أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)














المزيد.....

-اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أبرز ما ميز قيادات اللحظة القومية العربية هوس بالسلطة. وأفضل السبل التي سلكوها هو الانقلابات العسكرية التي قادها ضباط أو معممون. هم افترضوا أن الحركات القومية الأوروبية قادتها الجيوش، ودشنها نابليون بونابرت، فجعلوه قدوة ومثالاً.
مثل هذه اللحظة كانت الأسوأ في الثورة الصناعية. صنعت أكبر حربين عالميتين في التاريخ. قياداتها العربية اقتبست أبشع ما في نسخة بلاد المنشأ، التنافس حتى التطاحن والتعصب الأعمى وعنفاً بلغ ذروته في النازية والفاشية. نسختها العربية بدأت بالاستيلاء على السلطة من قبل"ضباط لم يدركوا أن الثورة عملية تحول ثقافي وفكري"، بحسب صادق جلال العظم، واقتصادي بحسب كل مؤرخي الرأسمالية، ولذلك "فوّتوا على العالم العربي فرصة نادرة لتحقيق ثورته والتخلص من تخلفه".
مني لبنان بحصة كبرى من تلك اللوثة فنفشت القومية اللبنانية ريشها في وجه قوميات متصارعة ومتنافسة في الجوار. خير أمة أخرجت للناس، شعب الله المختار، مطامع فارسية وأحلام سلطانية التقت كلها على حلبة صغيرة، إسمها لبنان، لا يتجاوز حجمها آلاف الكيلومترات، شعبها مالئ الدنيا وشاغل الناس، من إبداع الفينيقيين اللغة إلى الأكاديمية على ضفاف السين، وبينهما التفرد بفسحة من الحرية شكلت متنفساً لضحايا الاستبداد العربي.
صادق العظم رمى "النقد الذاتي بعد الهزيمة" في وجه من لم يروا في النقد غير الانهزامية والتشاؤم، وعلى بعد خمسين عاماً استكمل شارل رزق رفع النقاب عن وجه من أدار الدفة في تلك "اللحظة"التي تبارزت القيادات القومية على حلبتها في رفع شعارات "الوحدة والثأر والتحرير"، وكفاها رفعها شر هزائم الأنظمة لتكتوي الشعوب وحدها بالهزائم. فهل يكون الطوفان آخر جولات المبارزة ليجرف الشعارات وحامليها؟
تظافرت جهود "اللحظة القومية العربية" وندها اللبناني لتصنع فتح لاند، وتتابع ما دشنه كميل شمعون، منحازاً إلى حلف بغداد ضد تيار العروبة، انتهاكاً لسيادة الدولة اللبنانية، ليستكمل الورثة تبادل الأدوار والأسماء في مهمة تدمير الوطن الجميل والواحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الاستبداد.
"لم يكن المطلوب محاربة الصهيونية والأمبريالية ولا استعادة حقوق الشعب الفلسطيني"، يقول شارل رزق، بل توطيد سلطة قائمة أو استعادة سلطة أو البحث عن سلطة. حين تكون السلطة هدفاً لا تعود الشهادة تضحية من أجل القضية. حتى منظمة التحرير تخلت عن تضحياتها وعن واقعيتها و ثوريتها وقضيتها عندما اختزلت ميراث ياسر عرفات بالسلطة، ولم ترث عنه إبداعه في إمساكه وسط العصى المصنوع من غصن زيتون وبندقية، وتخلت عن غزة قائلة من بعد السلطة الطوفان، فيما لن يكون الطوفان غير جهد ضائع بكلفة باهضة باحثاً هو الآخر عن سراب سلطة.
يرى شارل رزق أن"نكسة حزيران 1967 وجهت الضربة الأولى إلى القومية العربية بإعادتها مصر إلى بيئتها الإفريقية، وأن الثورة الإيرانية وجهت إليها الضربة الثانية بتغليبها ولاء الشيعة العرب لمذهبهم على ولائهم الوطني والقومي العربي". وفي الضربتين لبنان أول الخاسرين. بعد الضربة الأولى، يقول رزق"توهمت أطرافه المتصارعة، في حالة من عدم التبصر المميت، أنها تدافع عن نفسها" وتحولت إلى أدوات تنفيذية في لعبة الحرب الأهلية.
بعد الضربة الثانية تولت الشيعية السياسية مهام "اللحظة القومية" ومهام نظام الوصاية، برفضها التسويات وتعطيلها الحلول وإبقائها لبنان في حالة خوف دائم من تجدد الحرب الأهلية، وبرفعها شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. الهدف المعلن واحد، تحرير فلسطين، والحقيقي واحد، هوس السلطة، حتى لو كانت مستلهمة من أساطير الأولين.
هذا الإرث مرض قابل للشفاء علاجه الوحيد العودة إلى كنف الدولة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حماس- واللحظة القومية(1)
- بعد اليسارية والقومية ما مصير أحزاب الإسلام السياسي؟
- ألا تكفي فضائح التيار ؟ ماذا ينتظر الثنائي؟
- من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لب ...
- نقاش مع منهج تفكير الممانعة
- خارطة طريق إلى الحل في غزة
- إذا انطفأت في غزة هل ستندلع في لبنان؟
- هل ننتصر بالسلاح الغيبي
- حماس كاميكاز الثورة*
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟


المزيد.....




- إيران تعلق على إعلان ترامب عن استئناف التجارب النووية
- فانس: اختبار الأسلحة النووية -للتأكد من أنها تعمل-
- مصادر لـCNN: إعلان ترامب عن استئناف التجارب النووية -كان مفا ...
- الملك تشارلز يقرر سحب الألقاب الملكية والتكريمات من الأمير آ ...
- من هم اللاعبون الرئيسيون في الحرب الأهلية السودانية؟
- أميركا تخفض طلبات اللجوء بشدة وتمنح الأولوية للبيض من جنوب أ ...
- شهيد بنيران الاحتلال في سلواد واقتحامات في نابلس ورام الله
- -سبيس إكس- تقترح على ناسا خطة لإرسال البشر إلى القمر
- الملك تشارلز يجرد شقيقه أندرو من ألقابه ويطرده من مقر إقامته ...
- باكستان وأفغانستان تمددان الهدنة بينهما وتضعان آلية للسلام


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)