أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لبنان














المزيد.....

من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لبنان


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الصراع السياسي في لبنان كان محلياً خلال ثلاث ولايات رئاسية فحسب. بشارة الخوري، فؤاد شهاب وشارل حلو. انزلق في صراع الأحلاف الدولية في عهد كميل شمعون. الرؤساء في الحرب الأهلية وما بعدها استظلوا الحماية الخارجية أو أرغموا عليها. خلال وجود الجيش السوري تحول إلى صراع بين الممانعة وخصومها وظل مضبوطاً تحت سقف الوصاية. بعده، بدا ظاهرياً كأنه عاد إلى إطاره المحلي، كأنه تحرر بعد أن كان مكبوتاً، فاستقل لكن على حساب استقلال الوطن.
خلال عام الفراغ الرئاسي صار مكشوفاً على الملأ، وزادته حرب غزة انكشافاً. تتوزع الأدوار في خطاب الممانعة، وتُفتح المعارك على كل الجبهات. جبهة لإدانة الولايات المتحدة الأميركية التي كان إسمها الإمبريالية، باللغة اليسارية، وصار الشيطان الأكبر باللغة الخمينية، والتي تبنّت المشروع الصهيوني لتدافع عنه وتستند إليه. وثانية توزع الشتائم على من ينحاز إلى الصهيونية ويوفر تغطية لجرائمها، ولا سيما دول الغرب الأوروبي. ثالثة للعتب على حليفي الماضي، الصين الماوية وروسيا السوفياتية.
الجبهة الرابعة لم تقصر في ذم المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج إلى أن جاءت حرب غزة فشملت اللائحة الاتهامية كل الأنظمة العربية على تواطؤها مع العدو ووقوفها موقف المتفرج حيال المواجهة بين المقاومة وإسرائيل. الخامسة تقدم شهادات "فقر حال" عن نظام سوري انتقل من عز استبدادي إلى فاقة في عروبة لم تعد نابضة. السادسة لتخوين كل لبناني لا يعترف بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.
حرب غزة فضحت هذا الخطاب المتهالك. كأنما تفاجأت حماس وكذلك مناصروها، بوحشية العدو، فراح الإعلام الممانع يعبر عن استفظاعه مجازر الصهيونية، ويتسول التضامن والتأييد برفعه صور الدمار وأشلاء الضحايا. فهل درت حماس أم رمت نفسها في التهلكة من غير أن تدري؟ أم أحسنت الظن بردة فعل العدو؟ إن "حسن الظن من سوء الفطن". وإذا كانت الممانعة قد تفاجأت بمواقف الغرب الأوروبي فلأنها غارقة في جهل سحيق لمنظومة القيم التي بشرت بها دول الحضارة الغربية ونشرتها سابقاً عن طريق الاستعمار وبعدها في الاستثمارات والاقتصاد الحر.
في لبنان بدأ خطاب الممانعة قوياً بعد التحرير ثم راحت تنكشف عيوبه حين تقلبت ذرائع السلاح من مزارع شبعا حتى السلاح لحماية السلاح، إلى أن جاءت فضيحة ترسيم الحدود البحرية، ثم زادت حرب غزة طين العيوب بلة حين تخلت إيران وحلفاؤها عن وحدة الساحات وعجزت المقاومة عن حماية الحدود وفرّطت بوعدها بضمانة العيش الهانئ والهادئ لأهل الجنوب واكتفت بتنظيم اللوائح للتعويض عن الخسائر، ولا من يعوض هذه المرة.
غير أن خطاب الممانعة ربح في الداخل اللبناني عندما نجح في جر خصومه إلى الساحة التي اختارها للسجال، فأرجأ الكلام عن الدولة وأنقذ مسؤوليه من تهمة الخيانة العظمى حين جعل انتهاك الدستور أمراً مستساغاً وجزءاً من تقاليد الجمهورية، ودفع إلى أولويات النقاش قضايا ثانوية وسخر من السيادة والسياديين استناداً إلى فهم مغلوط للمصطلحات المتعلقة بالوطن والدولة والدستور والسيادة.
هزئت قوى الممانعة من الديمقراطية وتصرفت بالتشبيح السياسي والعسكري من موقع المنتصر، مع أنها لم تحظ بالأغلبية في الانتخابات النيابية مرتين متتاليتين. غير أن خصومها لاقوها في منتصف الطريق بافتتاح أكثر عهود الجمهورية اللبنانية سوءاً. وفي اختتامه عجزوا عن توحيد صفوفهم في تشكيل لوائح الانتخابات التشريعية وفي تشكيل أطر التعاون بين كتلهم النيابية التي لم تكن كتلة التغيير نموذجها الوحيد.
حين تكون الأبواب مخلعة لا يلام السارق.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاش مع منهج تفكير الممانعة
- خارطة طريق إلى الحل في غزة
- إذا انطفأت في غزة هل ستندلع في لبنان؟
- هل ننتصر بالسلاح الغيبي
- حماس كاميكاز الثورة*
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لبنان