أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد علي مقلد - فلسطين ليست قضية دينية














المزيد.....

فلسطين ليست قضية دينية


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 11:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



يمكن أن تكون القدس، كرمز ديني للمسلمين وللمسيحيين، حافزاً ومادة للتعبئة في مواجهة الوحش الصهيوني، هذا كان دور الدين في الجزائر ضد الاستعمار. غير أن التعامل مع قضية فلسطين كقضية دينية مضر بالدين وبالقضية.
المخالف للطبيعة في قيام دولة إسرائيل ليس الاستيطان ولا اقتلاع شعب من أرضه وزرع شعب بديل. وجود أهل الذمة في بلدان الخلافة الإسلامية دليل على ذلك، وتحويل الآستانة إلى قسطنطينية وهذه إلى اسطنبول دليل آخر. ففي هذه المنطقة بالذات تعاقبت وتعايشت وتساكنت حضارات حتى صار اللبناني المعاصر ينقب في التاريخ بحثاً عن جينات كنعانية وآرامية وسريانية وعربية.
كان يحصل ذلك في حضارات سابقة على الرأسمالية. الحضارة الجديدة صنعت أوطاناً ورسمت لها حدوداً. الوطن بالتعريف، شعب وأرض وسيادة. والسيادة بالتعريف هي سيادة القانون الوضعي. هذا طبيعي لأن لحضارة المصنع عقلها العلمي مثلما كان لحضارة الأرض عقلها الغيبي ولحضارة القبائل والعشائر عقلها الأسطوري. هذا يعني أن الرأسمالية طوت صفحة التبشير الديني وأحلت محل الدولة التيوقراطية دولة القانون والمؤسسات.
من هذه الزاوية يعتبر قيام دولة إسرائيل على أساس ديني مخالفاً لطبيعة العصر، وعودة بالتاريخ إلى الوراء، وبالمعنى ذاته يتعارض توظيف الدين الإسلامي أو المسيحي لمحاربة الدولة اليهودية مع آليات التفكير بعقل الحضارة التي نحيا في ربوعها، والتي لم تلغ الحوافز الإيمانية ولا القيم الدينية بل جعلت، في السياسة، ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
اعتمدت الرأسمالية منظومة جديدة من القيم، الدين السياسي فيها يتمثل بالتعايش بين المختلفين والاعتراف بالآخر واحترام التنوع والتعدد؛ بواسطة العلم يرسم المرء خارطة طريق للمستقبل، فيما سياسة الأديان السابقة تشتق من الإيمان حماسة وتبني عليها ثقة بالحتميات السماوية. أما الدين الاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي في الرأسمالية فشأن آخر.
مواجهة العنصرية الصهيونية من موقع ديني تجعل طرفي المواجهة متماثلين في أنتمائهما معاً إلى أصوليات غابرة وإلى تعصب يتحول بموجبه كل آخر إلى عدو، ويختلط الحابل بالنابل، وتنحدر لغة المواجهة نحو مصطلحات طائفية ومذهبية تضيع في طياتها الحقيقة. هذا ما تنذر بوجوده مجريات السجال اليومي الإسلامي المسيحي والشيعي السني على الساحة اللبنانية.
القضية الفلسطينية قضية سياسية بامتياز لا قضية دينية. إقامة الكيان الصهيوني توج مرحلة من صراع الأوروبيين مع اليهود منذ طردهم مع العرب من الأندلس، ولم تنته بمحرقة هتلر. وسرعان ما تحولت الدولة الصهيونية إلى حاجة للنظام الرأسمالي العالمي، يهب لمساعدتها حين يتعرض كيانها للاهتزاز. هذا يفسر دعم الأنظمة لإسرائيل وتضامن الشعوب مع القضية الفلسطينية.
انتقال إدارة الصراع مع إسرائيل من قوى علمانية كمنظمة التحرير الفلسطينية وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية إلى قوى دينية كحماس وحزب الله نزع عن المقاومة وهجاً ورثته من مقاومات الاحتلال النازي في أوروبا والأميركي في فيتنام والفرنسي في الجزائر، وحرمها من اعتراف العالم بشرعية نضالها، وأضفى عليها طابع التعصب ونعتها بالإرهاب، ولا سيما بعد ظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" كنموذج لما يمكن أن تكون عليه الدول المحكومة بالأصوليات الدينية.
حزب الله يقرأ في كتاب "عصر الظهور" ويستشرف لا تحرير القدس وحدها ولا فلسطين فحسب، بل تحرير البشرية كلها من الشر والظلم بقيادة المهدي المنتظر. لا نعرف إسم الكتاب الذي يقرأ فيه الحوثيون والعلويون ولا نعلم ما إذا كان لحماس مهدي يخص أهل السنة، وما إذا كانت الأصوليات كلها، بما فيها داعش، تقرأ بعين واحدة وفي كتاب واحد القوانين المكتوبة في لوح السماء.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟


المزيد.....




- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...
- العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق ...
- المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
- المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد علي مقلد - فلسطين ليست قضية دينية