أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد علي مقلد - ضحايا أم تضحيات؟














المزيد.....

ضحايا أم تضحيات؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 11:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


ضحايا أم تضحيات؟
المهم أن القيادة بخير

أحد عشر بنداً عن "مكاسب" الطوفان، تحولت إلى مواضيع سجالية في حسابات الربح والخسارة في معركة غزة وملحقاتها. غير أن جردة الحسابات تلك لا يضعها المنخرطون في الحرب وحدهم، بل تشارك في وضعها شعوب وحكومات ووسائل إعلام، بمظاهرات وبيانات وقرارات وبمقالات تحليلية ونقدية، فضلاً عن ردود الفعل في العواصم وعن أوجاع المجازر والإبادة في فلسطين.
هناك إجماع على أن طوفان الأقصى أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، لكن المسؤولية عن وضعها طي النسيان أكثر من عقدين من الزمن يتقاذفها أهل القضية. إسرائيل ليست وحدها من أطاح باتفاق أوسلو، ساعدها في ذلك من رمى الموقعين عليه بتهمة الخيانة.
الأصولية اليهودية اغتالت إسحق رابين عقاباً له على سعيه لتوقيع اتفاقية سلام، لكن أصولية النظام السوري لم تكن بريئة هي الأخرى من تهمة الإطاحة بالتسوية. قبلها كانت إطاحةٌ بمشروع التقسيم ثم اعتراضٌ على اعتبار منظمة التحرير ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني، وأخيراً رفضٌ للتطبيع. أيحسب من بين المكاسب التراشق بالتخوين، وشق الصفوف، واستثناء حماس من التضامن العالمي بدل مكافأتها، والإجماع العربي والإسلامي على نصرة الشعب والقضية من دونها؟
إذا كان الطوفان قد شكّل "ضربة قاسية للتطبيع"؟ فإن إعادة التأكيد على حل الدولتين في القمة العربية الإسلامية في السعودية يمنحه الشرعية ويدين رافضيه من الجانبين؟ أليست الدعوة إلى وحدة الموقف الفلسطيني حول منظمة التحرير تنديداً بمن وقف ضد الوحدة وعمل على تدميرها؟ والرافضون سافرو الوجوه لم يتخفوا عند التصويت على قرارات المؤتمر.
الشيخ محمد مهدي شمس الدين دعا في كتابه عن التطبيع إلى "المصالحة مع الأنظمة كائناً من كانت"، لا تأييداً لسياساتها التطبيعية، بل لأنه ميز بين "ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة" وأراد تجنيب بلدان الأمة العربية خطر انقسامات عصفت ببعضها من بينها فلسطين وأدت إلى حروب أهلية من المحيط إلى الخليج.
طوفان الأقصى أثبت أن الذهاب إلى "أقاصي العنف" (العبارة لسمير فرنجية)، ليس السبيل إلى الحل، وأن أسلوب ياسر عرفات في معارك"عض الأصابع" هو الأفضل، ولاسيما أن إسرائيل أقدر على الوصول إلى تلك الأقاصي، وأن النضال التدميري يدمر أصحابه أيضاً، وأن حرب إلغاء الآخر والقضاء عليه هي في متناول الأقوى. المعنى ذاته في الدعوة إلى إزالة حماس أو إلى إزالة إسرائيل من الوجود ولو بعد حين.
زوال دولة إسرائيل العنصرية أمر حتمي على المدى البعيد، لكن ليس بتدميرها أو بالقضاء عليها. الفارق بين الأسلوبين هو الفارق بين معنى المصطلح الماركسي"اضمحلال"الدولة، وتأويله المبتذل الثوروي "القضاء"عليها. إن نضال الشعب الفلسطيني سيؤدي في نهاية المطاف إلى اضمحلال المشروع الصهيوني عبر تحولات بطيئة ومتعاقبة تفضي إلى إقامة كيان سياسي يلفظ التطرف بجميع أشكاله ويحتضن التنوع والتعدد تحت خيمة الديمقراطية.
حسابات النصر والهزيمة في حروب الجيوش سهلة. أما في الحروب الأنصارية، يقول هنري كيسنغر، فإن العصابات تنتصر إذا لم تخسر، ويخسر الجيش التقليدي إذا لم ينتصر". هذه هي حال المواجهات في غزة. المضي إلى أبعد من هذا التوصيف الدقيق، كالقول بفشل سلاح الجو الإسرائيلي وسقوط التفوق الإستخباري وتهاوي الردع الأميركي فهو مما يذر رماد الأوهام في العيون والعقول، ويقنع المتحمسين بأن عدم استسلام القيادة واستمرارها بإصدار الأوامر هو وحده معيار النصر.
الشهداء ليسوا هم من يضع جردة الأرباح والخسائر. هم يرحلون مؤمنين بأن جزاءهم انتصار القضية أو جنة في الآخرة. فهل ستحتسب الإبادة والمجازر أثماناً لمكاسب مؤجلة إلى حين؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟
- -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟
- شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
- -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)
- -حماس- واللحظة القومية(1)
- بعد اليسارية والقومية ما مصير أحزاب الإسلام السياسي؟
- ألا تكفي فضائح التيار ؟ ماذا ينتظر الثنائي؟
- من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لب ...
- نقاش مع منهج تفكير الممانعة
- خارطة طريق إلى الحل في غزة
- إذا انطفأت في غزة هل ستندلع في لبنان؟
- هل ننتصر بالسلاح الغيبي
- حماس كاميكاز الثورة*
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟


المزيد.....




- بالصور.. الحكومة السورية المؤقتة تسلّم أمريكيا كان مسجونا بأ ...
- -الحمار رحل-.. صور خالدة لسوريين بالشوارع احتفالا بسقوط بشار ...
- فنزويلا.. مصرع 8 أشخاص بينهم 7 أطفال بانفجار أسطوانة غاز في ...
- تايلاند.. مقتل 4 أشخاص بتفجير في حفل خيري
- نقل نانسي بيلوسي إلى المستشفى بعد تعرضها للإصابة
- -أكسيوس-: مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط زار السعودية واجتمع ...
- قوات العمليات العسكرية تدخل سد تشرين ودعوات لحمايته
- فيدان: أقنعنا روسيا وإيران بعدم مساعدة الأسد قبل سقوطه
- قرب حمص بسوريا.. فيديو حللته CNN يكشف تحركات جنود ومعدات روس ...
- اختلاف رواية سقوط بشار الأسد بين بايدن ونتنياهو.. محلل يوضح ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد علي مقلد - ضحايا أم تضحيات؟