أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟














المزيد.....

صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7082 - 2021 / 11 / 20 - 13:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



بعد ذات عظة من عظاته الحكيمة والبليغة والصريحة والجريئة والصادقة، كتبت على صفحتي الفيسبوكية، البطرك الراعي يمثلني في قيادة الثورة. قامت قيامة من لا يعرفون من العلمانية غير العداء للدين ولرجال الدين. حاولت أن أقنعهم بأن ما تنامى إلى أسماعنا عن العلمانية هو جملة من المفاهيم المشوهة التي ساهم في الترويج لها على السواء خريجو الحوزات والأديرة والمدرسة السوفياتية، وأن العلمانية هي صنو الديمقراطية والدولة المدنية والاعتراف بالآخر، وأنها ابتكار رائع قدمته لنا الثورة الفرنسية لا لتلغي الدين وتختم بالشمع الأحمر على أبواب بيوت الدين أو تحولها إلى متاحف أو لتستبدل هويتها على غرار ما حصل مرة في قصر الحمراء في إسبانيا وأكثر من مرة في أياصوفيا في اسطنبول، وتمنع رجال الدين من التدخل في السياسة على طريقة علمانيي فرنسا، بل للتخلص من استبداد كانت تمارسه الكنيسة باسم الدين، وللتخلص بالتالي من كل أنواع الاستبداد الأخرى، ولاسيما منها السياسي، على غرار الذي يمنى به اللبنانيون على أيدي منظومة الفساد والإفساد والاستبداد.
كان من الممكن أن أكرر عبارة الاعتزاز بدور غبطته غداة كل عظة من عظاته منذ انطلاقة الثورة في 17 تشرين، وأن أضيف اعتزازاً مضاعفاً بدور رجال الدين بعد أن استمعت إلى صرخة مدوية أطلقها سيادة مطران بيروت بولس عبد الساتر في وجه منظومة الاستبداد، بمناسبة عيد مار مارون، أدان فيها من" لم يذرفوا دمعة أمام البيوت المهدّمة والأجساد المقطعة، ولم يحرّكوا إِصبعًا ليكشفوا حقيقة ما جرى؟ وأدان انقسام اللبنانيين "بسبب سياسيين يستغلون خوفنا وديننا ومعاناتنا ليستمروا حيث هم؟" ودعانا فيها إلى " أن ننبذ ثقافة الفساد ونتوقف عن محاولة ابتلاع لبنان لصالح طائفتنا أو حزبنا أو مرجعنا في الداخل أو الخارج، وأن نحمي بعضنا بعضًا من بطش وظلم الخارج".
لم أفعل ذلك لا اقتناعاً بحجج العلمانيين غير المقنعة، ولا لأنني بدلت رأيي بالدور الرائد الذي يمكن أن يلعبه رجال الدين المتنورون من أمثال البطرك الراعي والمطران عبد الساتر ورجال دين مسلمون وهم كثر من بينهم المرحومان محمد حسن الأمين وهاني فحص وكثيرون غيرهما من الأحياء، بل لأن في العقل الغيبي عطلاً بنيوياً قد يتسبب في إلغاء أي فضيلة من فضائل الدين وأي إنجاز دنيوي من إنجازات رجاله. هذا ما حصل في آخر عظات صاحب الغبطة حين رأى أنه " لا شراكة من غير حياد". رأى البعض في هذا الكلام ما يشبه التهديد بفض شراكة هي بين المسلمين والمسيحيين وما يدعم أفكاراً بائسة عن التقسيم والفدرلة. يكمن عطل التفكير الديني في النظر إلى لبنان لا كوطن بل كشركة، وهي العبارة(شركة ومحبة) التي وردت كشعار في خطاب العرش البطريركي، وسبق لي أن أشرت إلى خطورة استخدامها.
الشركة والشراكة والعيش المشترك لا تبني وطناً. الشركة تجارة وأسهم. تكون مساهمة أو مغفلة أو محدودة المسؤولية وهي أرباح وخسائر ومحاسبة عمومية. أما الوطن فهو رسالة بحسب تعبير صاحب القداسة، ويبنى بالدستور وسيادة القانون على حدوده وداخل حدوده. والوطن ثلاثية واحدة وحيدة لا ثلاثية سواها، وفيها ينطوي التعريف القانوني للوطن، ألا هي الأرض والشعب والسيادة. فلا ثلاثية حزب الله، شعب وجيش ومقاومة، التي يغيب عنها الدستور والقانون، ولا ثلاثية 14آذار ، حرية سيادة استقلال التي يغيب عنها الشعب، ولا ثلاثية الشعب والجيش والقضاء التي ترفع في وجه المحبطين.
الشركة والشراكة تبرر المحاصصة ولا تنفيها، بل هي تتعارض مع خطاب الصرح البطريركي أمام جمهور من اللبنانيين لبوا دعوته لا بصفتهم شركاء في شركة بل بصفتهم مواطنين في وطن، وعادوا مزودين ببرنامج وطني مطابق لبرنامج الثورة قال لهم فيه، "لا تَسكُتوا عن تعدّدِ الولاءات، لا تَسكُتوا عن الفساد، لا تسكتوا عن سلب أموالكم، لا تَسكُتوا عن الحدودِ السائبة، لا تَسكُتوا عن خرقِ أجوائِنا، لا تَسكُتوا عن فشلِ الطبقةِ السياسيّة، لا تَسكُتوا عن الخِياراتِ الخاطئة والانحياز، لا تَسكُتوا عن فوضى التحقيقِ في جريمةِ المرفأ، لا تَسكُتوا عن تسييسِ القضاء، لا تَسكُتوا عن السلاحِ غيرِ الشرعيِّ وغيرِ اللبنانيّ، لا تَسكُتوا عن سَجنِ الأبرياءِ وإطلاقِ المذنِبين، لا تَسكُتوا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين، لا تَسكُتوا عن مصادرة القرار الوطني، لا تَسكتوا عن الانقلابِ على الدولةِ والنظام، لا تَسكُتوا عن عدمِ تأليفِ حكومة، لا تَسكُتوا على عدمِ إجراءِ الإصلاحات".
واو الجماعة في هذا الخطاب لا تمثل مالكي أسهمٍ في شركة، بل عينة من شعب الثورة الذي انتفض على ممثلي الشركة والشراكة ممن تحاصصوا الوطن باسم الطائفية فتقاسموا وقسّموا الأرض والشعب وانتهكوا الدستور.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرميلة بين المناضل والميليشيوي
- الثورة والانتخابات
- علاقات حزبية أم مخابراتية أم إنسانية؟
- من مآثر موسى الصدر
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي (3من4)
- ضرائب نضالية: حين يكون القرار بيد القاعدة الحزبية
- الشيعية السياسية: تعلموا من أخطائكم
- نبيه بري الخاسر الأكبر
- الشيعية السياسية وليس الشيعة
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(2من4)
- الخروج المبكر من الجامعة
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(1من 4)
- الجامعة اللبنانية دخلتها متأخرا وخرجت منها مبكراً
- الثورة وبرلمان 2022
- قيلولة نضالية
- سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان
- الصراع بين المثقف والسياسي
- نصيحة جعجع الشيعية
- مشيخة الفلاحين


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟