أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - 13 نيسان: في نقد النقد(1)














المزيد.....

13 نيسان: في نقد النقد(1)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ها نحن نبتعد نصف قرن عن لحظة انفجار الحرب الأهلية في لبنان. جيل 13 نيسان دخل في مرحلة كهولته وكان قد نشأ على المتاريس، مع ذلك ما زالت روايته هي السائدة والمهيمنة على رواية كتبت بأقلام المحاربين لتنقل المتاريس من الشوارع إلى العقول، ولتورث أفكاراً محصلتها عنف ودماء ودمار.
تكرار السرديات ذاتها يعني تكرار المآسي ذاتها أضعافاً مضاعفة. وقراءة أحداث التاريخ بعيون المحاربين قراءة حربجية بالتأكيد. المحاربون ليسوا فحسب حملة السلاح بل هم أيضاً من اختاروا مراقبة الحرب من بعيد كأنها لا تعنيهم. والحقيقة أنه "لا تسقط ورقة من شجرة إلا بعلم الشجرة جميعاً". نعم، نحن المواطنين اللبنانيين، كلنا مسؤولون عما حل ببلدنا، والفارق بين من قاتل بسلاح ناري أو أبيض أو بالأفكار، ومن تفرج ومن راقب من بعيد فارق كمي فحسب.
يبدأ النقد من مسؤولية اللبنانيين جميعاً عن حروب ومعارك خاضوها بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عن سواهم. يبدأ من النقد الذاتي أما نقد الخصوم فهو شحنة إضافية لتأجيج المشاعر وشحن النفوس وتجهيزها للمعارك.
السرديات المعتمدة تستند إلى نقد الآخر لا إلى النقد الذاتي. الجبهة اللبنانية أدانت السلاح الفلسطيني واليسار الدولي واتفاقية القاهرة. الحركة الوطنية صوبت على المارونية السياسية، الأحزاب القومية اكتشفت مؤامرة أميركية صهيونية على القضية الفلسطينية، وفي نظر آخرين عكست الحرب صراعاً بين معسكري الثنائية القطبية، وفي نظر الإسلاميين هيمنة مسيحية على الدولة وأجهزتها. ذلك يعني أن كل طرف يحمل خصمه المسؤولية.
على كل طرف أن يراجع روايته عن الحرب. أن يقرأها قراءة نقدية. أن يرى أين يتحمل هو المسؤولية عما حصل ويتوقف عن نقد سواه. أن ينطلق من اليقين بأن للخصوم أيضاً رواياتهم وأن على كل مشارك القيام بمراجعة سلوكه ونقد ممارساته، لكي يتمكن من وضع برنامج جديد وخطة عمل و من صياغة خطاب يهدف إلى تشكيل وعي وطني ديمقراطي. إذاك يكون قطار النقد قد وضع على سكته الصحيحة.
تبدأ المراجعة من نقد خطيئة ارتكبناها جميعاً بحق الوطن وبحق الدولة، يوم قرر كل منا انتهاك السيادة وخرق الحدود بحثاً عن بديل لوطن إسمه لبنان ولدولة هي دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص
حزب وحيد اختار السفر في رحلة المراجعة هذه هو حزب الكتائب، لكنه توقف في قاعة المغادرة بانتظار من يرافقه لاستكمال رحلة، شرط نجاحها ألا تكون إفرادية. الآخرون منهم من اكتفى بنقد مجتزأ، كالشيوعي والاشتراكي والقوات، فيما امتنعت غالبية أطراف النزاع عن القيام بهذه العملية لتتابع شحن جمهورها بوعي طائفي ومذهبي وبنكء جراح الماضي وتهيئة المناخ لاستئناف المعارك. أما حزب الله فتظاهر بالبراءة من تهمة الانتماء إلى الحرب الأهلية وحجته الواهية أن الحرب سابقة على ولادته، مع أنه متلبس، ومعه أطراف الممانعة، باستحضار كل عدتها وأدواتها المسلحة وغير المسلحة.
لم يكن بالإمكان أفضل مما كان. هذا لا يبرر الحرب بل يحمل دعوة إلى التعلم من دروسها. أزعم أنني أعدت قراءة التجربة الشخصية والحزبية، ونشرت كتاباً يحمل عنوان"أحزاب الله" ضمنته نقداً ذاتياً قاسياً من غير ندم ولكن من غير ادعاء البراءة أيضاً.
فرقاء الحرب الأهلية المستمرة سأساويهم بنفسي وسأكتب ما تلكأوا عن كتابته، آملاً في أن تشكل مقالاتي اللاحقة مادة نقاش صريح حول حرب أهلية كان الثالث عشر من نيسان محطتها الأكثر دموية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -زعتر بري- ومبدعة من بلادي
- لعبة نواب الحارة
- الإصلاح الديني الحقيقي دين جديد
- سامي الجميل أم حنا غريب؟
- الأمين العام كاريزما وقدرة على الإقناع
- التوقيت على العقل الميليشيوي
- من يفرط بوحدة الحزب يفرط بوحدة الوطن
- في نقد الطائف نصاً وممارسة
- شغب الملاعب إرث ميليشوي
- من شارل دباس إلى ميشال عون المنهج الطائفي كابوس المؤرخين
- الرئيس بري دعا إلى حوار وهو من عطّله
- ماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟
- التاريخ لا يكتب على المتاريس
- على حق ويخطئون
- حين يولد الأمير أميراً
- أقنوما قداسة في فكر هاني فحص
- مرشح؟ غير مرشح؟
- انحطاط الحريرية
- كفاءات جبران باسيل الرئاسية
- سامي الجميل : شجاعة النقد


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - 13 نيسان: في نقد النقد(1)