أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نظام التفاهة (1)














المزيد.....

نظام التفاهة (1)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"نحن نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة، تتعلق بسيادة نظام أدى تدريجياً إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة، حيث يلحظ المرء صعوداً غريباً للرداءة والانحطاط، إذ تدهورت متطلبات الجودة العالية وتم تغييب الأداء الرفيع وهُمّشت منظومات القيم وبرزت الأذواق المنحطة وأُبعد الأكفاء وخلت الساحة من التحديات، فتسيّدت إثر ذلك شريحة كاملة من التافهين والجاهلين الذين لا يفكرون أبعد من أنوفهم.
في هذه المرحلة صار كل نشاط في الحقل العام، في السياسة والإعلام والتربية والتعليم والعمل النقابي والتجارة أقرب إلى "لعبة" أبطالها تافهون ولا قواعد مكتوبة لها، ومعيارها الوحيد اختزال النشاط إلى مجرد حسابات تتعلق بالربح والخسارة الماديين، كالمال والثروة، أو المعنويين كالسمعة والشهرة والعلاقات الاجتماعية، إلى أن يصاب الجسد الاجتماعي بالفساد بصورة بنيوية.
بالرغم من وجود أشخاص طموحين من ذوي المعايير العالية المستوى ينشدون النجاح والتألق والإبداع فإن أشخاصاً آخرين من ذوي المعايير المتدنية الذين يبحثون عن النجاح السهل هم من يدير "اللعبة" لأنهم أقرب إلى كسل العقل ونبذ الجهد والقبول بكل ما هو كاف للحدود الدنيا. في النهاية يتم إيهام الناس بأنه لا شيء مهم لا السياسة ولا الجامعة ولا الإعلام ولا المصالح العامة أمام "لعبة" المصالح الخاصة.
تستخدم التفاهة "لغة خشبية" جوفاء تقوم على الحشو والنطق بتحصيل الحاصل وتكرار الكلام بألفاظ مختلفة للإيهام بوجود قضية جديدة، وبذلك يتحول الكلام إلى خطاب أجوف صالح لكل زمان ومكان. كل ذلك يشير إلى تسيّد الفقر الفكري المدقع الذي يعتبر من أهم أصول التفاهة. يتمثل ذلك باعتماد "الخبير" ممثلاً للسلطة ولنظام التفاهة بديلاً عن "المثقف" ذي الفكر الحر الملتزم بالقيم والمبادئ.
في نظام التفاهة تفرغ السياسة من الأفكار الكبرى كالحق والواجب والعمل والالتزام والقيمة والصالح العام ويخلو العمل العام من منظومات الأخلاق والمفاهيم والمثل العليا والمواطنة والالتزام وينحصر الهاجس بتحقيق الربح وكأن الدولة محض شركة تجارية.
في نظام التفاهة يحول السياسيون الجامعات من مراكز للبحث العلمي وإنتاج المعرفة وتخريج العلماء إلى حلبة يتسابق عليها الجهلة للحصول على شهادات فارغة من العلم والكفاءة، بحيث يصبح أكثر الناس يقيناً هم أكثرهم جهلاً، ذلك أن نظام التفاهة يثبت فعاليته القصوى مع هذه النماذج."
***
هذا النص ليس مصمماً لوصف الأوضاع في لبنان، بل هو مقتطفات ومقاطع من مقدمة المترجمة الدكتورة مشاعل عبد العزيز الهاجري، أستاذة القانون في جامعة الكويت، لكتاب يحمل عنوان "نظام التفاهة" من تأليف الكندي آلان دونو. رأيت أن مضمونه ينطبق على حالة مجتمعنا الراهنة كالحفر والتنزيل. استعرت منه عنواناً لسلسلة من المقالات سأتناول فيها أسبوعياً عينات من نظام التفاهة اللبناني الذي، بتشويهه المفاهيم والقيم السياسية، شوه كل القيم الأخرى الاجتماعية والعلمية والأكاديمية والإعلامية والفنية وحتى الأخلاقية.
سأقتبس من القاضي زياد شبيب تمييزه بين النظام الدستوري والنظام السياسي لأعرض في المقالات كيف تحول النظام الدستوري الوحيد في المنطقة إلى نظام ميليشيوي حل فيه رجال السياسة الرخيصة محل رجال الدولة من خلال عملية تدمير منهجي للدولة ومؤسساتها.




#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة
- ثقافة الخيارات الإلزامية
- طاولة حوار أم وقت مستقطع لاستئناف الحرب؟
- أسوأ الرؤساء وأفضلهم
- إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟
- السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟


المزيد.....




- مسؤول أممي: لبنان يشهد نفس الأساليب المستخدمة في حرب غزة
- الخرطوم: لا علاقة لنا أو صلة بالتقارير الإسرائيلية حول نفي ق ...
- -ظالم-.. رجل أعمال مصري يعبر عن اعتراضه ورفضه لقانون الإيجار ...
- مؤرخ فرنسي: بعد هزيمة الولايات المتحدة في النزاع الأوكراني س ...
- -نموذج غزة يتكرر-.. تحذير أممي من دوامة موت أخرى في لبنان
- بعد -هيلين-.. إعصار -ميلتون- يهدد فلوريدا والسلطات تلزم مليو ...
- روسيا تقصف خاركيف وأوكرانيا تضغط في كورسك
- غوتيريش: هذا العام هو عام الأزمات ولبنان على شفا حرب شاملة
- لأول مرة.. حزب الله يؤيد الجهود الرامية لوقف إطلاق النار مع ...
- -روستيخ- تسلم الجيش الروسي دفعة جديدة من المدرعات وناقلات ال ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نظام التفاهة (1)