أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (18) القطاع المصرفي














المزيد.....

في نقد 13 نيسان (18) القطاع المصرفي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7666 - 2023 / 7 / 8 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




دولة القانون والمؤسسات والمصرف من مواليد الحضارة الرأسمالية. يسيء التعامل معهما من يراهما من غير هذه الزاوية. ولد المصرف من رحمها قبل ولادة الدولة. باركت الكنيسة وفادته واستعانت بصكوكه ضد خصومها في حكاية الغفران. فعلت عكس ذلك مع العلم أولاً، فهددت غاليليه بالحرم إن لم يتراجع عن كروية الأرض ودورانها حول الشمس، ومع دولة القانون ثانياً إلى أن أقنعتها علمانية الثورة الفرنسية وقوة نابليون بونابرت العسكرية بأن ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
هذا في مهد تلك الحضارة، أي في مركزها بحسب تعبير سمير أمين. اختلف الأمر مع الأطراف. فالبلدان المستعمرة، ولبنان ليس منها، (لقد أثبتت ذلك بالتفصيل في كتابي أحزاب الله) دعيت قبل الاستقلال إلى الدخول في الرأسمالية من بابين، الاقتصاد والعلم، وأضافت إليهما بعد الاستقلال باب الدولة.
أزمة لبنان بدأت منذ أن عقدت فيه، خلافاً لما حصل بين نابليون والبابا، صفقة محاصصة لازمت نشأة لبنان وأزماته وحروبه وعهوده وحكوماته وبرلماناته، وباتت جزءاً ثابتاً وراسخاً من تقاليد سياسييه الرديئة و العلاقات بين حكامه في السلم كما في الحرب.
الدولة في مهد الرأسمالية جسدت قطيعة، بالمعنى الباشلاري للكلمة، مع دولة الأمبراطوريات والقياصرة، ورسمت خطوط تماس يحرّم اختراقها بين سيادة الدولة الحديثة على إدارة شؤون رعاياها وسيادة دولة الفاتيكان على القيم الروحية. في لبنان أزيلت خطوط التماس، فكانت شراكة تداخلت فيها الملكيات المشتركة والمناطق المحايدة. القطاع المصرفي من أبطال هذه الصفقةالشراكة وضحية من ضحاياها.
من يملك يحكم. هذا قانون سنّه التاريخ. القيصر والأمبراطور والملك والسلطان ملكوا باسم الله وحكموا باسمه. هذا معنى عبارة الملك لله التي نقرأها محفورة أو مرسومة على مداخل الأبنية أو مكتوبة في السجل العقاري في لبنان للتمييز بين الملكية الشخصية والملكية الأميرية. وهذا هو معنى أن الإقطاعي كان يملك الأرض وما عليها ومن عليها أيضاً، ويمارس استبداده استناداً إلى صك ملكية مزعوم ومدعوم من المؤسسة الدينية. وهذا هو معنى انفجار الثورة الفرنسية ضد اثنين، النبلاء أي الإقطاعيين، والإكليروس، الشريكين المتحاصصين في الحكم وفي الملكية.
قادة الثورة الفرنسية هم المالكون الجدد الرأسماليون أو من يمثلهم، أي البرجوازية بحسب المصطلح الماركسي، وهم الذين تولوا بناء الدولة الحديثة على أنقاض الممالك والأمبراطوريات، وأسسوا الجمهوريات والأنظمة الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية.
بدأت أزمات لبنان المتتالية منذ أن تخلى المالكون الجدد عن دورهم السياسي، وأوكلوا الأمر للمالكين القدامى من العائلات التي كانت تملك الأرض أيام السلطنة، وكان من الطبيعي أن يكون دور الكنيسة كبيراً في الحكم لأنها كانت مما قبل الانتداب، على ذمة المؤرخين والإحصاءات، من كبار ملاكي الأراضي.
الدولة التي تأسست في لبنان ليست إذن دولة الثورة الفرنسية، بل دولة النبلاء والإكليروس الذين قامت الثورة ضدهم. مع أنها اعتمدت أسماء ونعوتاً حديثة، كالجمهورية والدستور والنظام البرلماني الديمقراطي، لكنها استمرت تمول الحملات الانتخابية لتجديد ولاية الحاكمين القدامى الذين أطلقت الأدبيات الثورية عليهم إسم الإقطاع السياسي.
عندما انفجرت الحرب الأهلية راحت البرجوازية تمول الميليشيات، وبعد فوات الأوان راح القطاع المصرفي يطلق من غير جدوى صرخات متتالية، ولاسيما بعد اغتيال رفيق الحريري، احتجاجاً على النهج الميليشوي الحاكم الذي وضع الدولة ومؤسساتها على حافة الانهيار.
القطاع المصرفي أنقذ الوطن أكثر من مرة من انهيار اقتصادي لكن تخليه عن دوره السياسي للإقطاع السياسي ثم للميليشيات دمر الدولة. فهل باستعادة دوره المفقود نستعيد الوطن والدولة؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين
- نصيحة إلى الثنائي؟
- في نقد 13 نيسان (16) المغتربون
- في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف
- من الخاسر ومن الرابح؟
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون
- في نقد 13 نيسان (12) العلمانيون
- في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية
- في نقد 13 نيسان (6) اليسار الشيوعي
- في نقد 13 نيسان (5) حزب الله
- في نقد 13 نيسان كمال جنبلاط(4)
- 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)


المزيد.....




- بايدن: لا سلاح لإسرائيل في حال دخول رفح
- شاهد: سفير روسيا في ألمانيا يشارك في تكريم أرواح ضحايا الحرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على أنفاق شرق رفح ويشير إلى معا ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبان تضم جنودا إسرائيليين.. ...
- هل إدارة بايدن جادة بتعليق تسليم الذخائر الثقيلة لإسرائيل؟
- المقاومة العراقية تعلن استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال ط ...
- سمير جعجع: من أخذ قرار الحرب في جنوب لبنان عليه أن يعيد ترمي ...
- مصر.. تأييد حبس مدير الحملة الانتخابية لأحمد الطنطاوي سنة مع ...
- وفد حماس يغادر القاهرة دون نتائج
- الخارجية الأمريكية تعلن عن شحنات أسلحة جديدة إلى كييف


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (18) القطاع المصرفي