أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي














المزيد.....

في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7624 - 2023 / 5 / 27 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هي متعددة مع أنها تغرف من منهل واحد. ولدت في زمن النهضة واعتراضاً عليها. تأسست الفكرة مع الوهابية والسنوسية والمهدية والكاشانية. لائحة طويلة لا نهاية لها. تكاثرها مرتبط بإعلان يصدر عن أمير أو مرشد أو داعية، ومشروعها السياسي والاقتصادي والمالي والنقدي، الإسلام هو الحل. لكن أي إسلام؟ إسلام العقل أم إسلام النقل، أم إسلام المذاهب الأربعة أو الخمسة؟ واللائحة تطول.
في لبنان، كانت قبل الحرب الأهلية شيئاً وصارت بعدها شيئاً آخر. بعضها يتوسل العنف والإرهاب وبعضها مسالم همه التبشير. لكن الفريقين يستندان إلى ثنائية الحرام والحلال وإلى تقديس النصوص والطقوس. وهي كلها أقرب إلى فرقة الصفاتية التي يعنيها من الآيات ظاهر معناها. جسّدت تفسيرها المغلوط للنص الديني وللحضارة الحديثة في محورة نشاطها حول أمرين، المرأة والخمرة، وفي كليهما وضعت حدوداً لحرية الإنسان الفرد وحاولت فرض نمط واحد من العيش ونمط واحد من التفكير على مجتمع متعدد.
بصرف النظر عن صحة أو خطأ التفسير والتأويل للنصوص الدينية، فإن تنظيمات الإسلام السياسي تستل من حضارات الماضي ما يتعارض مع مضمون الحرية في الدولة الحديثة التي تحكمها الدساتير والقوانين.
في الحضارات القديمة، إن لم يلتزم الفرد بتقاليد الجماعة، "يُفرد إفرادَ البعيرِ المعبّد" على ما قال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد. النهضة الحديثة أرست مفاهيم جديدة فمنحت الفرد حقه في الحرية من ضمن قائمة طويلة من حقوق الإنسان، ومنها حقه في تعميم معتقداته وإقناع الآخرين بها، لكنها منعته من فرض آرائه على الآخرين بالقوة والعنف. العقول المتمسكة بتقاليد الماضي لم تستسغ هذا التحول الجذري في علاقة الفرد بالجماعة.
سنحت 13 نيسان الفرصة أمام الانتقال من التبشير إلى فرض الرأي وتعميمه بالقوة. بعض التنظيمات حملت السلاح بذريعة تحرير فلسطين واستخدمته ضد حرية الإنسان الفرد. السلاح هو الذي أعطى شرعية استخدام العنف لفرض الرأي لا على شاطئ صيدا فحسب ضد النساء، بل كذلك في مطاعمها ومقاهيها ومحلاتها التجارية ضد الخمرة.
البديل عن السلاح هو القانون. القضاء اللبناني كان له الكلمة الفصل في الدعوى ضد صادق جلال العظم والكلمة الفصل في رد الدعوى ضد أغنية مارسيل خليفة وقصيدة محمود درويش. حتى الحكم بتطليق نصر حامد أبو زيد من زوجته ليس كاغتيال فرج فوده. إلغاء الزواج أقل قهراً من إلغاء الحياة.
ذات نهار جمعة خطب الشيخ في المصلين وأشعل في نفوسهم نار الكراهية ضد أميركا. خرج أحدهم إلى سلاحه وقصد المدرسة الإنجيلية في صيدا، يسمونها"مدرسة الأميركان"، وقتل ممرضاً في مستوصف المدرسة. أسهل السبل لتصنع إرهابياً، احقن جاهلاً بالحقد واعطه سلاحاً.
التربية على عدم احترام القانون هي الرحم الذي تولد منه الأخطاء بحق الوطن والدولة، إذ إن النموذج الأمثل للدولة الإسلامية أو دولة الخلافة هو نظام طالبان الذي ألغى تعليم النساء وكسر شاشات التلفزة وحطم تماثيل بوذا تعبيراً عن الذهاب حتى النهاية في سياسة إلغاء الآخر. فدولة التنظيمات الإسلامية أياً يكن نموذجها، أفغانياً أو إيرانياً أو صومالياً أو من جماعة بوكو حرام في نيجيريا، ليست سوى إعلان حرب على نموذج الدولة الحديثة، دولة القانون والمؤسسات.
ليس لها مرجعية قيادية واحدة وهي تتكاثر بالتفريع حسب الحاجة، ويصبح الأكثر جهلاً فيها هو الأكثر سطوة ونفوذاً وتتراجع أو تتخفى الأصوات القليلة الداعية إلى الحوار. الحل ليس بالدولة الإسلامية ولا بدولة ولاية الفقيه ولا بأية دولة طائفية أخرى، بل بالدولة الديمقراطية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية
- في نقد 13 نيسان (6) اليسار الشيوعي
- في نقد 13 نيسان (5) حزب الله
- في نقد 13 نيسان كمال جنبلاط(4)
- 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)
- 13 نيسان: في نقد النقد (2) الشيعية السياسية
- 13 نيسان: في نقد النقد(1)
- -زعتر بري- ومبدعة من بلادي
- لعبة نواب الحارة
- الإصلاح الديني الحقيقي دين جديد
- سامي الجميل أم حنا غريب؟
- الأمين العام كاريزما وقدرة على الإقناع
- التوقيت على العقل الميليشيوي
- من يفرط بوحدة الحزب يفرط بوحدة الوطن
- في نقد الطائف نصاً وممارسة
- شغب الملاعب إرث ميليشوي


المزيد.....




- في خطوة غير مسبوقة... غواصتان نوويتان أمريكيتان تتحركان نحو ...
- الولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تغمر الشوارع وتشل حركة السف ...
- إيران تعيد 1.5 مليون أفغاني إلى بلادهم، وتتهم بعضهم بـ -التج ...
- ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي ...
- اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت ...
- باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة ...
- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي