أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني














المزيد.....

الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7248 - 2022 / 5 / 14 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطاب الانتخابي الخشبي
التيار العوني

ترددت كثيراً قبل أن أكتب عن خشبية الخطاب العوني، لأن الخشبية تعني التمسك بأفكار قديمة وإبقائها على صورتها الأولى وعدم أخضاعها للتطوير أو التغيير أو التعديل ولا حتى التكيف، وهو ما لا ينطبق على أفكار لم يمر عليها الزمن بعد لتؤكد التجارب صحتها، وهي للزوجتها وميوعتها تكاد تكون هلامية لا شكل لها فتتخذ شكل الظرف الذي تنبت فيه.
جسم التيار "لبّيس" وجاهز لارتداء أي ثوب، بدءاً بالإسم الفضفاض، "الوطني"، فقد أثبتت الأحداث ولاءه للسلطة على حساب الدولة وللدويلة على حساب الوطن، وأن عقله وسلوكه من قماشة ميليشيوية لا من نسيج الدستور؛ أما "الحر" فهو لا يعرف معنى الحرية ولا مبناها لأن قراراته متروكة لمستشارين جهلة ولا تتخذ إلا بمباركة من دمشق أو بعد زيارة إلى المرشد في الضاحية.
بعد اغتيال الحريري تغاضى اللبنانيون عن ماضيه، بحثاً عن صيغة تعيد للمسيحيين دورهم التاريخي في بناء الوطن، رداً على قرار الوصاية باستبعادهم والتنكيل بهم، وابتهجنا لقرار مزدوج بالعفو عن جعجع وبالسماح للجنرال بالعودة من منفاه. ومع أنني لا أندم على شيء فعلته في حياتي إلا أنني مدين بالاعتذار لنفسي ولمن تحدثت باسمهم ولإبل السقي بلدة المناضلين والمقاومين لأنني رحت أمثل هناك المعارضة الوطنية التي كانت تتشكل حول المنبر الديمقراطي وحبيب صادق في رحاب المجلس الثقافي للبنان الجنوبي لأرحب بالجنرال في واحد من مهرجانات انتظاره المتنقلة.
ميوعة خطابه غير الخشبي جعلت انتقاله من موقع إلى نقيضه في غاية السهولة. فهي التي حملته إلى ساحة الشهداء في قلب تجمع 14 آذار، ثم إلى اتفاق مار مخايل ركناً أساسياً في تجمع 8 آذار، ونقلته من حرب التحرير الدونكيشيوتية ضد سوريا إلى الوقوع في أحضان نظام الأسد، ومن الإبراء المستحيل إلى الاشتباك مع المملكة لتحرير سعد الحريري، ومن حرب إلغاء القوات إلى اتفاق معراب مع سمير جعجع، ومن تكبير الكلام ضد أميركا إلى زيارتها وطلب مساعدتها في استصدار قرار انسحاب الجيش السوري، ومن الدفاع عن الدولة والدستور والقصر الجمهوري يوم كان الجنرال رئيساً للحكومة إلى تشريع أبواب القصر أمام كل أعداء الدستور والدولة يوم صار الجنرال رئيساً، ومن العلمانية إلى التنافس على التمثيل المسيحي وإلى اعتقاد "متنوريه" بهطول المطر الطائفي واشتعال حرائق الطبيعة بمعايير مذهبية.
ميوعة الخطاب جعلته يكذب على نفسه ويصدق كذبته حين أوقف جذر الأزمة عند حدود الثلاثين عاماً. في الحقيقة تعود جذور الأزمة إلى بداية حرب أهلية انفجرت قبل خمسين عاماً، أبطالها المشاركون في الحرب على الدولة، والتيار من مواليدها، بل هو جيلها الثاني الذي تعمّد بحب العماد والتجمهر أمام القصر وظل حافظاً للود حتى عودته سالماً من منفاه. ومن سوء حظه أنه شهد من أمام القصر انهياراً مالياً نقدياً وأزمة اجتماعية معيشية في ثمانينات القرن الماضي، وها هو اليوم يدير من خارج القصر انهياراً لم تشهده الدول الحديثة منذ أكثر من مئة عام ويكتفيمن داخل القصر بالتفرج عليه.
مشروعه السياسي الوحيد هو استلام السلطة والسيطرة على جهاز الدولة، وأداته التصويب على عدو داخلي يحمله عند اللزوم مسؤولية الفشل ومنعه(ما خلونا) من تنفيذ خططه. تغذى في نشأته الأولى على عداء "القوات اللبنانية"، ولما شب تحول خطابه إلى عداء للحريرية وأهل السنة، وانتهى محاطاً بالخصوم ومن "نكد التيار الحر" (المتنبي) أنه لم يجد حليفاً غير الثلاثي الشيعي، بعد أن تبوأ المفتي الجعفري منصب الناطق غير الرسمي عند الحاجة.
لم يضع التيار على جدول عمله تخريج رجال دولة من بين صفوفه، بل استهوته لعبة التشبيح الميليشيوي وحاول أن يخوض سباقاً على البلطجة ولم تنجح المحاولة. ولولا بعد المسافة الزمنية عن العصر العباسي الرابع لصح في قياداته وفي بطولاتها المزعومة شعر كثير من ديوان المتنبي.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف
- الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل
- الخطاب الانتخابي الخشبي - حزب القوات
- الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم
- ما هكذا يا سعد تورد الإبل
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني