أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حماس بين التحرير والتحرر وطني














المزيد.....

حماس بين التحرير والتحرر وطني


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التحرر الوطني يحيل إلى مقاومة الاستعمار والتحرير إلى مقاومة الاحتلال. مع أنهما من جذر لغوي واحد هو الحرية إلا أن بين المصطلحين فارقاً سياسياً شاسعاً، هو ذاته الفارق بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية.
مع نشوء منظمة الأمم المتحدة وتشكلها من أوطان صارت المقاومة حقاً مشروعاً لأي شعب احتلت أرضه أو اغتصبتها قوة عسكرية تابعة لدولة أخرى. أولى المقاومات في التاريخ الحديث هي الفرنسية واليونانية والسوفياتية التي حررت بلادها من الاحتلال النازي، فاقتدت بها، بعد الحرب العالمية الثانية دول وشعوب مثل الجزائر وفيتنام.
التحرر الوطني صناعة سوفياتية، أساسه نداء لينين إلى الشعوب مضافاً إلى نداء ماركس العمالي، فتحول شعار "يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة، اتحدوا" إلى دعوة لمقارعة الاستعمار في نهاية مرحلة السيطرة العسكرية الأوروبية على بلدان الكرة الأرضية من الصين حتى أميركا اللاتينية، وبعد الإقرار بحق الشعوب في تقرير مصيرها، فتحولت الدعوة من مقارعة الاستعمار إلى محاربة الإمبريالية "أعلى مراحل الرأسمالية"، وتوكأت بعض حركات التحرر الوطني على قضية فلسطين.
لماذا اعترف المجتمع الدولي بمنظمة التحرير وصنف حماس على قائمة الإرهاب؟ لأن المنظمة مارست حقها المشروع في مقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وضمت في صفوفها مروحة واسعة من القوى والمنظمات المتنوعة في انتماءاتها، وحصرت أهدافها باستعادة الأرض وبناء الدولة. حتى المتحدرون من الماركسية اللينينية عادوا من "جبهة الرفض" إلى خيمة المنظمة أي من التحرر الوطني إلى التحرير.
تمكنت المنظمة، بالكفاح المسلح، من كسب رأي عام عالمي على مستوى الشعوب والحكومات تتوج بحصول فلسطين، بقيادة ياسر عرفات، على مقعد في الأمم المتحدة ثم بعودة رمزية وإقامة دولة على غزة وجزء من الضفة الغربية.
ظلت حماس خارج إطار منظمة التحرير لأن مشروعها السياسي لم يقتصر على التحرير بل تجاوزه إلى التحرر الوطني لتجد نفسها جزءاً من جبهة المواجهة مع "الغرب الاستعماري والشيطان الأكبر"، لكن لا للتحرر من الاستعمار بل مما أسمته الأصوليات الإسلامية ب"جاهلية القرن العشرين"، وهي العبارة التي لا تعني أقل من تكفير الحضارة الرأسمالية برمتها. وقد أدى اصطفافها إلى جانب الأصوليات الإسلامية الأخرى والقوى اليسارية المناهضة للاستعمار إلى تصنيف كل هذه الجبهة بكل مكوناتها في خانة القوى الإرهابية.
بهذه المعايير مارست الأحزاب اللبنانية، الوطنية منها والإسلامية، حقها في مقاومة الاحتلال وحظيت باعتراف دولي بشرعيتها ما لبثت أن فقدته بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي لأن أهدافها تجاوزت التحرير إلى التحرر الوطني، فيما حرمت المقاومة، على الضفة الأخرى من الحرب الأهلية، من الشرعية لأن الجيش السوري الذي قاتلته دخل إلى لبنان بمباركة عربية ودولية ولم يصنف، بحسب المقاييس المعتمدة، كجيش احتلال.
بالمعايير ذاتها يحكم على سائر القوى غير الفلسطينية التي رفعت راية القضية لا لتحرير الأرض بل للتحرر الوطني. هذا ما فعلته الأحزاب والأنظمة العربية، ولاسيما في دول جبهة الصمود والتصدي من ليبيا حتى العراق، وهو ما تحاوله أنظمة أخرى كإيران أو تركيا في محاولة الاستثمار في قضية رابحة هي القضية الفلسطينية.
غير أن فكرة التحرر الوطني لم تعد قيد التداول، ولا سيما بعد أن استبدلت الحضارة الرأسمالية الاحتلال المباشر بسيطرة محكمة على اقتصاديات العالم. لذلك بدت قوى التحرر الوطني وكأنها تقاتل طواحين الهواء.
فهل تلتزم حماس وسائر مناضلي التحرر الوطني بالقضية بما هي قضية تحرير الأرض والتخلي عن استخدامها رافعة لمشاريع دينية أو أممية وعودة أطراف المقاومة كلٍّ إلى حضن شرعيته الوطنية؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب


المزيد.....




- شقّة فاخرة وسط باريس بإيجار متواضع.. ما السبب؟
- العثور في بئر مكسيكية على 3 راكبي أمواج قتلوا بسبب إطارات شا ...
- يجب على الإسرائيليين إغراق الشوارع لمنع عملية رفح - هآرتس
- -لن نعود إلا إلى غزة-.. أبو مرزوق: إغلاق مكتب حماس في قطر لم ...
- 6 قتلى وأكثر من 30 جريحا بهجوم مسيرات أوكرانية على سيارات مد ...
- الجيش الإسرائيلي: عملية الإخلاء من شرق رفح تشمل نحو 100 ألف ...
- مسؤول إسرائيلي: تصريحات نتنياهو دفعت -حماس- إلى تشديد موقفها ...
- بيلاروس: المتفجرات المهربة من أوكرانيا إلى أراضينا قد تستخدم ...
- الخارجية الروسية تعلق على خطط واشنطن لنشر صواريخ في منطقة آس ...
- صحيفة إيطالية : الوضع على الجبهة كارثي بالنسبة لكييف بعد سيط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حماس بين التحرير والتحرر وطني