أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - لوحة في ذاكرة الزمن














المزيد.....

لوحة في ذاكرة الزمن


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7479 - 2023 / 1 / 1 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


سألتني نفسي .. لماذا تكتب لها وهي رحلت عن حياتك منذ عقود من الزمن .. ؟ قلت لها .. الاحظتي يوما ناقدا فنيا يمعن في مشاهدة لوحة في معرض للصور ليسبر غور تفاصيلها الصغيرة فيفسر معانيها .ويكشف اللغز الذي وضعه الفنان فيها كي يتوصل الى استنتاجات نقدية لمقالته ؟ . قالت لي نفسي .. نعم وهذا ديدن كل ناقد ولاجديد في ذلك .. قلت لها .. هي لوحة رسمت في ذاكرتي وبقيت في متحف حياتي الى يومنا هذا .. وقد تظل الى مماتي .. كل يوم اكتشف قصة جديدة فيها . حين امعن في تفاصيلها . ثم اضفت بعد صمت وانا امعن النظر في لوحتي الخيالية .. اتعرفين ان هذه اللوحة تلهمني الكلام والكتابة كلما انظر اليها وافكر فيها .. فهي ليست مجرد لوحة اصطبغت بألوان فحسب .. انها لغزا محيرا. يحمل في طياته الكثير من القصص والحكايات .. فقد رسمها فنان بارع اجاد تصوير المعاني .. تصوري انها تشكل جميع المدارس الفنية قديمها وحديثها .. جمعها الفنان ببراعة وجعل في اللوحة الغازا محيرة . وقصص طويلة في رسائل مشفرة . . ضحكت نفسي من كلامي هذا .. فقالت .. قد بدأت تفلسف الامور وتعطيها اكبر من حجمها وطاقتها .. قلت لها وانا اشير الى اللوحة .. انظري الى عيني المرأة في فضاء اللوحة تحمل في نظرتها الاف المعاني .. ثم اضفت على كلامي لكي ازيد من انتباهها .. ان العينين تنظران الى شيء،خارج اللوحة وكأنها تنظر اليك .. ولاحظي .. هنالك دمعة خفية ندية لها لمعة شفافة كضوء شارد تكتشفينها في مقلتيها كلما امعنتي في الملاحظة .. وانظري الى اليدين مبسطوتين الى الامام وكأنها تدعوك اليها .. ثم استطردت في الكلام .. اما فستان المرأة الموشح باللون الاسود اراد الفنان بذلك وكأنه جعل جزءا من جسدها وملاصق بشكل مبالغ فيه منح الفستان دلالة فنية رمزية يعبر عن سنين طوال من الحزن الدائم والملاصق لشخصيتها .. وهناك كتاب وكأنه ديوان شعر لاحد الشعراء في حضنها . يشير الى ان المرأة تهوى الشعر ونظمه .. وهو دلالة على مشاعر المرأة وتوجهاتها في الحياة من ثقافة وعلم .. قلت لها - مخاطبا نفسي - اتريدين الغاز اخرى عن اللوحة ؟.. فقالت لقد بدأت افهم ما تأمله في تأملك الكبير في اللوحة .. ثم استدركت سؤالي وقالت اشتقت كثيرا لتفاسير اخرى رغم غموضها ومقدار التيه فيها الا انها تضفي متعة حسية وفكرية ... قلت انظري جيدا الى تلك الكرة الزجاجية بجانب المرأة وماتحويه .. فهي ليست كرة زجاجية عادية .. فيها سمكتين تسبحان وكأن الفنان اراد ان يقول ان هاتين السمكتين كأنهن شخصين يسبحان في عالم غير عالمنا .. عالم بكرة زجاجية التي تعبر عن غلاف عازل لمشاعرهم عن هذا العالم القاسي .. رغم شفافية الكرة الزجاجية لدرجة تجعل كل من يشاهدهم يكتشف مقدار علاقتهم الشفافة والواضحة والبريئة .. تابعت في كلامي .. انظري الى فضاء اللوحة العلوي ستجدين شبح رجل في سماء اللوحة .. شبح اختفت معظم ملامحه ومعالمه فلم يبق الا الشيء القليل من ملامح وجهه .. ونظرة حزن في عينيه تعبر عن فقدان شيء عزيز عليه .. ملامح هذا الرجل ووجوده في خلفية اللوحة يعبر عن ماض لتلك المرأة يبدو انه حبها الاول . فقالت نفسي .. انها حكاية كبيرة .. قلت .. نعم حكاية تحمل الف معنى .. ولكن الغاز اللوحة لم تنه عند هذا الحد .. انظري لتلك الاشجار في افق اللوحة كلها يابسة وميتة الا شجرة واحدة تحمل شيئا من الحياة .. يعبر فيها الفنان عن ايامها الماضية التي ماتت وظلت الشجرة الخضراء التي تحتضر على امل العودة في المستقبل .. عودة المحب لمحبوبته يعني حضور جديد له في حياتها لن يدوم ولهذا الشجرة نصف يابسة وقد تموت .. يعني نهاية العلاقة في نهاية المطاف لان لا امل في ذلك . والدليل ان صورة الرجل شبحية غير مكتملة المعالم . وتتلاشى بمرور الوقت .. يبدو ان الفنان يريد ان يؤكد على نهاية الماضي لتلك المرأة فهي تنظر للامام حيث المستقبل . رغم تلك الامور التي ذكرتها .. قالت لي نفسي .. لماذا تحتفظ باللوحة ؟.. قلت لها لا اريد ان اتركها بتلك السرعة فهي لابد ان يأتي يوم وتختفي معالمها من ذاكرتي لان الفنان رسمها بأصباغ وهمية وستتلاشى شيئا فشيئا من ذاكرتي .. لازيد في قولي في نهاية حديثي انها مجرد لوحة فلاتشغلي بالك .. فالكتابة عن تلك اللوحة هي للترويح وتفريغ شحنات مكبوتة .. وسيتوقف ذلك عاجلا ام آجلا . فهي مجرد وقت .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادوا غرباء
- تجليات مجنون
- رسالة للنسيان
- رسالة اخيرة
- كتابات مجنونة
- دموع وامل ...!!!
- هل من عودة ؟!!
- كسر الخواطر
- تجريد في الحب
- دعوة لاعادة -هيكلة- معايير البحث العلمي
- رسائل ليست لنفسي ...
- الوجه الآخر للقمر
- ديمقراطية التفاهة
- ذكرى في قلب الزمن
- اندحار فوق جسر الرحيل
- نحت في غيوم الخريف
- كان حلما ...!!!
- نافذة الروح
- الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية ...


المزيد.....




- لولو في العيد.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 وتابع أفضل الأفل ...
- فيلم -قلباً وقالباً 2- يحطّم الأرقام القياسية في شباك التذاك ...
- أول تعليق من مصر على مشاركة ممثل مصري في مسلسل إسرائيلي
- مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل ...
- عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟
- في عيد الأضحى.. شريف منير -يذبح بطيخة- ليذكر بألوان علم فلسط ...
- ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم ...
- فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
- فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح ...
- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - لوحة في ذاكرة الزمن