أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - هل ننتصر بالسلاح الغيبي














المزيد.....

هل ننتصر بالسلاح الغيبي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العنوان لا يعني الطير الأبابيل ولا حجارة السجيل ولا العدة ورباط الخيل، تلك آيات موجهة للمؤمنين في معارك التبشير الديني الذي فات أوانه؛ بل يعني انتهاك قوانين العلم بفكر غيبي مثلما ينتهك الحكام الدساتير بسياساتهم . هنا تحل الفوضى في المجتمعات وهناك في العقول.
تتوسل العقول الكسولة النصوص المقدسة لتحتمي بها ولتخفي جهلها بقوانين العلم، فتحيل تفسير الوقائع والأحداث إلى السنن الإلهية التي "سنّت" قوانين الكون. العقل المستنير قرأ هذه السنن وفهم منها أنه مدعو إلى اكتشاف تلك القوانين لا إلى الركون إلى ظاهر النصوص التي "لا يعلم تأويلها إلا الله".
منظمة حماس، كما حزب الله من قبلها، حرمت الجيش الإسرائيلي من مألوف انتصاراته على الجيوش العربية. الفكر الغيبي لا يفسر هذا الإنجاز العسكري بقانون السببية. أحد المعممين فسره لا بابتكار سلاح الكمائن المخفية تحت الأرض بل بالمهدي الذي يدير العمليات من غيبته الكبرى تحضيراً لعودته.
المتحمسون اللبنانيون رأوا أن العامل الأساس في التوصل إلى هدنة إنسانية في حرب غزة ليس التضحيات الكبرى التي بذلها الشعب الفلسطيني بمقدار ما هو نتيجة لمشاغلة حزب الله الجيش الإسرائيلي ضمن قواعد الاشتباك على جبهة لبنان. أشباه له رأوا أن الشجرة التي ارتوت بدماء أحد الشهداء في بنت جبيل أزهرت في السماء أسماء الأئمة. هل من المعقول أن تستعاد بعد قرون المساجلة بين النقل والعقل أو بين تهافت الفلسفة وتهافت التهافت؟
قد يكون "العاقل" بعلمه عاجزاً عن صنع بطولة كالتي يصنعها متحمس بتفكيره الغيبي. لكن، لا يضير القضية إذا ما حقق الشعب انتصاراً بالحماسة ولو مبنية على جهل. منحى توظيف النصر هو ما يضيرها. أفغانستان نموذج صارخ. شد التاريخ إلى الوراء، تكفير الحضارة والعلم والتقدم وإعادة البلاد إلى عصور التخلف. لا مدارس ولا شاشات، النساء سجينات داخل جدران البيوت، فيما، على الضفة الأخرى، البشرية كلها مشغولة باكتشاف المجاهل وسنن الكون، وبحماية نفسها من مخاطر الذكاء الاصطناعي.
يضيرها أيضاً أن يفضي نكوص الفكر إلى نكوص إضافي يستعاد به المنهج الأسطوري لتفسير وقائع الماضي ويستعان بالمنجمين لرسم معالم المستقبل. التقهقر من السببية إلى علم الغيب إلى منهج التفسير الأسطوري مسار تراجعي خطير في التفكير، فيما تتضاعف سرعة تقدم العقل البشري بصورة قياسية، ما يجعل النكوص ممراً حتمياً للخروج من التاريخ، بحسب تعبير المفكر المصري فوزي منصور.
الفكر الغيبي ليس الدين بل تفسير الدين. ليس النص المقدس بل فهم النص المقدس. ليس الإيمان، وهو حاجة لطمأنينة الإنسان النفسية، بل هو العقل المستقيل، بحسب تعبير الفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري.
الفكر الغيبي يتفادى النقد، وفي غيابه تتراكم الهزائم وتتوالى. لم تتعلم الأمة من أخطائها، وما زال كل فريق فيها يخوّن الآخر. تخوين الأنظمة معزوفة تتكرر منذ النكبة الأولى حتى نكبة غزة. إدانة الدعم للدولة الصهيونية معزوفة ثانية. الثالثة، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .
من سؤال شكيب إرسلان، لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون، ما زالت الأمة تردد الإجابات ذاتها على السؤال عن أسباب التخلف. تعفي نفسها من المسؤولية وتحيلها على الغرب، مع أن تخلف الأمة بدأ منذ هولاكو وتيمورلنك وإحراق مكتبات بغداد، أي قبل أن يأتي الغرب إلينا بألف عام.
من المؤكد أن الغرب كما الشرق يسعى كل وراء مصالحه. أما أوطاننا فمنكوبة بالاستبداد، استبداد الأنظمة والأحزاب واستبداد العقول. استبداد المهزوم، فكيف إذا انتصر؟!



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس كاميكاز الثورة*
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل


المزيد.....




- -تنكر الجاني في زي عامل توصيل-.. كاميرا ترصد لحظة مقتل مؤثرة ...
- غزة تتضوّر جوعا: هل ينجح مخطط الترانسفير؟
- سفن مجموعة البحث عن الغواصات في الأسطول الشمالي الروسي تنفذ ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على رفع كل العقوبات المفروضة على سوري ...
- فرنسا تبني سجنًا شديد الحراسة في الأمازون لاحتجاز أخطر تجار ...
- روسيا تفرج عن ناقلة نفط يونانية احتجزتها في بحر البلطيق
- إعلام إسرائيلي يحذر من حصول مصر على صاروخ صيني استخدمته باكس ...
- مراسلنا: أهالي بلدة شقرا جنوب لبنان يعترضون دورية اليونيفيل ...
- الأمن الروسي يحبط تهريب 2 طن من الكوكايين إلى أوروبا
- الصحة بغزة: مقتل 73 فلسطينيا في غارات إسرائيلية منذ فجر اليو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - هل ننتصر بالسلاح الغيبي