أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الفدراليون والدولة














المزيد.....

الفدراليون والدولة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 7 / 31 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغتيال الدولة
الفدراليون والدولة

حصلت على نسخة من مشروع الدستور الفدرالي بعد اسبوعين على صدوره. الصفحة الأولى يتصدرها لوغو دائري الشكل بأقواس متداخلة كتب عليها باللغات الحية والقديمة عنوان، الجمهورية اللبنانية الفدرالية، ومذيّلة بإحالة النسخة إلى غبطة مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، حاملة توقيع أياد البستاني باسم الحزب الفدرالي اللبناني.
نص الدستور مكتوب باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية، ومرفق بخرائط للكانتونات، ملونة بالأحمر للشيعة والأزرق للمسيحيين والأخضر للسنة والأصفر للدروز. على الصفحة التي تسبق الخرائط تمهيد مقتبس بنصه الحرفي من الدستور السويسري ينص على الآتي: "باسم الله القدير، يقرر الشعب السويسري والكانتونات السويسرية، بمقتضى مسؤولياتهم تجاه الخليقة..." وبعد الخرائط نص يمتد على مئة وثلاثين صفحة، ومئة وثلاث وثلاثين مادة.
أعترف أنني اكتفيت بتقليب الصفحات الأولى منه، قبل أن أرسله إلى الصحافة لتتدبر أمر الاهتمام به نقداً أو ترويجاً، لكنني تابعت ردود الفعل عليه خصوصاً النقد الشفوي والمكتوب لكل من النقيب رشيد درباس والدكتور حارث سليمان، ولن أكرر ما قاله كل منهما بل سأكمله متناولاً قضية واحدة تتعلق بالمبررات أو الحيثييات التي أملت على واضعيه الانقلاب على ميشال شيحا وسايكس بيكو والبطرك حويك وعلى الدستور اللبناني.
سبق أن طرحت الفدرلة في بداية الحرب اللبنانية، يوم بدا للمارونية السياسية أن الإسلام السياسي مضى بعيداً في تأييده الوجود المسلح الفلسطيني ولو على حساب السيادة الوطنية، وأن ذلك يعني من بين ما يعنيه وجود نمطين من التفكير في القضايا الوطنية والقومية، ونمطين من الثقافة، وصولاً إلى القول بوجود حضارتين وفسطاطين، بحسب التعابير المستخدمة في أكثر من بيان صادر عن قوى 14 آذار.
على جانبي خطوط التماس بين الحضارتين والثقافتين والفسطاطين معيار واحد مقتبس لا عن تجارب الفدراليات في العالم بل عن تجارب أنظمة قروسطية أكل دهر الحضارة الرأسمالية عليها وشرب. عدم قبول الآخر المختلف هو المعيار الذي بنت عليه القوى الوطنية شعار عزل الكتائب، وهو نفسه الذي بنى عليه حزب الكتائب شعار لبنان للبنانيين أحبه أو غادره، والشعاران موجهان لأبناء الوطن من أصحاب الرأي المختلف.
استقر عدم قبول الآخر على خيارات متنوعة أبسطها اللامركزية الموسعة، وهو ما ورد في التعديلات الدستورية المقرة في اتفاق الطائف، وأكثرها تعقيداً وصعوبة التقسيم، وبينهما الفدرالية والكونفدرالية.
ما سها عنه مشرعو الفدرلة هو أن الآخر المختلف لا يتحدد بالانتماء الديني أو القومي أو العرقي، بل قد تكون أكثر الاختلافات حدة تلك الناشئة من الصراع على السلطة، وفي تجربة الحرب الأهلية من الأدلة ما يكفي لإقناع الفدراليين بأن مشروعهم لا يشكل حلاً للمعضلة اللبنانية. حروب أهل الخندق الواحد كانت أكثر وحشية من سواها، معركة الصفرا ومجزرة إهدن وحرب القوات وعون وحرب العلمين وحرب "الشيعة والمتاولة"، ومن خارج الحدود النزاع الفلسطيني السوري والسوري العراقي والعراقي الإيراني، ناهيك عن استعصاء الأزمتين الأفغانية أو الصومالية.
ظاهرة الآخر المختلف ليست حكراً على لبنان بل هي موجودة في كل بلدان العالم، وهي ليست ذات منشأ ديني أو طائفي فحسب بل هي صيغة من التنوع والتعدد مرفوضة في أنظمة الاستبداد الديني أو السياسي، وحل هذه المعضلة لا يتحقق إلا بترسيخ قيم الديمقراطية بصرف النظر عن الخرائط والمساحات والجغرافيا.
الفدراليون لا يبحثون عن حل بل يفاضلون بين استبداد ديني واستبداد سياسي، و يختارون الثاني من غير أن ينتبهوا إلى أن استبداد الأقرباء في الدين أو في السياسة، على ما قال الشاعر، "أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند".



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
- لا يمين ولا يسار هي ثورة مهندسين
- استبداد رفاقي. حكايتي مع الحزب الشيوعي
- نقابة المهندسين والدولة بين القوات و الشيوعي
- الإسلاميون والدولة
- حركة اليسار الديمقراطي، الانشقاق الأول عن الحزب الشيوعي
- حركة أمل والدولة
- بين جورج حاوي وحنا غريب الحزب الشيوعي والدولة
- هل الربيع العربي الثورة، قراءة يسارية
- جورج حاوي: شغور الدور والموقع
- الرئاسات وفخامة الرئيس والدولة
- الحزب الاشتراكي والدولة
- المقاومة والدولة
- لقاء سيدة الجبل والدولة
- حزب الكتائب والدولة
- اغتيال الدولة حزب الكتائب(سابقاً)
- اليسار المستحيل
- من هو الماركسي
- الحزب الشيوعي اللبناني يتشظى
- من هو الشيوعي


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الفدراليون والدولة