أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون














المزيد.....

في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العروبة موضوع سجالي في علاقتها بلبنان ومسيحييه منذ ما قبل استقلاله، مثلما هي في علاقتها بمسلميه وبالإسلام عموماً منذ ولادتهما. وقد ازدادت هذه العلاقات تعقيداً بعد الاستقلال ولاسيما بعد 13 نيسان 1975 وانفجار الحرب الأهلية في لبنان.
خطآن اثنان تحدرت منهما أسباب صراعات لاحقة. الأول هو أن العروبة ظهرت كحاجة للمسيحيين ليتحرروا من قهر السلطنة العثمانية. لذلك بدا روادهم الأوائل المنادون بالعروبة، وبصرف النظر عن صدق النوايا، كأنهم كانوا يتوسلونها حضناً آمناً ضد السلطنة، لكنهم زرعوا بذلك أول بذرة في نهج الاستدراج الذي أتقنته القوى السياسية كلها بعد الاستقلال، ولاسيما في الحرب الأهلية.
يتمثل الخطأ الثاني في فهم مغلوط لمعنى القهر. قهر السلطنة ظاهرة سياسية وليست دينية، وهي كانت تمارسه ضد رعاياها من جميع الديانات، وإن كانت خصت المسيحيين بجرعة إضافية منه فلأنهم كانوا سباقين في محاولة الإفلات من قبضتها بمساعدة قوى خارجية متعددة الجنسيات فرنسية وإنكليزية وروسية، ومصرية أيضاً في مرحلة من المراحل.
من جهة أخرى بدا النزاع بين السلطنة والبلدان الأوروبية والحروب بين أساطيلهما داخل مياه المتوسط كأنه نزاع ديني بين غرب مسيحي وشرق مسلم، فبدل مواجهة الاستبداد حاول الإسلام السياسي تلطيفه، اعتقاداً منه أن سبب تخلف المسلمين يعود إلى فهم مغلوط للنص الديني، لذلك توقف برنامجه للإصلاح عند اعتبار السلطنة ممثلاً شرعياً للخلافة الإسلامية، ورأى في إلغائها اعتداء على الإسلام.
من هذا الفهم المغلوط للتاريخ تحدرت أفكار مغلوطة حولت الحرب الأهلية إلى حرب طائفية. فقد ساد الاعتقاد بإن الجمهورية اللبنانية هي امتداد لما سبق من الحقب، وراح أنصار الحقب يستحضرون تاريخ لبنان الكنعاني أو الفينيقي أو العربي أو الإسلامي، فرفعت مصطلحات وشعارات مثل الإسلام هو الحل، أمة عربية واحدة، الذمية والوطن القومي المسيحي.
لم ينتبه هؤلاء ولا أولئك إلى أن لبنان بات وطناً لا مجموعة ولايات، وأن الاستقلال هو حد فاصل بين مرحلتين وحضارتين، دولة الاستبداد القروسطية والدولة الديمقراطية، وأن الاستبداد السلطاني لم يكن يميز ولا يفاضل بين مسلم ومسيحي، كما أن الانتقال إلى الديمقراطية ما كان له أن يتحقق إلا بفصل سلطة الدين عن سلطة الدولة. هذا ما لم يمارسه ولم يؤمن به أبطال الحرب الأهلية اللبنانية العلمانيون منهم والطائفيون على حد سواء.
عروبة ما بعد الاستقلال كانت أشد فتكاً. اتفاق القاهرة، أي منازعة الدولة اللبنانية على سيادتها، قرار عربي بمباركة المارونية السياسية. بعد 13 نيسان وزع العرب عطاياهم من المال والسلاح على فريقي الحرب الأهلية. الحزب الشيوعي ذيل صور شهدائه بعبارة سقطوا دفاعاً عن عروبة لبنان فيما الحزب كله سقط ضحية عروبته من فرج الله الحلو حتى جمول. البعث العربي في سوريا وشقيقه في العراق أشعلا حرباً مسيحية مسيحية. التدخل العربي لحماية المسيحيين سرعان ما انقلب دافعاً إياهم إلى طلب الحماية من إسرائيل. وانتهت الجولات بقصف متبادل بالشتائم والاتهامات.
العروبيون مثل سائر المشاركين في الحرب الأهلية يطالبون الآخرين بنقد تجربتهم ويستهولون نقد بطل القومية العربية جمال عبد الناصر، وهو بطل قومي حقاً، وينكرون أنه بشر ويحتمل الخطأ.
في آخر مؤتمرات القمة، اكتست العروبة حلة جديدة لا تستند إلى تقديس الماضي والحنين إليه، بل إلى نقده. لا شك أن ماركس نادم على أن فكرة نقد القديم كشرط لبناء الجديد حلت في الجمهوريات الوراثية لا في أنظمة السلالات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية
- في نقد 13 نيسان (6) اليسار الشيوعي
- في نقد 13 نيسان (5) حزب الله
- في نقد 13 نيسان كمال جنبلاط(4)
- 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)
- 13 نيسان: في نقد النقد (2) الشيعية السياسية
- 13 نيسان: في نقد النقد(1)
- -زعتر بري- ومبدعة من بلادي
- لعبة نواب الحارة
- الإصلاح الديني الحقيقي دين جديد
- سامي الجميل أم حنا غريب؟
- الأمين العام كاريزما وقدرة على الإقناع
- التوقيت على العقل الميليشيوي
- من يفرط بوحدة الحزب يفرط بوحدة الوطن
- في نقد الطائف نصاً وممارسة


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون