أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله














المزيد.....

الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطاب الانتخابي الخشبي
حزب الله

حزب الله لا يحتاج كسواه إلى تنظيم حملته الانتخابية، فالمناسبات الاسبوعية في القرى الشيعية كافية لإطلالات متعددة الأشكال، إن لم تكف ذكرى أسبوع لأحد المتوفين فالذكرى الأربعينية أو السنوية أو العشرية أو المئوية أو الألفية لأحد الأولياء جاهزة، فضلاً عن الأطلالة الدائمة لأمينه العام ولحفلات الإفطار الرمضانية
يمكن لأي صحافي ماهر أن يلخص لصحيفته الخطاب الحزباللاهي من غير أن يستمع إليه، ذلك لأنه يشبه الخطب اليمينية أو اليسارية بتكرار معزوفات عزيزة على قلوب محبيه وحدهم، ولأن حتمياته الانتصارية تضاهي حتميات ستالين، وحنينه إلى اللحن المهدوي وولاية الفقيه يشبه حنين المارونية السياسية المتداعية إلى ألحان تعصبها العنصري.
خطابه يستصغر الخصوم ويستخف بهم ويعيّرهم بأنهم "قليل عديدهم"، إذ طالما سأل جندي في جيشهم الإلكتروني عما إذا كانت مقاعد حافلة واحدة تفيض عن حجم معارضيهم العددي من الشيعة؛ وطالما تباهوا بقدرة الحزب على استنفار المقاتلين والغرائز وبامتلاكه عشرات آلاف الصواريخ.
فات هؤلاء المستنفرين أن يعرفوا أن حركات أكثر جماهيرية من حزب الله سقطت في الامتحان الوطني لغلبة الصبغة المسيحية على بعضها والإسلامية على بعضها الآخر. كما فاتت المشرفين على تنظيم الاستنفار أنهم كانوا قلة في البداية ثم بلغوا ذروتهم وسينتهون كما كل حركة معاكسة لمجرى الزمن ولقواعد التاريخ، وأن الأوطان لا تبنى بالمذاهب ولا بأساطير الأولين بل بالدساتير وحدها وبالقوانين.
خلافاً لكل الحملات الانتخابية، خطاب حزب الله خلو من أي مشروع إصلاحي. هو اختصاصه المقاومة أما الإصلاح فمن مهمات سواه؛ يتحدث عن الفساد السياسي والمالي كمراقب لا كشريك في السلطة السياسية، مع أنه في صميمها منذ البداية، إذ كان نظام الوصاية ينوب عنه ويتحدث باسمه، إلى أن خرج فتبدلت الأدوار وصار هو الذي ينوب عن نظام الوصاية ويتحدث باسمه آمراً ناهياً بالفتاوى والخطابات الموسمية.
حزب الله فائض عسكري، وما من فائض قوة إلا على حساب خواء سياسي، فهو يدير المعركة الانتخابية كأنه في حالة حرب، فلا يفتح حواراً مع الناخبين بل يصوب أسلحة. منافسوه ليسوا خصوماً بل أعداء، يستخدم ضدهم سلاح التخوين والتكفير والتهديد والوعيد ناقلاً المعركة من حيز التنافس الديمقراطي إلى حيز الصراع السياسي مع الشيطان الأكبر وأنظمة الخليج العربي. الاعتراف بالآخر وفتح باب النقاش معه هو المدخل إلى الديمقراطية، فكيف يستوي إغلاقه مع مبادئها، وهل هناك أكثر إيلاماً وقهراً من استبداد سياسي يتزيا بزي الدين؟
لا يسأل حزب الله نفسه عن أسباب انفضاض مؤيديه ومحبيه عنه. كانت شعاراته ملء الشوارع والبيوت من المغرب العربي حتى بلاد السند والهند، وكان موضع إجماع لبناني قل نظيره في تاريخ هذا الوطن الجميل.
أما اليوم فقد باتت مواقفه محل تنديد عالمي وغضب عربي وعزلة لبنانية يحاول كسر جدرانها باستخدام فائض قوته ضد آمال الشعوب العربية بالتحرر من استبداد الأنظمة وضد أبناء وطنه بترهيب الأهالي في أعالي كسروان وجبيل وعين الرمانة والبقاع الشمالي وفي مناطق أخرى يتولاها بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن شريكه في الثنائي، أو بترغيب أدوات رخيصة له في الطوائف الأخرى، فضلاً عن الاتجار بجوع اللبنانيين وعوزهم تلويحاً بتقديم مساعدات أو بحجبها، بعد أن دُفعوا إلى حافة الإفقار ودفع الوطن إلى حافة الدمار والموت. هذه كلها ليست عدة لتنافس انتخابي، بل أداة لكل أنواع العنف الكلامي والإعلامي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
حزب الله يعد ناخبيه بتسليم سلاحه للدولة القوية والعادلة، لكن بعد أن يتأكد من قوتها وعدلها، مع أنه أحد المتهمين بالانتقاص من سيادتها، لا لأنه يشارك في تعطيل القضاء ويستبيح مؤسسات الدولة فحسب، ولا لأنه وسع دائرة مربعاته الأمنية في كل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية على حساب الدولة ومؤسساتها، بل لأنه ليس من مؤيدي النظام البرلماني الديمقراطي أصلاً.
من يقرأ تحليلات قادته واجتهاداتهم وفتاواهم في فقه الأوطان يعرف أن الوطن في قاموسم هو "مربط الخيل والغنم"، وأن ثلاثية "الأرض والشعب والسيادة" التي تقوم عليها الأوطان، يستبدلها حزب الله على طريقة الشاعر محمد الماغوط القائل، "آه لو نتبادل الأوطان كالراقصات في المقهى"، وأن نموذجه للدولة يتطابق مع ما في أنظمة السلالات والجمهوريات الوراثية من أصول استبدادية لا تستقيم معها لا ديمقراطية ولا انتخابات.
الخشبية صفة ألصقت بالخطاب اليساري الذي يكرر ما تحتويه كتب الأجداد القريبين، أما الخطاب المجافي للديمقراطية ومبادئها فهو ينتمي إلى الحقبة ما قبل الخشبية من تاريخ الكلام المنطوق أو المكتوب، ولا يضمه كتاب ولا يمكن العثور عليه إلا في مخيلة أهل الاستبداد الديني والسياسي.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل
- الخطاب الانتخابي الخشبي - حزب القوات
- الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم
- ما هكذا يا سعد تورد الإبل
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله