أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟














المزيد.....

الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7219 - 2022 / 4 / 15 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطاب الخشبي والانتخابات
طفولي أم طفيلي ؟

سيبقى مصطلحا اليمين واليسار صالحين إلى أن يتم استبدالهما بأفضل منهما، مع أنهما لا يعبران بدقة عن طبيعة القوى التي انخرطت في الثورة ولا عن خصومها. في البداية قصفت عشوائياً ضد "المنظومة الحاكمة" المسؤولة فعلاً عن الانهيار المالي والنقدي، وفي البداية أيضاً استسهلت ضمت عشوائياً إلى صفوفها مجموعات من "هب ودب".
لنقل أن الثورة يسارية، لا لأنها تطالب بالعدالة الاجتماعية أو الاشتراكية، بل لأنها تطالب بتطبيق القوانين واحترام الدستور، ولنقل، على هذا الأساس، أن من شارك فيها يساري أياً تكن الأصول التي تحدر منها، لمجرد موافقته على شعار الدولة والدستور، ولنقل أن من واجهها بالرصاص المطاطي أو الحي أو بالخردق أو بالإعلام يميني، حتى لو كان مناضلاً ضد الإمبريالية والصهيونية والاستعمار.
قانون الانتخاب هو "الماء التي كذبت الغطاس". خلط الأوراق وحشر الجميع، كلاً في زاويته. "المنظومة" اضطرت إلى إحياء اصطفافاتها القديمة. المتراشقون بالتهم والشتائم والفضائح تعاونوا وتحالفوا وتضامنوا ؛ في المقابل، ازدحمت المنصة الانتخابية بقوى الثورة التي راحت تخوض تنافساً في ما بينها لا مع من أطلق النار عليها في الساحات. مع أن التعدد والتنوع من صميم اللعبة الديمقراطية فقد بدا ازدحام المسرح بلوائح "المعارضة" بمثابة ظاهرة مرضية، لكنه مرض غير خطير وقابل للعلاج مع الوقت.
"لحقي" و"ممفد" تنظيمان ولدا من رحم الثورة، وعندما احتدم التنافس الانتخابي بدا واضحاً من يفكر بعقل الثورة ومن يفكر بالأوهام. أصاب لحقي مرتين، مرة حين احتج على "عجقة" لم يجد لها في نقائه النظري والثوري ما يبررها ففضل الانسحاب على التنافس مع رفاقه في الثورة، ومرة حين دعا أنصاره إلى المشاركة الكثيفة في الاقتراع لصالح لوائح المعارضة، خلافاً لليائسين الداعين إلى الاستقالة المبكرة من واجبهم الوطني.
أما ممفد فأخطأ ثلاث مرات، مرة لأنه هو من صنع العجقة أو شارك في صنعها إذ قرر خوض المعركة الانتخابية في كل الدوائر وقدم أكثر من خمسين مرشحاً ومارس الابتزاز على الأقربين والأبعدين، ومرة حين أصر على خوضها ضد رفاقه في الثورة. وفي الثالثة حين توهم وراح يوهم الآخرين بأن كثرة عدد مرشحيه دليل على مدى انتشار الحزب، فيما هي ليست إلا دليلاً على تضخم الأنا.
مع أنني سأقترع للائحة تضم بين صفوفها أحد ممثلي ممفد(مواطنون ومواطنات في دولة)، أجد من واجبي لفت نظر هذا التنظيم إلى أنه لم ينتصر بإدخال ممثله عنوة في اللائحة، بل إن اللائحة هي التي انتصرت عليه. فهي الوحيدة التي التي حرصت على عدم تشتيت المعارضة وأصواتها وهي الوحيدة التي كفت عن المعارضة شر الشرذمة، وهي الوحيدة التي، بموافقتها على التعاون مع ممفد، منعته من الذهاب إلى الخيار الخاطئ الذي انتهجه على مساحة كل الدوائر الانتخابية في لبنان، لكن ذلك لم يحصل إلا مقابل ثمن باهظ دفعه مناضلون في الدائرة الانتخابية أفراداً وأحزاباً.
ممفد قدم نموذجاً سيئاً في الممارسة السياسية حين دفع مناضليه إلى خوض المواجهة مع رفاقهم في الثورة لا مع خصومهم من أهل المنظومة الحاكمة، فلم يسلم من نقد قاس حده الأدنى اتهامه بالعمل في خدمة المنظومة.
من فضائل هذه الانتخابات، وهي الأولى بعد اندلاع الثورة، أنها ستكشف أحجام من انخرطوا في الثورة أو تسلقوا عليها، وحين يذوب ثلج النتائج ستنجلي الفوارق بين "الشحم والورم"
في كتابه المعنون مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية، يرى لينين أن التطرف اليساري لا يقل خطراً على الثورة من التطرف اليميني وأن الثورة لا تبنى بالشعارات الصبيانية اليسارية المخترعة.
على إحدى صفحات الثورة اللبنانية سنقرأ ذات يوم أن أوراماً متضخمة طفحت على جلد الثورة في الانتخابات، وأن قوى الثورة في الدائرة الثالثة في الجنوب قدمت نموذجاً يحتذى لا في معالجة مرض الأورام فحسب بل كل الأمراض الطفولية منها والطفيلية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم
- ما هكذا يا سعد تورد الإبل
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع
- حين يصير القاضي وزيراً
- لبنان الكبيرخطأ شائع ؟
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟