أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين














المزيد.....

تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7381 - 2022 / 9 / 24 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أخذتني المقابلة مع المرشح للرئاسة سليمان فرنجية إلى عالم اللغة السويسري دي سوسور، في كلامه عن المفردة اللغوية التي، ما أن تصير جزءاً من عبارة حتى تتخلى عن جزء من معناها القاموسي وتستبدله بدلالة جديدة. موقع المفردة في السياق أهم من شحنتها القاموسية. هكذا فإن لعبة الشطرنج تستمر بالقواعد ذاتها حتى لو استعضنا عن بيدق خشبي مفقود بقطعة من أحجار طاولة الزهر (النرد).
ليس بين البيدق والحجر الرئاسيين فارق نوعي. قد يمتاز فرنجية عن سواه من المرشحين التقليديين بصدقه وصراحته وعفويته وربما بمزايا أخرى، لكنه رغم هذا التمايز سيحتل الموقع ذاته وسيحمل المواصفات ذاتها وسيلعب الدور ذاته حتى لو كان ملكاً على رقعة الشطرنج.
من مزاياه الدماثة والتواضع. تحمّل مني في التسعينات، خلال لقاء على مأدبة في دارة قيصر معوض، نقداً لاذعاً لنواب الأمة الذين كان يختصرهم رئيسهم ولا يزال، ولقانون الانتخاب الذي لا يشترط مستوى علمياً وثقافياً لا لرئيس بلدية ولا حتى لنائب في البرلمان.
سمعت منه في حينه كلاماً يشبه كلامه البارحة عن العروبة والشقيقة والصداقة مع آل الأسد. كأن معيار الرئاسة الناجحة علاقة مبنية على الوفاء والإخلاص الشخصي لرؤساء الدول لا على الالتزام بأحكام الدستور والحفاظ على السيادة الوطنية.
قواعد اللعبة ذاتها مع جرعة عالية المستوى من الأخلاق تحسب لصالحه. لكن الأخلاق في السياسة كالمساعد في الكيمياء(كاتاليزور)، من دونها لا يتم التفاعل لكنها ليست هي من يصنع التفاعل. المفردات ذاتها والسياق ذاته عن المحاصصة وحقوق الطوائف وأحجام القوى والولاءات المحلية والتوازنات الإقليمية والتوافقات الدولية.
ليست المرة الأولى التي يدخل فيها السباق، لكنه مصر على آليات المنافسة ذاتها وعلى السباق مع متنافسين من الطينة ذاتها، ولا سيما كلامه تكراراً عن 8 و14، وكأن نواب الثورة لم يقدموا مبادرة تجاوزوا فيها الاصطفافات المتحدرة من زمن الوصاية. لا رغبته بترك بصمة تكفي ، ولا يكفي أن يضمر، تصريحاً أو تلميحاً، نقض صورة سلفه، إذ ليس صحيحاً دوماً أن "الضد يظهر حسنه الضد"، وفي علم المنطق ليس الاختلاف كالتعارض أو كالتناقض، فلكل معادلة مقياسها ومترتباتها، لأن التنافس لم يعد سباقاً على كسب ود الأقرباء والأشقاء والأقوياء، بل على أمر آخر قد يكون على حسابهم جميعاً.
التحدي الأهم أمام المرشحين اليوم هو استعادة الدولة من مغتصبيها. والمفتاح هو السيادة، والسيادة هي سيادة القانون، على الحدود في مواجهة كل اعتداء على أرض الوطن وداخل الحدود ضد كل انتهاك للدستور، بما يضمن الفصل بين السلطات واحترام استقلالية القضاء، وتطبيق اتفاق الطائف قبل الدخول في متاهات تعديلاته الضرورية.
وهو تخليص الدولة من كل المظاهر الميليشيوية المتغلغلة في اقتصادها وإداراتها وأجهزتها الأمنية، وفي التشريعات والفتاوى الدستورية؛ ومحاسبة المسؤولين عن تدمير الوطن والدولة وعن انهيار الاقتصاد والعملة الوطنية وعن تجويع الشعب اللبناني وتهجيره وقتله في مراكب الموت وتشتيته في أقطار الدنيا وعن كارثة العصر في المرفأ.
هذا كله لا يصنعه تنافس على الرئاسة بين مرشحين متحدرين من مرحلة الوصاية أو مشدودين بالحنين إليها، بل بمرشحين يبدأون السباق من المبادرة التي أطلقها نواب الثورة، ثم يستكملون المنافسة بوضع كل منهم برنامجاً وخارطة طريق لإعادة البناء.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف


المزيد.....




- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...
- ترامب يجهر بكلمة بذيئة بعد خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و ...
- منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب و ...
- جي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس م ...
- إيران مستعدة لحل الخلافات بـ-التفاوض وفق الأطر الدولية-
- الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام ...
- ما قصة المثل القائل: -بعت داري ولم أبع جاري-؟
- كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غ ...
- الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين