أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟














المزيد.....

صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(3)
صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟

"انطلقت الحركة ثم توقفت في العام ذاته. بلغت ذروتها في 14 آذار 2005، ثم بدأت بالهبوط ، ظنّنا أن بإمكاننا من خلال خطاب عالي السقف أن نقلب العالم . للأسف، لا نستطيع إعادة كتابة التاريخ، ولا استعادة حركة 14 آذار". هذا قول لوليد جنبلاط تعليقاً على الحنين إلى تلك اللحظة الجميلة من مسيرة الوحدة الوطنية المبينة على مشاعر العداء للخارج لا على برنامج لإعادة بناء الوطن والدولة.
جمهور 14 آذار كان صادق الحدس، أما قيادته فأصدرت وثيقة عام 2008، بخلفيات فكرية معادية لروح الانتفاضة. لم يتضمن النص برنامجاً يعالج أزمتها، بقدر ما كان مليئاً بالشكوى وباستحالة بعثها من رماد أخطائها القاتلة. قالت الوثيقة "إن الانقسام في لبنان ليس من طبيعة طائفية ولا سياسية. هو خلاف ثقافي وانقسام بين فسطاطين، بين ثقافة السلام والوصل والعيش معاً وثقافة العنف والفصل"
مع أنها تعرضت للعنف والاغتيالات، إلا أن مقتلها يكمن في غياب خطتها لإعادة البناء لا في قوة خصومها. لاحظ بعض المحبين "أن غالبية الشرائح الشعبية التي نزلت إلى الشوارع عام 2019 كانت قد شاركت أو ناصرت ثورة 14 آذار 2005، مطالبة بالعدالة والسيادة". قد تكون الملاحظة صحيحة وقد لا تكون، والأكيد أن مفهوم السيادة في انتفاضة الاستقلال غيره في ثورة 17 تشرين. إذا كانت سيادة الدولة هي سيادة القانون على الحدود وداخل الحدود فذلك يعني أن الطائفية والمحاصصة وخرق الدستور انتهاك للسيادة، لم تقصر قوى 14 آذار في الانغماس فيه كله، وأحجمت عن النقد الذاتي.
كلام كثير قيل، لكن النقد لم يجد آذاناً صاغية. بدأ من لحظة تشييع جنازة الحريري ولم ينته في 17 تشرين 2019، وشارك فيه صحافيون متعاطفون أو خصوم. الصحافي إيلي الحاج رأى "أن 14 آذار دخلت التاريخ حين راحت تبتعد أكثر فأكثرعن نقطة لقاء جامع"، والصحافي أيمن شروف رأى أنها راحت "تمارس السياسة كجمعية أهلية"، أي حين لم يعد لديها برنامج سياسي موحد، فيما رأت مي شدياق أن "إخوة اضاعوا الطريق، وحسابات ضيقة حالت دون تحقيق الاستقلال الثاني وأن فشل الرؤية هو سبب الخروج من المشهد". فيما رأت نسرين مرعب أن "لا شيء مطلوب سوى إطلاق رصاصة الرحمة ودفنها، والبحث عن خطة جديدة ومعالم ثورة جديدة"
على جبهة الخصوم، المنهج ذاته في نقد الوثيقة. سعدالله مزرعاني قام برحلة حول العالم وصراعاته وانقساماته وتحالفاته. قال في نقده، كأنه "ليس في المنطقة مشروع أميركي، وليس في العراق 170 ألف جندي، وليس في المنطقة صراع عربي ـ إسرائيلي، وليس في لبنان مشكلة أراض ما زالت محتلة". ولا كلمة واحدة عن العوامل الداخلية، فلا أحد قادر على مقاربتها إلا بعيون خارجية. العقل ذاته ما زال يدير معركة رئاسة الجمهورية عام 2022 بمنهج وآليات العين على الخارج.
لم نقصر في تلبية نداءات 14 آذار لذلك كانت قراءاتنا العديدة للتجربة نوعاً من النقد الذاتي الصادق. نصوص طويلة نشرناها في كل وسائل الإعلام، كان أبرزها نقد الوثيقة بعد أسبوع على نشرها. رأينا فيها خطراً على وحدة الانتفاضة، لأنها قرأت الحدث بعين الحرب الأهلية لا بعين إعادة بناء الوطن والدولة.
الكلام عن الفسطاطين والحضارتين والثقافتين والفصل والوصل هو ذاته ما كانت تسميه إذاعة لندن الحرب بين المسلمين والمسيحيين، وهو ذاته الانقسام بين الجبهة اللبنانية وتحالفاتها حتى "مع الشيطان" ضد الوجود الفلسطيني المسلح، والحركة الوطنية وتحالفاتها مع "ملائكة" التحرر الوطني العربي والفلسطيني ضد الفسطاط الآخر.
المعركة ليست معركة ثقافية بل سياسية بامتياز. هي بين الدعوة إلى قيام دولة القانون والمؤسسات والدعوات إلى الفدرالية أو ولاية الفقيه. بين الديمقراطية والاستبداد. بين حماية التنوع وتنظيم الاختلاف وبين استبداد سياسي وديني وحزبي يلغي التنوع ويفجر الاختلافات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟