أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - ثقافة الخيارات الإلزامية














المزيد.....

ثقافة الخيارات الإلزامية


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7465 - 2022 / 12 / 17 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافة الخيارات الإلزامية
كيف نخرج من الدوامة؟(4)

أنا أو لا أحد. إما الصهر أو لا حكومة. إما ميشال عون رئيساً أو لا رئيس. العبارات مقتبسة من خطابات حزب الله والتيار البرتقالي، لكنها لا تعنيهم وحدهم، بل هي ثقافة عامة معممة، ولم يكن الجنرال عون في حربي التحرير والإلغاء هو البادئ. كل المحاربين سلكوا الدرب نفسه.
لبنان للبنانيين، إما أن تحبه أو أن تغادره، قالها حزب الكتائب فكان الرد الصاعق بالدعوة إلى عزله. من لا يقبل الآخر يذهب إلى مواجته إما "قاتلاً أو مقتولاً". رفض الآخر تحول في الحرب إلى ثقافة وصار جزءاً عزيزاً من تقاليدنا السياسية، ثم تعمم على كل ميادين النشاط، بما فيها الفن والرياضة وكتابة التاريخ، ثم غدا مع لقاحات الاستبداد خياراً إلزامياً ووباء، عدد الناجين منه قلة قليلة.
ذات اجتماع حزبي سأل أحد الظرفاء، باختصار، نحن مع من؟ كنا نستعرض تفاصيل الصراع الخفي بين حافظ الأسد وأبو عمار. كانت ظروف الحرب تلزم المناضلين بمثل هذه الخيارات الصعبة. إن لم تكن مع سوريا فأنت مع إسرائيل. إن لم تكن مع طروحات حزب الله فأنت من شيعة السفارة أو عميل للسعودية والشيطان الأكبر ومتآمر على المقاومة.
هذا ما انتهينا إليه. غير أن "الخيارات الإلزامية" بدأت مع الرصاصات الأولى. إما أن تكون "وطنياً" أو انعزالياً. إما أن تكون مع الجبهة اللبنانية أو مع الحركة الوطنية. هذه الخيارات دفعت الشعب اللبناني نحو هجراته الداخلية والاغترابية. إما أن تكون مع القوات أو انت كتائبي رجعي. إما مع قيادة الشيوعي الممانعة أو أنت تحريفي وحريري ومرتد. إما مع 8 أو مع 14 آذار.
في الرياضة مع النجمة أو مع الأنصار وإلا فمواجهات بالزجاجات الفارغة في ملعب فؤاد شهاب في جونية، أو أعمال تخريب في منشآت المدينة الرياضية وتحطيم سيارات في الجوار. إما الرياضي إما الحكمة وإلا فاتحاد كرة السلة في مهب العقوبات التأديبية. إما مع رونالدو أو مع ميسي، ولكل مشجع علم ودولة وفريق ومنتخب.
هذا كله نتاج الفكر الغيبي المبني على ثنائيات. قابيل وهابيل، الجنة والنار، الملاك والشيطان، الإيمان والإلحاد، ولا محل، في نظر المتشددين، لخيار شعي ثالث بين أمل وحزب الله، أو بين ستالين وتروتسكي، أو بين الشيوعيتين الصينية والسوفياتية، أو بين وارسو والأطلسي. وعليك أن تختار إما زيلنسكي أو بوتين.
ضحايا هذا الوباء محازبون يحلفون بحياة الحزب وبخطه السياسي، وما الخط إلا ما يتفتق عنه عقل القيادة. الأحزاب بقدر ما هي ضرورة هي في الوقت ذاته آفة. إنها توكل التفكير، لا إلى القيادة بل إلى حفنة منها. هذا انتهاك لحقوق الإنسان، لحرية الإنسان الفرد. يرتاح الحزبي لوجود من يفكر عنه، من يعطل ملكة تفكيره، وما عليه سوى التعهد المسبق بالموافقة على أفكار جاهزة. حذار أن تنتقد تلك الأفكار وإلا فأنت من المرتدين. ألم يكن الانتساب إلى بعض الأحزاب بمثابة خيار لا رجعة عنه تحت طائلة القتل؟
اختيار الرئيس اختبار فاضح لبرلمان وبرلمانيين يدّعون أنهم أسياد، ومعظمهم ليسوا سوى سادة الانتظار. المقترع لمرشحه مدان والممتنع مدان والمعطل مدان. إما أن تكون مع الممانعة ويأتيك الوحي من دمشق أو من طهران، أو تكون خصمها وتنتظر القرار من عواصم القرار. إن كنت سيادياً فأنت عدو المقاومة. يحق لك أن تكون تغييرياً شرط الالتزام بما يملى عليك. لا أظن أديم العقل هذا إلا من ثقافة الاستبداد الحزبي، ثقافة إلغاء الآخر.
وضع قطار الإصلاح على سكته يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية. فهل يحتاج المجلس النيابي إلى تعديل في سلوكه حتى يكون سيد نفسه ولو لمرة واحدة؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاولة حوار أم وقت مستقطع لاستئناف الحرب؟
- أسوأ الرؤساء وأفضلهم
- إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟
- السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - ثقافة الخيارات الإلزامية