أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَآلْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ















المزيد.....

وَآلْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


يُحكى أن..جنديا يبانيا،آسمه(هيرو أونودا)، ظل يواصل القتال، في حرب الدول مع بعضها البعض المسماة في تاريخهم بعالمية ثانية، استمر يقاتل حتى بعد آنتهائها بثلاثين عاما ظانا أن الحرب مازالت مستمرة، رغم كثرة آلمناشير التي كانت تُلقى على أمكنة وجوده بأدغال الفيليبين.لقد لعب آنعدام توفره على وسائل التواصل دورا في ما وقع، فالعهد بينه وبين بلاده وقيادته آلعليا أن العدو آستطاع الانتصار والتوغل في الأنحاء وتطويق المنطقة التي يتواجد بها، لذلك لم يثق البتة في جميع المحاولات التي سعت طيلة أجيال لاستمالته وثنيه عن موقفه العنيد، معتبرا ما يحدث من حوله حيل مناورات حربية ضد تواجده الدفاعي الوحيد الأخير بعد أن آستطاعوا الفتك بمجموعته كلها، فجعل يخوض بمفرده آشتباكاتِ كَر وفر عديدة مهاجما من يدنو منه ومَن يعرقل طريقه، ومدافعا عن إيمانه عن معتقده برمزيته اليبانية التي يحملها في دمائه وفي زيه العسكري"المقدس"..الكل أمسى، طيلة تلك اللحظات التي قضاها في غيابات الأجمات، عدوا في نظره، والامبراطورية اليبانية التي يحارب من أجل مجدها مازالت قائمة، وواجبه العسكري يفرض عليه آلاستمرار في طاعة الأوامر التي أعطيت له منذ سنييين خلتْ دون أن يدرك في لحظة ما متغيرات العالم وما يروج فيه من تحولات..استمر الوضع كذلك الى عام 1974 ليكتشف المحارب الشقي الوهم الذي كان تعيشه كينونته كلها دون أن يشك لحظة، طيلة ثلاثين سنة ونيف، أنه الأوحد الذي يملك الصواب، هو وحده من عاش الحقيقة ومازال يحيا فيها، وبقية الباقية كلهم أعداء يرومون سلبه واقعه وزجه في السجون وإلحاق الهزيمة به وقتله...
مثل هذه المفارقات، يمكن ملاحظتها بفروق وآختلافات قليلة أو كثيرة في كثير من أحوال معيشنا وعلائقنا بذواتنا والآخرين، وبما نخاله مقدسا أو مِلكا خاصا بنا لكثرة مداومتنا الاعتقاد بأحقيتنا فيه دون أن نعي أو ندرك أو نلاحظ متغيرات الحياة السريعة من حولنا المتقلبة العميقة بأشكال مذهلة متطرفة تخلب ألباب وحلوم الذين يعيشونها ومَن هم في مهامها غاطسين في تفاصيلها، فما قولنا في مَن يَضل(بضاد لا بظاء)في كهوف أمخاخ الغابرين مُددا مديدة حتى إذا كُشف عنه حجاب التغير أو كشفه لنفسه بقدرة قادر(نتمنى ذلك!!)فما تراه يبصر ويرى، ماذا سيلاحظ، ماذا سيجد، بعد أن يخرج من كهفه آلمعتم، وسرعة ضوء متغيرات الحياة وتقلباتها تخطف الأبصار قبل القلوب..مثل هذه المعايشات الملتبسة مازالت مستمرة (للأسف)لدى الكثير من شعوب مناطقنا المتخلفة المطوقة بحصار إعلامي محلي متوارث منذ عقود، يُلَقَّنُ يُدَرَّسُ يُعطى للأجيال المتلاحقة المعطيات المغلوطة كحقائق مطلقة قارة ثابتة لا يأتيها الباطل من أي جانب..نحن نواة العالم_كذلك يرى مواطنو مثل هذه الاستهلاكات أنفسهم_ نحن المقدسون العظماء ذَوُو البأس والجأش والكبرياء والأنفة وغيرنا تفاصيل أنام لا قيمة لهم دون وجودنا في حياتهم، ولأجل ذلك، فمعيشنا اليومي تحت أنظار أغيار حاقدين حاسدين طامعين يسعون سعيهم الحثيث من أجل زحزحتنا عن مكانتنا وبحبوحتنا وتقدمنا وجبروتنا المتوارث أبا عن جد..نلاحظ هذا النزوع المهيض الجناح لدى سياسات الكثير من الدول التي تلعب بعناد دور نعامة تغرق رأسها في رمال صحراء شاسعة الأطراف في زمن أضحى العالم قرية صغيرة لا مجال فيها لحجب خبر أو معلومة أو ممارسة مهام الأخ الأكبر في تجمعات أوشينيا الأورويلية(١)التي تحولت الى ركام حيوات كامدة تمارس حب القيادة عوض حب الوطن، وتدمن كراهية الآخرين كيفما كانوا عوض التسامح والتعايش وإياه(٢)..
مثل ذلك، نلمحه حتى في المجتمعات الصغيرة في بلداتنا المحلية بين كثيرين من الأهالي ظلوا في قرانا وأريافنا قاصري الرؤية(جميع قرى الأعالي وغير الأعالي للأسف)واستمروا محدودين في تصورهم لعوالمهم والعوالم التي تحيطهم، مرابطين ظلوا يستغلون خيرات الأرض الموروثة عن الأسلاف والاستفادة من غلاتها ومنتوجها وقطافها وحصادها ودُورها وأتربتها لسنوات عديدة نتيجة ظروف أصحابها الذين تركوها في امكنتها المعهودة دون توثيق أو تسجيل أو تحفيظ أو ما شابه، فرَبَّى _كما يقول لساننا الدارج_هؤلاء المرابطون أمامها وقربها أكبادهم عليها معتبرين أملاك الأغيار ومستحقاتهم ملكا خاصا مشاعا لهم لا حَقَ لذوي الحقوق فيها ولو كانوا من الاقارب أصحاب البلاد أبا عن جد، الأحياء منهم أو الأموات، النساء والرجال وسلالاتهم التي ولدوها من بعدهم..لا حق لأحد غيرهم في آستثمارها والاستفادة منها.. يستمر الوضع كذلك في جو تسوده ثقافة صمت الجماعة وتواطؤ الأفراد وأعراف دع الامور تسير كما هي وللي حَطْ يَدو على شي حاجة أو سَطا عليها راها ديالو، وقانون غاب الطبيعة لا يؤمن بالفراغ ودعاوى رتق الشمل والحفاظ على وحدة أهل البلدة والتشدق بأن مثل هذه المقاربات الشاذة ما هي الا صَرعات نزق طَمع الدنيا وليست مبادئ عامة وهلم جرا من الانحرافات التي نتعايش واياها بصبر وأناة على أمل أن تتكفل الأيام بحل ما علق من مشاكل جراءها،وفي انتظار ذلك، لابأس من رفع شعار اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، والقناعة كنز لا يفنى، وما يملأ جوف آبن آدم غير التراب، والله يحشرنا مع الجواد ووو...فيعتقد، والحال هذه، ومع استمرار مثل ذا الوضع النشاز غير القانوني، يخال الواهمون من أمثال سَامُورايِنا اليباني بأنهم فعلا أسياد الجبال سَرَاة السفوح أشراف الوهاد أباطرة البطاح علماء العالم ورثة الغابرين ملوك الأمكنة كلها وليس أتربة بعينها..يقع هذا النزوع المريض على مستوى الأفراد والجماعات والبلدات والدول المتجاورة التي مازالت ترزح تحت سطوة وطأة النزاعات على الحدود شرقا وغربا لا فرق بين بويبلان وآيت وراين والريف والبرانص والتسول وغياتا(٣)والفليبين واليبان وبلدان الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا..
لقد ظل الكثير من المعاندين عَازْيين(٤)في جبالنا لم يسلموا سلاح المقاومة فتغيرت صفتهم من متمردين الى قطاع طرق سُرَّاقا في نظر السلطة وغير السلطة، وكثيير من أفراد ومجموعات جيش التحرير الذين رفضوا تسليم أسلحتهم تمنعوا في قلاعهم التي وثقوا بها في قلوبهم ورؤوسهم، فواجههم أصدقاء الأمس بالسلاح نفسه المشترك بينهم، فمنهم من صُفي ومنهم من زُج به في غيابات السجون ومنهم من غبرولو الشقف وتاريخ مناطقنا فيه وفيه.. مشكلة الدناصير في أزمنتها الغابرة أنها لم تستطع التكيف ومعطيات الكون الجديدة، فآنقرضت لتُسَلم مرغمة مشعل الاستمرار لأضعف كينونات ذاك العصر.. شراغيف التيتاغ..وقُل مثل ذلك على عهود السيبا في بلاد مغرب القرن للتاسع عشر ما قبل دخول الاستعمار..الشيء الذي عجل بتدخل الأجانب من فرنسيين وإسبان وعملاء الداخل من أجل وضع حد لطموحات كينونات تسلطية ضيق المجال(الجيلالي اليوسفي الزرهوني شرقا، والريسوني شمالا...)، لتودي الحملات الغازية الهوجاء الأوروبية بالجانب المضيء من هذه الطموحات المغربية المشروعة التي بنت مشروعها على مبادئ مشروعة كما هو الحال مع "عبدالكريم الخطابي الريفي، وموحى وحمو الزياني الأطلسي، وموحند اوحَمو الورايني، وماء العينين الصحراوي، وعسو أوبسلام العطاوي آيتْ عَطَّا..".. والحديث ذو شجون...

☆هوامش:
١_الأورويلية:نسبة الى جورج أورويل مؤلف رواية(١٩٨٤)
٢_مما جاء في هذا الموضوع، نقرأ:"مشى ونستون باتّجاه السلالم للصعود، فالمصعد نادرا ما كان يعمل، إمّا بسبب عطل وإمّا لانقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات النهار، انسجاما مع خطّة توفير الطّاقة استعدادا لفعاليات أسبوع الكراهية)..(وعند كلّ منعطف من منعطفات السلّم السبعة، وعند كلّ محطّة من محطّات المصعد وبمواجهة الباب، كانت تنتصب صورة الوجه الضخم لتحدّقَ في وجه كلّ قادم..على نحو يجعل المرء يعتقد أنّ العينين تلاحقانه أينما تحرّك.وكان يوجد أسفل تلك الصورة عبارة بارزة تقول:الأخ الكبير يراقبك...) الرواية، الصفحة السابعة والثامنة...
٣_قبائل متجاورة في الأطلس المتوسط المغربي
٤_العازي:تحريف لساني لكلمة(العاصي والعصي)لها مدلول ايجابي وسلبي حسب السياق الذي تستعمل فيه، فهي تارة تدل على المناضل المجاهد ضد الأطماع وتارة المثير للبلابل والمشاكل



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَلَازِينُ
- نَسِيَ آلطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طينٌ
- أَضْغَاثُ آلْخَيَال
- لَا يَهُمُّ بَعْدَ ذَلِكَ أَيُّ شَيْء
- لَقَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ آلْجَنَّة
- اُذْكُرُونِي كَبِدَايَة
- تجَاعيدُ آلقِفار
- تَاقَنْسُوسْتْ نَتْمَازِيغْتْ
- بُقَعٌ زَرْقَاءُ تَالِفَة
- تَاشُورْتْ
- قَارِعَة
- دْوَايْرْ الزمان
- ثُمَّ آخْتَفَى كُلُّ شَيْءٍ فِي خَيْرٍ وَسَلَام...
- غُرْفَةُ بِيتِيزْ
- Supernova
- تَمَهَّلِي
- برقية
- أتَعَثَّرُ أسْقطُ أنهضُ أكْمِلُ آلمَسير
- رَمَادُ آلْهَفَوَاتِ
- فُوَّهَةُ آلْمُحَال


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَآلْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ