أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها














المزيد.....

السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه (2)
السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها

من نافل القول إن وجود سلاح خارج الشرعية هو انتهاك لسيادة الدولة. ولأنه من البديهيات فهو لا يحتاج إلى نقاش. حزب الله يرتكب الخطيئة لأنه متمسك به ضداً على كل البديهيات، وخصومه يرتكبون خطأ المعالجة بإصرارهم على جعله مادة للنقاش لأن النقاش في البديهيات يعيق التوصل إلى المعرفة الصحيحة، بحسب الفيلسوف باشلار، إذن هو يعيق التوصل إلى تشخيص سليم ومعالجة ناجحة.
من الظلم طبعاً مساواة الخطأ بالخطيئة، لكنهما يفضيان إلى النتيجة ذاتها، أي إلى فشل معالجة هذا الفيروس الذي أصاب لبنان منذ أن قررت القوى السياسية اللبنانية بيمينها ويسارها منح السلاح خارج الشرعية نصيباً من الشرعية، بداية في اتفاق القاهرة ثم في المقاومات المتعددة ضد الوجود الفلسطيني والسوري وضد الاحتلال الإسرائيلي.
إذن، حزب الله ليس صاحب هذه البدعة بل أحد ورثتها؛ حسناً فعل خصومه حين اختاروا، لنزع سلاحه، اسلوب الشاعر محمد الماغوط الذي قرر أن يتكئ في عرض الشارع وألا يبرح "حتى تفر كل هراوات الشرطة والمتظاهرين من قبضات أصحابها وتعود أغصاناً مزهرة في غاباتها".
صاحب الإرث حي يرزق. هو نظام حكم ألقت الأنظمة العربية على عاتقه، بسبب عجزها، نتائج هزيمة حزيران 1967 وأعباء القضية القومية، وفرضت عليه التشريع للسلاح خارج الشرعية، ثم أشرفت في مرحلة الوصاية السورية على تدميره بإحلال النهج الميليشيوي محل الدولة والدستور والمؤسسات.
مأزق المعالجة التي يطرحها خصوم السلاح مزدوج. من جهة، هم يطلبون من سلطة الميليشيات حل الميليشيات، أو يتوسلون في سرهم تدخل أطراف خارجية فيقعون في أفخاخ الاستدراج اللعينة؛ وهم، من جهة ثانية، يطرحون على جدول العمل مهمة غير قادرين على تحقيقها، ربما لأنهم لم يصدقوا قول ماركس إن التاريخ لا يطرح على جدول عمله من المهمات إلا ما تكون البشرية قادرة على فعله، وربما، وهذا هو الأدق، لأن بقايا من آليات الحرب الأهلية ما زالت عالقة في متاهات تفكيرهم.
نزع سلاح حزب الله على طريقة نزع السلاح الفلسطيني سيكلف لبنان دماراً يفوق دمار اجتياح 1982 أو عدوان 2006، ونزعه بالقوة المحلية لن يكون أقل خطراً من حرب السنتين أو حرب العلمين أو معارك أمل وحزب الله أو معارك الجنرال عون والقوات اللبنانية في ثمانينات القرن الماضي.
إذا كان السبيل الأول مستحيلاً والثاني مدمراً فحصر الخيارات بينهما نوع من العبث بالمصير الوطني. إذن ما العمل؟
عنوان المشكلة كما تحدد منذ سبعينات القرن الماضي هو "السلاح غير شرعي" لكن جذورها تعود إلى تفريط قادة البلاد، يميناً ويساراً وأحزاباً وتيارات ومقاومات، مع استثناء قليلة معدودة، بسيادة الدولة، بلغ حدود الخيانة الوطنية في عهد الرئيس ميشال عون، الذي وظف موقع الرئاسة في تمكين السلاح غير الشرعي من الحلول محل شرعية الدولة، منتهكاً الدستور ومشرعاً الحدود أمام كل صنوف التدخل الخارجي.
سنطبق معادلة رياضية على أزمة السلاح بقولنا، إن (أ) و(ب) يصبحان متساويين إذا عملنا إما على تكبير أحدهما إما على تصغير الآخر. وبما أن تحجيم دور السلاح غير ممكن لا بالتمني الشاعري ولا بالحرب، فلا حل إلا بتكبير دور الدولة من خلال العمل على إعادة بنائها التزاماً بأحكام الدستور، أو ببنود برنامج ثورة 17 تشرين 2019 اللبنانية.
بدل شعار السلاح ومشتقاته كالتحرير والمقاومة، يُرفع شعار الدولة بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية وإقفال المعابر والالتزام بأحكام الدستور، ولا سيما بمبدأ الفصل بين السلطات، مع نفس نضالي طويل تكون ركائز الدولة خلاله قد تثبتت، وتكون الظروف المحلية والإقليمية قد أقنعت حزب الله وحلفاءه الممانعين بالعودة إلى رشدهم الوطني، أو يكون السلاح قد تعرض للصدأ.
...ويكون نقد الحرب الأهلية قد غادر مرحلته اللفظية، وهذا موضوع المقالة القادمة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها