أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان














المزيد.....

سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 13:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اغتيال الدولة
سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان
على امتداد المئوية من عمر لبنان لم يظهر إلى العلن غير مشروعين سياسيين للطوائف، المارونية السياسية التي اغتصبت دور المسيحيين، والشيعية السياسية التي عجزت عن فرض مشروعها على المذاهب الإسلامية. أما مشروع السنية السياسية فقد تولى الإعلان عنه طرفان من خارج أهل السنة، الحركة الوطنية اللبنانية استظلت بهم في بداية الحرب الأهلية لتدافع عن السلاح الفلسطيني، وقدمت باسمهم مشروعها السياسي للإصلاح الديمقراطي القاضي بتعديل صلاحيات رئيس يحكم ولا يحاسب؛ والتيار العوني، على بعد ثلاثين عاماً، افتعل خصومة مع رفيق الحريري بعد اغتياله، متوجساً من قوته الاقتصادية العملاقة ومكوبساً من اغتصابه صلاحيات رئيس الجمهورية.
قبل أن ينتخب ميشال عون رئيساً قال لي سهيل بوجي الأمين العام لمجلس الوزراء، إن المسألة لا تتعلق بالنص الدستوري بل بتأويل أحكامه وبأشكال تطبيقه. دليله على ذلك أن رئيس مجلس الوزراء رشيد كرامي تمكن، باعتكافه وبصلاحيات ما قبل الطائف المحدودة، من تعطيل عمل الدولة ستة أشهر، مثلما أمكن لإميل لحود رئيس الجمهورية بالتأويل المغلوط والتطبيق الأعوج أن يرهن سيادة الدولة لنظام الوصاية. هذا ما أثبتته الرئاسة العونية للبلاد التي حولت أحكام "الكتاب" أي الدستور بحسب تعبير فؤاد شهاب، إلى لعبة صبيانية تولاها مستشاروه وأتباعه من فلاسفة التمثيل المسيحي وحقوق الطوائف والحرائق والأمطار المذهبية.
اعتكف رشيد كرامي لا لينفذ مشروعاً مذهبياً بل ليجنب الجيش اللبناني أزمة يقع حلها على عاتق السياسيين. ذلك لا يلغي خصوصية مشاعر مذهبية لم ينج منها أحد في لبنان. غير أن المشاعر شيء وبلورتها في مشروع سياسي شيء آخر.
صحيح أن عواطف أهل السنة اللبنانيين مالت إلى العروبة والأغلبية الإسلامية في المحيط العربي وتعاطفوا مع القضية الفلسطينية ومع القضايا العربية لكن أحداً من زعمائهم السياسيين لم يفرط بسيادة الدولة اللبنانية حتى في ذروة الهيمنة الفلسطينية على شارعهم. انحازوا بمشاعرهم إلى الناصرية لكنهم كانوا متعاونين ومنخرطين في النظام منذ الخيمة التي جمعت فؤاد شهاب مع عبد الناصر على الحدود اللبنانية السورية حتى إعلان رفيق الحريري وقف العد لتطمين المسيحيين إلى المناصفة في التمثيل السياسي في الحكومة والبرلمان ووظائف الفئة الأولى.
تأكدت هذه الحقائق بجملة من المواقف، من بينها تعاطف المرجعيات الدينية المسيحية وتعاونها مع رفيق الحريري وإعلان تبرمها من التملق للنظام السوري في عهد إميل لحود وللنظامين السوري والإيراني في عهد عون، ومن بينها الاستقبال الودود في بكركي لرفيق الحريري وفؤاد السنيورة وسعد الحريري في زياراتهم التي كانت تتكرر فيها مصطلحات الوطن والدستور والدولة والسيادة وحقوق المواطنين لا حقوق الطوائف ولا المشاريع المذهبية.
نادي رؤساء الحكومة ولد في سياق المواجهة مع منتهكي الدستور ودفاعاً عن مؤسسات الدولة ومن بينها رئاسة الحكومة. غير أن هذا النادي سقط في زلة قاتلة يوم تضامن سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة مع حسان دياب مستفظعاً استدعاءه من قبل القضاء للتحقيق معه في قضية انفجار المرفأ، ثم يوم توسط فؤاد السنيورة أعضاء النادي ليتلو باسمهم بياناً يستنكرون فيه توجيه الاتهام إلى رئيس الحكومة وحده دون سواه من أهل السلطة.
الفصل بين السلطات من مقومات قيام الدولة ومن أحكام الدستور اللبناني. الدفاع عن الدستور يتم بتحصين القضاء لا بتحصين الفاسدين والمذنبين. فساد القضاء هو من علامات الفساد السياسي، وإصلاحه لا يتم بالتهجم حتى لو كان مبرراً، بل بمواجهة الفساد في منبعه السياسي.
بيان نادي رؤساء الحكومة لا يقل خطراً على القضاء من عدم التوقيع على مرسوم التشكيلات القضائية أو من نهج ميليشيوي داخل سلك القضاء. لذلك يصح في السنية السياسية القول معكوساً: ألا تأتي أبداً خير من أن تأتي متأخرة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين المثقف والسياسي
- نصيحة جعجع الشيعية
- مشيخة الفلاحين
- مغدوشة أم طورا بورا؟
- من مدرسة الحطب إلى السوربون
- فساد بالسوية استبداد بالرعية
- زمن الدستور وزمان الزعيم
- عن المسترئس حين يصير -مناضلاً-
- كائنات خرافية تحكم لبنان
- من حضارة الأرض إلى العمل المأجور
- حزب الريف أم حزب المثقفين أم حزب العمال والفلاحين؟
- الحزب القديم مات وحركة الإنقاذ ليست بديلاً
- الشيوعي – القوات مستقبل الثورة أم ذاكرة الحرب؟
- 4 آب القرار الظني
- الفدراليون والدولة
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
- لا يمين ولا يسار هي ثورة مهندسين
- استبداد رفاقي. حكايتي مع الحزب الشيوعي
- نقابة المهندسين والدولة بين القوات و الشيوعي
- الإسلاميون والدولة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان