أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - فن المماحكة(3)














المزيد.....

فن المماحكة(3)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 14:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نظام التفاهة
فن المماحكة(3)

أحدث المماحكات ما ترافق مع مقتل جندي في القوات الدولية وما أعقبه في الرد على برنامج تلفزيوني ساخر. الثنائي طرف في المرتين، وهو في الإجمال طرف في معظم المماحكات، أكبرها وأصغرها، من الشغور الرئاسي حتى اشتباكات المطلوبين مع الجيش، ما يعني أنه هو المسؤول عن استدراج دب النقد إلى زرعه.
أول كتاب أصدرناه عن "الأصوليات" تناولنا في معظمه نقد الأصوليات اليسارية، وآخر كتاب عن "أحزاب الله"، وحصة الحزب الشيوعي من النقد فيه أكبر من حصة الأحزاب الدينية. في الكتاب الأول نقد لمنهج التفكير عموماً لدى الأصوليات، وفي الثاني نقد لمنهج تفكير الأحزاب الشمولية في موضوع الدولة.
أهم درس تعلمته من تجربتي الحزبية أن النقد الذاتي هو مفتاح البحث عن حلول. هو التزام بالقول السقراطي، إعرف نفسك، والقرآني، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والإنجيلي، لماذا تنظر إلى القشة في عين أخيك ولا تبالي بالخشبة في عينك؟ وبقول الإمام علي، من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره.
أما الاكتفاء من النقد بنقد الآخر، فهو عند كبار قومنا سجالات عقيمة وعند صغارهم مماحكات تافهة. في أقل البلدان شأناً على صعيد الديمقراطية يستقيل وزير الكهرباء إذا انقطع التيار ساعة من الزمن، وفي بلدنا أقيل من يملك خطة لتعميم الكهرباء ليحل محله، بكل الإصرار الفاجر، من عملوا على تعميم العتمة.
يستوقفك في مقتل الجندي الإيرلندي ليس التحقيق لجلاء ملابسات الحادثة ومعالجة ذيولها ومحاسبة المسؤولين عنها، فهذا شأن يتعلق بالأجهزة الأمنية والقضائية، بل رواية أحد الصحافيين عنها، إذ أطل في مقابلة متلفزة ليخبر اللبنانيين أن عربة تاهت عن القافلة ودهست مواطناً و أصابته بكسر في قدمه ما دفع شقيقه إلى قتل سائقها.
إذا كانت رواية الصحافي صحيحة فمن الأولى إدراجها في خانة حوادث السير وإخضاعها لأحكامه. لكن منهجه في المعالجة وفي توثيق الخبر واحد، منهج شريعة الغاب بدل الاحتكام إلى الدولة والقانون، وتقاليد الثأر بدل القضاء.
الرد على حادثة البرنامج التلفزيوني الساخر أمر وأدهى. فالأمر لا يتعلق بحرية التعبير في الفن، بل بنقد الأعمال الفنية. سنوات طويلة يقضيها المبدع أو الناقد في تحصيل العلم وتغذية الموهبة وتعميق الثقافة ثم يأتي جاهل فيطيح بهذه السنوات، بشحطة قلم وشتيمة على وسائل التواصل أو ببيان عائلي أو باعتداء سافر على المحطة.
تفاهة الرد في الحادثتين ناجمة من صدوره عن جهلة بأهمية الدولة ، وانتهاكهم ركناً أساسياً يقوم عليه بناء الدولة الحديثة، ألا وهو الكفاءة. نظام التفاهة اعتمد مبدأ الاستزلام والزبائنية، واستعار من الحضارة القديمة قبضاي الحي ومن التقاليد الميليشيوية الشّبّيح ونصّبهما وأشباههما أولياء وقضاة ونقاداً ووزع عينات منهما على مختلف المراتب لقيادة البلاد وإدارة شؤونها على حساب الدولة والقانون والدستور.
استناداً إلى مبدأ الكفاءة يقول المثل، "إعط خبزك للخباز حتى لو أكل نصفه". في بلادنا المحكومة بالنهج الميليشيوي قتلوا الخباز وأقفلوا باب الفرن وسلموا رعاع القوم مفاتيح جهنم.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا المفتي أزبد وأرعد فمن يُفتي؟(2)
- نظام التفاهة (1)
- ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة
- ثقافة الخيارات الإلزامية
- طاولة حوار أم وقت مستقطع لاستئناف الحرب؟
- أسوأ الرؤساء وأفضلهم
- إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟
- السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها


المزيد.....




- مسؤول أممي: لبنان يشهد نفس الأساليب المستخدمة في حرب غزة
- الخرطوم: لا علاقة لنا أو صلة بالتقارير الإسرائيلية حول نفي ق ...
- -ظالم-.. رجل أعمال مصري يعبر عن اعتراضه ورفضه لقانون الإيجار ...
- مؤرخ فرنسي: بعد هزيمة الولايات المتحدة في النزاع الأوكراني س ...
- -نموذج غزة يتكرر-.. تحذير أممي من دوامة موت أخرى في لبنان
- بعد -هيلين-.. إعصار -ميلتون- يهدد فلوريدا والسلطات تلزم مليو ...
- روسيا تقصف خاركيف وأوكرانيا تضغط في كورسك
- غوتيريش: هذا العام هو عام الأزمات ولبنان على شفا حرب شاملة
- لأول مرة.. حزب الله يؤيد الجهود الرامية لوقف إطلاق النار مع ...
- -روستيخ- تسلم الجيش الروسي دفعة جديدة من المدرعات وناقلات ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - فن المماحكة(3)