أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد علي مقلد - حوار افتراضي بين النكبتين














المزيد.....

حوار افتراضي بين النكبتين


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7792 - 2023 / 11 / 11 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    



قال صاحبي هل يجوز الآن نقد الضحية فيما تنفذ إسرائيل جريمة الإبادة؟ قلت لصاحبي وهل كتب علينا أن نناضل باللغة ونحارب العدو باللغة فنشتم ونفضح وندين ونتضامن ونعيد أسماء المدن والقرى الفلسطينية إلى أصلها العربي؟ وهل يعقل أن يناضل الشعب الفلسطيني ويضحي بهدف مراكمة الأدلة على وحشية الصهيوني المغتصب العنصري النازي؟
جيلنا فاتته النكبة لكنه تكوّن من جيناتها وتربى على حب القضية مع حليب الأمهات. في الوقت المستقطع بين النكبة والنكسة تدربنا على التضامن مع ثورة الجزائر، ولم نبخل من أجلها بشيء، لا بالحناجر ولا بمصاغ النساء، وتغنينا ببطولة جميلة بوحيرد وأنشدنا لها فخراً واعتزازاً. لم يطل الأمر حتى حلت بالثورة أمراض السلطة، ومن انقلاب إلى انقلاب تحول ورثة المليون شهيد نحو الحرب الأهلية.
مع النكسة حكم جيلنا على السلف بالتفريط بالقضية، فحملنا رايتها ومضينا كما سوانا في حربنا الأهلية. مشينا على خطى بعضنا، نحن اللبنانيين تعلمنا منهم الكفاح الملسح ضد العدو وضد السلطة أيضاً، وتعلموا منا فن الحرب الأهلية واختاروا الفرقة بدل القتال. بدل الدولة دولتان فلسطينيتان وبدل السلطة سلطتان.
الربيع العربي قدم لنا خلاصة أخرى عن كابوس السلطة، كان أفظعه في سوريا. المهم أن تبقى السلطة حتى لو من غير شعب. السلطة عندهم أهم من الدولة وأهم من الشعب. هل يصح تشبيه الإبادة في غزة بتلك التي حصلت في الشام بالتهجير أو بالبراميل أو بالحرب الأهلية؟ الفارق بينهما بسيط. هنا السلطة تبيد شعبها وهناك العدو. الشتيمة لا تجدي لا هنا ولا هناك.
هذه الحروب الأهلية هي من صنع جيلنا. حين قال الشاعر، تنبهوا واستفيقوا أيها العرب، كان يخاطب جيل النكبة ووريثه الذي تربى على أولوية السلطة على الدولة. جيل الحروب الأهلية من العراق شرقاً حتى الجزائر غرباً ومن الشام شمالاً حتى اليمن.
"لقد طمى الخطب"، لكن الجيل المصاب بمرض الحروب الأهلية مازال "يتعلل بالآمال الخادعة"، فينتظر الترياق من العراق، مع أن معزوفة تخوين الأنظمة باتت فعل غباء. لو كانت الأنظمة العربية جاهزة للحرب لما اختارت طريق التطبيع. ولو أن الأنظمة والثورات التابعة لها فضلت الوطن على السلطة لما اختارت المواجهة بالأنفاق.
حين قلت نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي، رأى صاحبي إن البطولة من فعل العقيدة. لكن عقيدة الشعب الفلسطيني الموحدة ليست الدين ولا المذهب بل هي القضية ، وليس كل من ناضلوا وضحوا بأموالهم وأنفسهم وذهبوا بكامل وعيهم على طريق الشهادة أصحاب عقيدة واحدة. بيت القصيد هو أن من حق كل امرئ أو حزب أن يعتقد بما يشاء، على ألا يسعى إلى تعميم معتقده بالقوة، لأن عصور التبشير انطوت مع طي صفحة الحروب الدينية في أوروبا ومع تشكل الأوطان والدول الدستورية.
يعتقد بعض العرب أن حماس تحاول استدراجهم إلى حرب لم تكن في يوم من الأيام على جدول عملهم. ويعتقد آخرون أن الصهيونية متفوقة إعلامياً على العرب، فضلاً عن تفوقها العسكري، لأنها قادرة على "الظهور بصورة الضحية مع أنها هي التي تقتل وتسفك الدماء، وأن العربي هو الضحية لكن خطابه مشحون بالوهم والبطولات الشعاراتية"
قلت لصاحبي، آن أن نضع على مشرحة النقد تجاربنا العربية من النكبة حتى نكبة غزة لكي نتعلم منها كيف نخطط للمعركة قبل أن نخوضها، وكيف نخوضها من غير أن نقول في نهايتها، لو كنت أعلم.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي


المزيد.....




- الكونغرس الأمريكي يكشف عن شرط لتدخل الولايات المتحدة عسكريا ...
- مينسك تحذر من استمرار تمركز قوات -الناتو- في ممر بين بيلاروس ...
- ملكة الأردن: استمرار حرب غزة يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها ...
- قتلى وجرحى جراء هجمات روسية على مدينة خاركيف في شمال شرق أوك ...
- ?? مباشر: 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح ولا ...
- تساؤلات قانونية وإنسانية حول قانون الترحيل -الطوعي- من بريطا ...
- صحيفة: -قضية فساد جديدة- في وزارة التموين المصرية
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد علي مقلد - حوار افتراضي بين النكبتين