أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)














المزيد.....

13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


13 نيسان، في نقد النقد
المارونية السياسية(3)

المارونية السياسية ليست حزباً بل عقلية ونمط تفكير. صيغت بأقلام متعصبة ضد الإسلام العثماني والدولة السلطانية. بدل أن تخبو خلال مرحلة الاستقلال، راح يساعدها على النمو إسلام عربي قبل 13 نيسان ثم إسلام إيراني بعد الطائف.
منشأ الفكرة انتفاضة محقة ضد معاملة المسيحيين كأهل ذمة ورغبة بالاستقلال عن الحكم التركي. غير أن حاملي الفكرة لم يدركوا معنى التحولات الجذرية التي غيرت وجه العالم بأنظمته السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ونقلت الكرة الأرضة من حضارة الأرض إلى الحضارة الرأسمالية.
معظم سياسيي المنطقة العربية ولا سيما مشرقها، بدل أن يبحثوا عن موقع لبلادهم داخل الحضارة الجديدة، سعوا وراء السلطة بل راحوا يستجدونها من دول أوروبا المتحاربة على أرضنا والمتنافسة على تركة الرجل المريض. الثورة العربية بقيادة الأمير فيصل طالبت هي الأخرى بحصة لها من ولايات السلطنة فبنت أحلامها على أوهام قومية، ولما اختزلت الأمة بمملكتين عراقية وأردنية لم يبق لمسلمي لبنان غير الأحلام والأوهام والظهور بمظهر الملتحق بالاستقلال اللبناني.
لا غلاة المارونية السياسية ولا معارضوها من الطفار الشيعة والتجار من أهل السنة أدركوا فحوى النقلة الحضارية لذلك راحت جيادهم تشد العربة كل في اتجاه؛ أخطرها اعتبار جمال باشا السفاح بطلاً قومياً لأنه علق المشانق لمن سماهم عملاء للغرب المسيحي الاستعماري ضد الدولة العلية. إذا كان هذا قد قيل بعد الطائف على لسان استاذ في الجامعة اللبنانية، فكيف ستكون الحال قبيل الاستقلال؟!
لا هؤلاء ولا أولئك فهموا معنى الانتقال من ولايات عثمانية إلى الاستقلال، ومن نظام الملل إلى نظام دستوري برلماني ديمقراطي. الغلاة رأوا أن التاريخ ينتقم لهم من اضطهاد دام قروناً ، فيما الجهلة على الضفة الأخرى فسروه عدواناً على الخلافة الإسلامية. فماذا سيكون مصير الجمهورية أن هي وقعت بين شاقوفي التعصب والجهل؟
كادت تنطفئ الفكرة في العهد الاستقلالي الأول، لكنها تجددت مرة أولى بعد أن أشعل الرئيس شمعون فتيلها بانحيازه إلى حلف بغداد ضد المد القومي العربي، ومرة ثانية حين خاض الحلف الثلاثي (شمعون وإده والجميل) معركة ضارية ضد التجربة الشهابية، وثالثة في كراسات الكسليك التي شكلت التمهيد النظري لمواجهة العروبة بتصويرها " عصبية دينية وعنصرية جديدة وأمبريالية توسعية تعسفية جديدة وجاهلية جديدة" وعممت أفكاراً عن التعددية والحضارتين وعن التقسيم والفدرالية والوطن القومي المسيحي، وهي شعارات تعاود كلها الظهور كلما احتدمت أزمات المنطقة وانفجرت في لبنان.
من الطبيعي ألا يحظى تأسيس الكيان اللبناني في المرحلة التمهيدية بإجماع مواطنيه، وأن يشهد نشوؤه صراعاً بين متحمسين له ومعترضين عليه. ومن الطبيعي أن يحمل الوطن الجديد إسم أكبر مناطقه وأكثرها تطوراً، لكن من غير الطبيعي، في ظل دستور يساوي بين المواطنين، أن تتصرف المارونية السياسية وكأنها الطرف الأصلي في بناء الجمهورية وأن "الأقضية الأربعة" استتبعت وألحقت لحاجة الجبل إلى موانئ وإلى مناطق زراعية.
بديلاً من لغة المساواة الدستورية بين المواطنين سادت لغة المشاعر، كالخوف والغبن والشراكة والجناحين والتعايش وصار المسلم والمسيحي جارين لا مواطنين، فتحولت المساواة إلى محاصصة مقيتة والشراكة الإنسانية إلى شركة تجارية يتنافس فيها ممثلو الطوائف على جني الأرباح ويتبارى زعماء الطوائف السياسيين والدينيين في الدفاع عن الرئاسات لا عن الدستور.
المارونية السياسية جعلت فضل التأسيس منّة، واستبدلت الانصهار باللّحمة والمزيج بالخليط والوطن بالساحة. الوطن لا يكون لطائفة، وصدق المتنبي حين قال "فإن في الخمر معنى ليس في العنب".



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 13 نيسان: في نقد النقد (2) الشيعية السياسية
- 13 نيسان: في نقد النقد(1)
- -زعتر بري- ومبدعة من بلادي
- لعبة نواب الحارة
- الإصلاح الديني الحقيقي دين جديد
- سامي الجميل أم حنا غريب؟
- الأمين العام كاريزما وقدرة على الإقناع
- التوقيت على العقل الميليشيوي
- من يفرط بوحدة الحزب يفرط بوحدة الوطن
- في نقد الطائف نصاً وممارسة
- شغب الملاعب إرث ميليشوي
- من شارل دباس إلى ميشال عون المنهج الطائفي كابوس المؤرخين
- الرئيس بري دعا إلى حوار وهو من عطّله
- ماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟
- التاريخ لا يكتب على المتاريس
- على حق ويخطئون
- حين يولد الأمير أميراً
- أقنوما قداسة في فكر هاني فحص
- مرشح؟ غير مرشح؟
- انحطاط الحريرية


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)