أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - أخطاء في حسابات الممانعة














المزيد.....

أخطاء في حسابات الممانعة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أفضت حرب تشرين 1973 إلى توزيع قوى المواجهة العربية على ثلاث جبهات، ذهبت الأولى بقيادة أنور السادات نحو الصلح والتسوية السلمية بالمفاوضات مع إسرائيل، وفضلت الثانية، بقيادة ياسر عرفات، الكفاح المسلح إلى جانب غصن الزيتون سبيلاً لتحرير فلسطين.
أما الثالثة فاختارت، بقيادة حافظ الأسد، خطة تقع بين الحرب والسلم، قوامها تحييد الجيش السوري بانتظار ظروف مناسبة للتسوية، وخوض المعارك بالواسطة إما بتقديم مساعدة مشروطة للمنظمات الفلسطينية إما بإيواء رموز ثورية مثل عبدالله أوجلان، فاستحقت إسم الممانعة لأنها امتنعت عن خوض الحرب ووافقت على تسوية افتراضية وعرقلت السعي إليها.
عبّر حافظ الأسد عن ذلك بقوله، إن الوضع الذي نحن فيه – ما بين عناقيد الغضب عام 1996 والانسحاب الإسرائيلي غير المشروط من لبنان عام 2000 – أفضل من كل التسويات المفروضة علينا. كان يقاتل بالمقاومة اللبنانية ويدخل في مفاوضات ومساومات على حسابها، ولم يكن خافياً على أحد كم كان القرار الإسرائيلي مفاجئاً ومربكاً لأهل الممانعة.
اغتيل رفيق الحريري لأنه شكل نموذجاً رابعاً للمواجهة، فلم يعترض على النماذج الثلاثة الأخرى بل كان ينسق معها ويقدم الدعم لها جميعاً، آملاً بأن تترك له حرية العمل في إعادة إعمار ما خربته الحرب الأهلية في الحجر والبشر. لم يكن خياره هذا في نظر الممانعة محايداً. بل هو نهج فاضح. فهو قدم الدليل على أن من الممكن وضع أوطاننا على طريق النمو حتى لو كانت تخوض معارك التحرر الوطني، ووضع موضع التساؤل شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وتقصيراً غير مفهوم في الامتناع عن إعادة إعمار مدينة القنيطرة وعن إعادة أهلها إليها بعد تحريرها.
بعد اغتيال الحريري خرج نظام الوصاية من لبنان عسكرياً وبقي سياسياً من خلال حلفائه والصغار من أدواته الذي أعلنوا في الثامن من آذار 2005 ولادة الفرع اللبناني من الممانعة بقيادة الثنائي وجوقة من التابعين والملحقين.
الهدف القديم الجديد واضح، تخريب الدولة. نظام الوصاية احترم الشكليات. أبقى على الرئاسات وخلطها فأزال بشحطة مخابرات مبدأ الفصل بين السلطات. الانتخابات النيابية والبلدية والنقابية في موعدها. آلية التعيين واحدة ، بدءاً من الرئاسة الأولى، والعصا لمن عصى.
لم يتقن الطلاب أسلوب أستاذهم، بدأوا تمرينهم الأول بعد انسحاب الوصاية بضرب المؤسسات من غير أن يستخدموا أي تمويه، فعطلوا انتخاب رئيس للجمهورية وأقفلوا المجلس النيابي وسحبوا وزراءهم ليجعلوا الدولة بلا مؤسسات وليضعوا الوطن على شفير الانهيار.
ما لم تتمكن الممانعة اللبنانية، في ذروة قوتها وزخم "الانتصار" في حرب تموز، من تحقيقه بحصار السرايا الحكومية عام 2007، عملت ، عام 2016، على تحقيقه مستفيدة من ضعف خصومها، بتنصيب رئيس لا يعرف كوع الرئاسة من بوعها، وتستمر، بعد رحيله غير المأسوف عليه، ورغم تبدل الظروف في غير صالحها، بدفع عملية التعطيل إلى نهاياتها التدميرية. فهل أخطأت حساباتها؟
حركة أمل هنأت القيادة السورية البارحة بانتصارها في حرب تشرين. هذه عينة من الحسابات المغلوطة. في تلك الحرب خسرت سوريا بضع عشرات من القرى والمزارع في الجولان إضافة إلى ما كانت قد خسرته في حرب حزيران. فكيف يكون انتصاراً؟ التفسير الوحيد هو أن كل شيء، في نظر أنظمة الاستبداد، قابل للتعويض إلا السلطة، والمعيار صمود الرئيس في القصر حتى لو فقد الوطن نصف شعبه.
لكن، لا الممانعة السورية سيدة على أرضها، ولا المعارضة اللبنانية هي ذاتها التي أخطأت ذات يوم ثم أذعنت فانهزمت.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟
- مع الحوار أم ضده
- مع قضية المثليين أم ضدها؟
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء
- في نقد 13 نيسان (24) مصالح أم مساعدات دولية؟
- (24)البطركية المارونية عمرت. المارونية السياسية دمرت
- (23)الممانعة ونقد الحرب الأهلية
- ما بعد رياض سلامة ليس كما قبله
- في نقد 13 نيسان (22) الصحافة
- بكاء على الهريسة لا على الحسين


المزيد.....




- ترامب يعلن إزالة ضمادة الأذن -الشهيرة- بعد ساعات من حسم الجد ...
- مجموعة العشرين تتعهد -التعاون- لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء ...
- العلاقات الأميركية الإسرائيلية على مفترق طرق
- -للحد من الحصانة القضائية للرؤساء ومسؤولين-.. بوليتيكو: بايد ...
- انطلاق الألعاب الأولمبية وسط خروقات أمنية
- نتنياهو يدرس تعيين جدعون ساعر وزيرا للدفاع مكان غالانت
- فيديو: الشرطة الإماراتية تشارك في تأمين أولمبياد باريس
- ترامب: الإدارة الحالية أسوأ من حكم الولايات المتحدة
- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - أخطاء في حسابات الممانعة