة بناء الدولة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة والدولة
- لقاء سيدة الجبل والدولة
- حزب الكتائب والدولة
- اغتيال الدولة حزب الكتائب(سابقاً)
- اليسار المستحيل
- من هو الماركسي
- الحزب الشيوعي اللبناني يتشظى
- من هو الشيوعي
- الاستبداد الحزبي
- ولايات لبنانية أم جمهورية
- الديمقراطية في الخطاب اليساري
- الدولة في الفكر القومي والديني: عبد الإله بلقزيز
- الدولة في الفكر اليساري
- محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع ا ...
- محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش
- قراءة في كتاب أحزاب الله
- الظاهرة الطائفية وعلاجها
- الثورة والقضاء
- رسالة حب إلى الثورة اللبنانية
- مقدمة كتاب أحزاب الله بقلم الشيخ علي حب الله


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على جدل الضربات الأمريكية على الم ...
- جنرال أمريكي عن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية: -عملت ...
- الجيش الإسرائيلي يقتل فتى في الـ15 من عمره في بلدة اليامون ب ...
- حملة -تحالف أبراهام- الإسرائيلية تثير الجدل بين الناشطين الع ...
- إيران: مجلس صيانة الدستور يقر قانون تعليق التعاون مع الوكالة ...
- كييف ومجلس أوروبا يوقعان اتفاقا لإنشاء محكمة خاصة بالحرب في ...
- غموض يلف تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيران ...
- ما هي أهمية مشروع خط انابيب الغاز «قوة سيبيريا 2» بالنسبة إل ...
- سقوط أكثر من 50 قتيلا فلسطينيا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة ...
- ريبورتاج: -قلبنا معهم-... كيف تنظر الجالية العربية بالولايات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الحزب الاشتراكي والدولة