أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الله خطوري - والذئابُ تَعْوي في وِجَاِرهَا السَّحيق














المزيد.....

والذئابُ تَعْوي في وِجَاِرهَا السَّحيق


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 19:06
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يخرجُ أطفالُ من فوهات بنادق العُتاه.يَمرقون رصاصا عاتيا يقطعُ فطائرَ السحاب، يقتاتون منها ثم يهجمون..تظهر يد عملاقة.تضغطُ الزناد..بوووم..!!..تثقب الرصاصةُ الغشاءَ تأخذ طريقها بسرعة البروق اتجاه مكان آخر خارج القحف.سلطوا على الوجوه الأضواءَ الكاشفةَ مارسوا طقوسَهم.."روم كونياك"..من خارج الحدود..تُنْسَفُ آلرؤوسُ. تُكْسَرُ آلرقَابُ على مشارف آلأعتاب تُفَتّتُ آلعظامُ و...ليتَه، قبل يخرج الأطفال من فوهات بنادق الطغاه _تمنى _ مازال في الشارع يقنصُ الذُّباب(١)، غير أن آلأيادي مرفوعة كانت فوق الهامات ضلت تائهة والقيم مُعَلَّقَةٌ في شرفات طرقات مُشْرَعة على فراغ يُطوق فراغا ألف طفل تُنَشَّرُ أبدانهمُ الكسيفة في المدارج السحيقة تقتاتهم المزابلُ القميئة ...
في ذاك الصباح الذي لم تشرق فيه الشمس، اصطادوه في غفلة عن أخ له كان يحرص على رعايته بعد مقتل الوالد الكبير.استدرجوه بنصف قطعة شكولاطة تشبه أحلاما معلبه.وبسرعة الأقدار حاصروه سلطوا الأضواءَ والأسلاك.وضعوا البدنَ الصغيرَ على منصة التشريح طفقوا يقطعون يُشَرِّحُونَ يُجَرِّبون..الزنابيرُ كانت زرقاء والذئاب تعوي في وِجَاِرهَا السحيق هناك خلف الغابات في الجبال الشاهقة..أما العصافيرُ آلضامرة فآستسلمتْ للعزاء بعد أن فقدتْ السماءُ زرقتَها الصافية وطفقت الحياةُ تأكلُ الحياه.. استعملوا مبضعا لشق قشرة جلدة المُخَيْخِ..رخوة كانت مسامه آلعجفاء.عيناه كدهشة ميلاد مفتوحتان لا تنبسان.تتابعان ما يجري دون تدركا أي عالم تعيش فيه على وجل تموت..خرقوا الأحشاء..طفقوا يعزفون ترانيم الهلاك الأخير يضحكون. انتشلوا خفقة الأعضاء.وضعوا الرغبة في أوعية التحفيظ..ثم تركوا كل شيء وراءهم لصدفة الفراغ..ليَعُودَ الجسدُ الصغيرُ الى شوارع المدينة جثة خرجَتْ على وجل من فوهة بنادق الجُنَاه ...

_إحالات:
١_يُنظر الى قصيدة:(جحيم بارد)للشاعر اللبناني(خليل حاوي)من ديوان(نهر الرماد):
ليتَني مازلتُ في الشارع أصطادُ الذُّبابْ
أنا والأعمى المُغَنِّي والكِلابْ
وطَوافي بزوايا الليلِ,
بالحاناتِ مِن بابٍ لِبابْ
أتَصدَّى لذئاب الدربِ..!
ماذا ؟ ليتَني ما زِلتُ دربًا للذئابْ
وعلى حشرجة الأنقاض في صدري,
على الكَهْف الخَرابْ
يلهثُ الوغدُ بحمَّى رئتَيهِ
بدعابات السكارى, بالسِّبابْ
أنا والدربُ نعاني الليل وَطْئًا وسِبابْ
ليتَه ما لَمَّني من وحلة الشارعِ
ما عوَّدني دفءَ البيوتْ
ويدًا تمسحُ عاري وشحوبي
ليت ما سلَّفَني ثوبًا وقوتْ..
وَنَعِمْنا بعضَ ليْلاتٍ.. تَلاها:
هذيانٌ, سأَمٌ, رعْبٌ, سكوتْ
اَلرؤى السوداءُ, ربِّي, صَرَعتْهُ
خَلَّفَتْهُ باردًا مرًّا مقيتْ
ليت هذا البارِدَ المشلولَ
يحيا أو يموتْ
رثَّ فيه حسُّه,
أعصابُه انحلَّت شِباكًا
مِن خيوط العنكبوتْ
شاعَ في البيت مُناخُ القبرِ: دلفٌ,
عَتْمةٌ, ريحٌ حبيسٌ, وسكوتْ
بِرْكةٌ سوداءُ يطفو في أَساها
وَجْهُه المُرُّ الترابيُّ الصَّموتْ,
ليْتَ هذا البارِدَ المشلولَ
يَحْيَا أو يموتْ
ليته!
يا ليت ما سلَّفني دفْءًا وقوتْ



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللحظة آلأخيرة
- بَنْجِي يَشُمُّ رَائِحَةَ آلْمَوْتِ
- لا، يا أنتَ..تلكَ غُرْبتي أنا..
- في عُمق آلجحيم، انبَجَسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ..رأيتُها..
- هَاااا الْعَاااارْ خُو نَكَّاااارْ
- غَيْبُوبَة
- مِيفِيسْتُوفِيليسْ
- فُقَاعَة
- رَيْثَمَا
- وعلى آلمتضرر آلبحث عن مُسببات ضرره
- وِرْدُ آلْحَيَاةِ
- وَآلْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ
- حَلَازِينُ
- نَسِيَ آلطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طينٌ
- أَضْغَاثُ آلْخَيَال
- لَا يَهُمُّ بَعْدَ ذَلِكَ أَيُّ شَيْء
- لَقَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ آلْجَنَّة
- اُذْكُرُونِي كَبِدَايَة
- تجَاعيدُ آلقِفار
- تَاقَنْسُوسْتْ نَتْمَازِيغْتْ


المزيد.....




- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الله خطوري - والذئابُ تَعْوي في وِجَاِرهَا السَّحيق