أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف














المزيد.....

في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أعضاء البرلمان اللبناني الذين، باتفاقهم على تعديل الدستور اللبناني في الطائف عام 1989، أوقفوا الحرب الأهلية، هم أنفسهم كانوا نواباً عند انفجارها في 13 نيسان 1975. وظلوا يمددون لأنفسهم ولاية بعد أخرى حتى أول انتخابات أجريت على أساس تلك التعديلات عام 1992.
قادة الحرب الكبار خرجوا من تحت قبة البرلمان وأنشأوا ميليشيات وبنوا متاريس. ظلوا يحترمون "آداب" الحروب ويتواصلون إلى أن آلت القيادة إلى سواهم في الداخل، وتحكمت بإدارتها قوى من خارج البرلمان ومن خارج البلاد، فتدهورت الأمور "كجلمود صخر حطه السيل من علٍ"(امرؤ القيس)، وتحول النواب إلى متفرجين، إلى أن تعب المتقاتلون.
للميليشيات مشاريعها، أما النواب فلم يكن يشغلهم غير الاجتماعات الروتينية والواجبات الاجتماعية التي حولت بعضهم إلى معقبي معاملات. ذلك لا ينفي وجود قامات شامخة بينهم من أهل العلم والرأي وفقه القانون من أمثال حسن الرفاعي وإدمون رزق.
تناط بالمجالس النيابية مهمات التشريع ومراقبة الحكومة ومحاسبتها. تقوم فلسفة التشريع على تحديث القوانين بما يتوافق مع تطورات الحياة والحاجات والاكتشافات العلمية والعلاقات بين الدول، غير أن برلماننا كان يعتمد فلسفة أخرى قوامها تقديس الدستور وربط التحديث بحاجات السلطة لا بحاجات المجتمع. لذلك تضاءلت قدرته على الاستشراف وعلى التخطيط فألغى وزارة التصميم، ولم يتنبّه إلى مخاطر اتفاقية القاهرة على السيادة الوطنية.
أما المراقبة والمحاسبة فكانت تقتصر على انتقادات خطابية. فما من مرة نزع المجلس النيابي الثقة من حكومة أو من وزير فيها، وما من مرة امتنع عن الموافقة على ميزانية أو على قطع حساب. ففي برلمانات ما قبل الحرب الأهلية زرعت بذرة انتهاك الدستور حيث لم يكن يحترم مبدأ الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ثم نمت البذرة وأينعت بعد الطائف، حين ألغت السلطات الميليشيوية، برعاية نظام الوصاية، استقلالية السلطة القضائية.
النظام اللبناني لم يكن برلمانياً ولا ديمقراطياً وذلك خلافاً لما تشير إليه النصوص. فقليلة هي الحالات وربما نادرة، التي كان فيها البرلمان سيد نفسه، منها يوم انتخاب سليمان فرنجية الجد رئيساً. وفي سائر الحالات كان طوع البنان على طريقة الأغنية، "قصقص ورق ساويهم ناس"، فيتشكل بحسب القانون المعتمد على ذوق رئيس الجمهورية وتزوير الاقتراع بالغرف السوداء. هذا حصل في عهد الرئيس شمعون كما في أيام سطوة جهاز المخابرات في الجيش اللبناني، المكتب الثاني.
أمران عالجهما البرلمان بطريقة خاطئة، وهما في أساس الانفجار الأول عام 1958 والثاني في 13 نيسان 1975 والثالث في 17 تشرين الأول 2019، الطائفية وقانون الانتخاب. أما الجريمة بحق الدولة فهي العفو العام عن جرائم الحرب.
الطائفية ظاهرة اجتماعية صحية وطبيعية في المجتمعات والأنظمة الحديثة التي يعيش فيها الرأي والرأي الآخر تحت سقف القانون، غير أن أهل النظام اللبناني جعلوها جزءاً من آليات عملهم وحولوها إلى محاصصة بين الزعماء الروحيين والسياسيين. لرئيس الجمهورية مدراؤه العامون. للآخرين صناديق ومزاريب لهدر المال العام. للمؤسسات الدينية قضاؤها وامتيازاتها المالية. كل ذلك جعل التعدد الطائفي نقمة بدل أن يكون التنوع نعمة على البلاد.
في الطائف، استخدموا للإصلاحات دستورية مفردات من قاموس المحاصصة، وركزوا اهتمامهم لا على تطوير النظام بل على توزيع الصلاحيات، واقترحوا قانوناً سرعان ما تخلوا عنه لتنتخب على أساسه برلمانات لا بالتشريع بل بانتهاك الدستور.
مفتاح الحل للأزمة اللبنانية المستدامة قانون انتخاب عصري يعيد تشكيل السلطة وبناء دولة القانون والمؤسسات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الخاسر ومن الرابح؟
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون
- في نقد 13 نيسان (12) العلمانيون
- في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية
- في نقد 13 نيسان (6) اليسار الشيوعي
- في نقد 13 نيسان (5) حزب الله
- في نقد 13 نيسان كمال جنبلاط(4)
- 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)
- 13 نيسان: في نقد النقد (2) الشيعية السياسية
- 13 نيسان: في نقد النقد(1)
- -زعتر بري- ومبدعة من بلادي
- لعبة نواب الحارة


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف