أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - من الخاسر ومن الرابح؟














المزيد.....

من الخاسر ومن الرابح؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7645 - 2023 / 6 / 17 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خرج النائب علي حسن خليل من جلسة الانتخابات الرئاسية وصرح بأن النتائج أسفرت عن نصر واضح للفريق المؤيد لسليمان فرنجية. هي مدرسة الممانعة. النظام السوري يحتفل في كل عام بالانتصار في حرب تشرين، مع أن إسرائيل احتلت في تلك الحرب مساحات جديدة من الأراضي، وتسببت بنزوح أعداد من المواطنين السوريين.
سأل موظف سوري في دائرة النزوح زميله، تحت أي عنوان سنرتب إضبارات النازحين الجدد، إذ لا يصح أن ندرجهم لا في خانة نازحي ال48 ولا في خانة نازحي 67؟ فأجابه بدعابة مضحكة مبكية، ضعهم في خانة "المتضررون من النصر".
الكل خرج منتصراً من قاعة المجلس النيابي مع أن كرسي الرئاسة ظل شاغراً. علق أحدهم على النتائج بقوله، انتصر المرشحان وربحت الممانعة وفاز السياديون، هذا نال مكسباً وذاك سحق خصومه ونجح الثالث والكتلة السنية أثبتت أنها الرقم الصعب، الوطن وحده تضرر من النصر.
هذه معادلة المحبطين والخائبين. تعالوا نجرب معادلة أخرى: انهزم الجميع في هذه الجلسة وانتصر اثنان، الوطن ومشروع التغيير.
خرج الجميع مقتنعين بأن الحلول التي نشدوها باءت بالفشل، وأجمعوا في تصريحاتهم، ولو لفظياً، على أن الحل بالدولة والتمسك باتفاق الطائف والعمل تحت سقف الدستور والقانون، وأن صناديق الاقتراع لا تدار بمنطق الذاهب إلى الحرب إما قاتلاً أو مقتولاً.
أثبتت الجلسة للسياديين كما للممانعة أن سياسة التعطيل والتعطيل المضاد هي كالحرب الأهلية لا ينتصر فيها أحد، وأن فوز أحد المتنافسين مستحيل، حتى لو نال ثمانين صوتاً، لأن خصومه يرفعون في وجهه سيف التعطيل بالثلث أو بتعليق الدورة الانتخابية.
وأثبتت للممتنعين عن الاصطفاف على ضفتي المواجهة الانتخابية أن أعدادهم لا تؤهلهم لتولي إدارة المعركة الانتخابية وتوجيهها وتحديد مواقيتها ومضامينها، وأن صندوقة الاقتراع ليست المحل المناسب لمحاربة الطائفية والطائفيين، وأن الحرص على الدولة ومؤسساتها وسيادتها كان يقتضي، بدل العزوف عن الاصطفاف والاكتفاء بشهر المبادئ العامة والقيم العلمانية السامية في وجه المنظومة، المشاركة في جعل هزيمة الفريق المسؤول عن الانهيار ساحقة معنوياً.
وأثبتت للشعب اللبناني أن بعض نواب الأمة ليس فقط لا يمثلون من انتخبهم، بل لا يمثلون حتى أنفسهم، فهم ليسوا سادة قرارهم فلا يمكنهم إذن أن يؤتمنوا على سيادة الوطن.
وأثبتت أن مغالاة بعضهم في الحماسة لمواقفه وآرائه أفقدتهم الحس الديمقراطي باحترام الرأي الآخر فاستسهلوا رشقه بالتخوين وبسليط الكلام، وجعلتهم ينزلقون إلى توجيه سهامهم ضد أصدقائهم والأقربين.
بين أن تكون الرئاسة صناعة لبنانية أو بقرار خارجي، انتهى السباق بالتعادل. أجمع الفرقاء على أن الحل بالحوار، نظنه، وبعض الظن إثم وسوء الظن من حسن الفطن، سيكون حوار طرشان لتقطيع الوقت بانتظار اتفاق خارجي على إسم الرئيس. هذه خلاصة قاسية ومذلة بحق برلمان يزعم أنه سيد نفسه.
لن يكون الحوار مجدياً إلا بعد استبدال نقد الآخر بنقد الذات. نقد الآخر جزء من آلة الحرب، النقد الذاتي هو تنقية النفس من الإثم. ما من أحد بريء. من نصب نفسه على الناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه. ينسب هذا القول للإمام علي. محبوه وأتباعه من ثنائي الممانعة هم الأولى بأن يكونوا المبادرين بالنقد الذاتي، فالوطن أهم من الطائفة. أخطاء السياديين بحق السيادة لا تقل خطورة عن أخطاء القائلين بالفدرلة والتقسيم والمثالثة والمداورة والمحاصصة وتعديل الصيغة. أما التغييريون فقد ضيعوا بوصلة القضية حين شرّعوا وحدتهم لرياح التفرقة.
بالنقد الذاتي يتيقن "المنتصرون" بأن لا نصر لأحد إذا انهزم الوطن، وأن لا سبيل إلى خلاص الوطن إلا بالتغيير.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون
- في نقد 13 نيسان (12) العلمانيون
- في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية
- في نقد 13 نيسان (6) اليسار الشيوعي
- في نقد 13 نيسان (5) حزب الله
- في نقد 13 نيسان كمال جنبلاط(4)
- 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)
- 13 نيسان: في نقد النقد (2) الشيعية السياسية
- 13 نيسان: في نقد النقد(1)
- -زعتر بري- ومبدعة من بلادي
- لعبة نواب الحارة
- الإصلاح الديني الحقيقي دين جديد


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - من الخاسر ومن الرابح؟