أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة














المزيد.....

الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 11:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الثابت والمتحول في برلمان 2022
1- الرئاسة
هو البرلمان الاستثنائي الأول في تاريخ الانتخابات اللبنانية. في الدورات السابقة كان التنافس يحصل بين مرشحين متشابهين ببرامجهم الفارغة وحملاتهم الاستعراضية. في الدورة الحالية فرضت الثورة على المعركة الانتخابية موضوع الدولة وإعادة تشكيل السلطة مادة أساسية على بساط البحث وعلى جدول عمل البرلمان.
برلمان2022 يطرح تحديات وأسئلة من طراز جديد عن محتوى الديمقراطية وعن تجسيداتها وتجلياتها وممارستها، وعلى رأس تلك التحديات ما يتعلق بالآليات التي فرضها نظام الوصاية منذ أول انتخابات بعد الطائف وفرض بموجبها نبيه بري رئيساً يحاكي الشعار البعثي، الأسد إلى الأبد.
ثلاثون عاماً تحولت فيها رئاسة البرلمان إلى مادة للتندر. تبدلت خلالها أحوال الدول وتناوب رؤساء كثيرون على حكم بلادهم، وتشكلت حكومات وسقطت أخرى، وتناوبت أجيال كثيرة من الابتكارات العلمية والرقمية ووسائل التواصل، وظلت رئاسة برلماننا هي هي من غير تبديل ولا تعديل، لا تعنيها الحكمة القائلة، لو دامت لغيرك ما آلت إليك.
الأمر لا يتعلق بإسم نبيه بري بل بما غدا بعضاً من التقاليد الاستبدادية القادمة إلينا من الأحزاب التوتاليتارية، وبالتحديد من تحويل الانتخابات إلى استفتاءات على مرشح واحد. هذا ما كان يحصل في دول المعسكر الاشتراكي وفي الجمهوريات العربية الوراثية التي اهتزت العروش فيها بفعل الربيع العربي، وظلت رئاسة برلماننا في منأى عن هبوب رياح التغيير. بفعل تلك التقاليد صار انتهاك الدستور أمراً سهلاً ومباحاً كشرب كوب من الماء.
نظام الوصاية جعل رئاسة البرلمان مدخلاً أساسياً لانتهاك الدستور فكانت بدعة الترويكا والرؤساء الثلاثة وما ترتب على ذلك من خلط "عباس بدباس" وتداخل السلطات وإزالة كل الفواصل بين التشريعية والتنفيذية والقضائية، حتى باتت الأجهزة الإدارية للدولة مادة للتحاصص بين الرئاسات أولاً ويترك للقوى النافذة الأخرى الفتات، حتى بلغ السيل الزبى فحلت صور رئيس البرلمان في مكاتب الموظفين بديلاً من صور رئيس الجمهورية، ودخل المتحاصصون في سباق على إفراغ الإدارة من الكفاءات وتعطيل أجهزة الرقابة وتحويلها إلى مكاتب حزبية تسود فيها القيم الميليشيوية بدل القانون.
انتهى عهد الوصاية بخروج الجيش السوري وبات حكام لبنان من غير غطاء فانكشفت الأخطاء والخطايا ولا سيما في عمل البرلمان. أقفلت أبواب المجلس النيابي وتعطلت أعماله وتحول التشريع إلى هرطقات وحلت بدع وفتاوى واجتهادات وتفسيرات أفرغت المصطلحات الدستورية من معانيها.
حماية مقر المجلس النيابي تسببت بتخريب الاستثمارات وبتهجيرها وبتحويل وسط العاصمة إلى قفر وخراب، وتحولت شرطة المجلس إلى ميليشيا، فأطلقت النار على المتظاهرين، وشكلت رديفاً "شرعياً" للمعتدين على خيم الثورة من راكبي الموتوسيكلات و حاملي العصي من الجيران.
المجلس النيابي المنتخب هو الذي سيتكفل بالحكم على هذه الأخطاء والخطايا وبالمحاسبة عليها. هو الذي سيعيد الأمور إلى نصابها والبرلمان إلى دوره الطبيعي في المحاسبة والمراقبة والتشريع، وسيقفل "دكان" الشرطة المسؤولة عن فقء عيون الثوار، وسينقل البرلمان من ملتقى هايد بارك إلى ورشة للتشريع، ومن منصة للخطابات المليء بعضها بلغة البذاءة إلى محل للحوار والنقاش الراقي، ومن مسرح للتمثيل على الناس إلى ورشة عمل وخلية نابضة بالبرامج ومشاريع القوانين، ومن جلسات تنتهي بالتهريج وتهريب الحقائق عن النواب وعن الناس إلى إطار للبحث عن حلول للأزمة وعن خطط للتطوير والتحديث واللحاق بحضارة العصر.
أما الرئاسة "إلى الأبد" فأمامها مسؤولية من نوع آخر. لقد تحدّد بالعنوان العريض هدف الثورة المتمثل بإحداث نقلة في النظام السياسي اللبناني تتقلص فيه مظاهر الاستبداد الموروثة من الإقطاع السياسي والمكتسبة من نظام الوصاية وتتعزز فيه قيم الديمقراطية واحترام الدستور، ولا سيما منها الفصل بين السلطات وتداول السلطة. وبات التجديد للرئيس في ظل هذا البرلمان منافياً للمعايير التي وضعتها الثورة.
في خطابه الأول كرئيس للبرلمان ظهر على صورة رجل دولة من الطراز الرفيع، لكن الصورة تشوهت في اليوم التالي حين لم يقدم استقالته من رئاسة حركة أمل، وفي آخر تصريح له البارحة بدا حريصاً على إعادة بناء الدولة لو لم يختتمه بانتهاك سيادتها حين طالب بإبقاء السلاح غير الشرعي خارج سلطتها وخارج البحث.
بين ذاك الخطاب وهذا التصريح خاض مواجهاته ضد احتكار الاقطاع السياسي للتمثيل الشعبي، ولم يسلم "الإقطاع الثقافي" من تصويبه، لكنه حوّل البرلمان إلى أقطاعية نيابية على امتداد ثلاثين عاماً. فهل يكون الرئيس نبيه بري غداً، في أول اجتماع لهذا البرلمان كرئيس للسن، على مستوى التحدي ويبادر إلى اتخاذ قرار تاريخي بالتنحي؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف
- الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل
- الخطاب الانتخابي الخشبي - حزب القوات
- الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم
- ما هكذا يا سعد تورد الإبل
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة