أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الوجه الآخر للقمر














المزيد.....

الوجه الآخر للقمر


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


لماذا يتوقف كل شيء في الحياة ويغدو ايقاعها بطيئا ومملا حين يحل الفراق مع من تحب ؟.. والحب حينها اشبه بسمفونية توقفت عن العزف .. او لحن نشاز يزعج الأذن ويصمها بسماعه .. لماذا الحب تلك العاطفة الزاهية بألوان الورد في بلدي يصاب بالسكتة القلبية و قصير .. ومضمحل ؟ لماذا حينما تنطق كلمة " احبك " وكأن في ذلك تعلن عن جريمتك " النكراء " ؟ ،.. لماذا تبقى عادة تلك العلاقات سرية تخشى العلن واللعن وتكره النور ؟ لماذا كل هذا الرعب من هذه العبارة الوردية والشفافة والرومانسية؟ .. لماذا حين يعلن الحب بين طرفين يشتعل فتيل حرب ايذانا بمعارك طويلة وجولات يتبادلها الطرفان بين منتصر تارة ومهزوم تارة اخرى . ؟ لماذا تقف كل الظروف ضدك حين تعشق ؟ .. وكأنك تعوم عكس التيار ويشعرونك ان عملك " المنكر " كأنك زرعت نبتة في ارض سبخة لاتثمر ؟ لماذا ينظر اليك الناس في بلدي حين تحب كأنك سلكت سلوك العار وقلة الادب .. وتنظر كل العيون لك بأستغراب وحيرة .. وكأنك احدثت امرا خطيرا يسترعي كل هذا الانتباه والمراقبة الدائمة بعيون التجسس والمتابعة المستمرة ؟ لماذا حين ينكشف حبك يعمل بعض الناس مراسلين ومصورين بأحترافية ينقلون الحدث مباشرة .. وتكثر الاخبار والتقارير وتتضخم الامور وتشتغل استوديوهات التحليل لتفسر الاستفهامات الستة ماذا ولماذا وكيف ومتى واين ومن .. ؟ لماذا تظهر شلة من المستشارين للطرفين وتبدأ التحديات ويحملون تلك المشاعر طلبات تعجيزية وشروط قاسية واختبارات لا اول لها ولاثان بغية تخليصه من قدسيته الروحية وطهره وعفويته وعفته ؟ لماذا تطفو امراضنا النفسية وارهاصاتنا الاجتماعية وعقدنا التاريخية وكبرياؤنا الزائف وثقلنا الاخلاقي وقيمنا العقيمة على بحر من الشك والارتياب حين نحب ؟ لماذا يعد الحب في بلدي خطيئة يجب ان ترمى بألف حجر ؟ لماذا امسى الاهتمام الزائد عن حده هو تجاوز فاضح ووقح على قوانين القبيلة ؟ لماذا نخلق حالات الحزن ونتهرب ونبكي ونتألم ونسهر الليالي لاننا نحب ؟ لماذا هذه الاشواك والعثرات تنمو في طريق الحب بدلا من الازهار وافق رحب وواسع لاحلامنا ؟ هل الحب بهذه البشاعة في بلدي ؟ لماذا اغانينا تتأوه وتأن من شكوى الحبيب .. ورسائلنا الغرامية كانت تختم بسهم يخترق القلب ويجرحه ويدميه . او رسم اعين بدموع تبكيه . اي مشاعر تلك التي خلقناها لانفسنا حتى ترينا بشاعة الحياة ومرها ؟.. اذا كان هذا هو الحب في مجتمعاتنا لماذا نلاحقه ؟ لماذا يصيبنا الفخر والخيلاء ان وجدنا امرأة تحبنا بعدها نتوج انفسنا ملوكا وعتاة ومجرمين على قلب من اختارتنا وكأنما نقول لها هذه جريمتك وهذا عقابك .. ونطلق العنان لجلادينا ان يجلدوا مشاعرها وينتزعوا قلبها بمقصلة الانانية والتباهي .. عاش قيس ومات مجنونا لان اهل ليلى رفضوا تزويجه منها لانهم يعتبرون الحب عارا اذا تزوجت المرأة من الرجل الذي احبته او احبها .
لماذا جعل والد عبلة رأس عنترة مهرا لابنته لمن اراد الزواج بها . ورفض تزويجها لعنترة لحسبه ونسبه وقلة ماله . وكثير من القصص التي تعري مجتمعاتنا وتكشف زيف العلاقات الانسانية . حتى غدا شباب اليوم لايلتفتون الى تلك المشاعر السامية بنظرة احترام وتقديس . وهذا السمو في المشاعر اصبحت لديهم عبارة عن بضاعة استهلاكية معلبة بورق ملون جميل محفوظة بمواد حافظة تنتهي صلاحيتها لفترة قصيرة . ولهذا نجد حالات الطلاق كثرت وازدادت معها المآسي واسودت حياة الكثير من العائلات .. غاب الود .. غاب سمو العلاقة بين الطرفين الرجل والمرأة .. اين اشعار الامس بحلاوتها ونعومتها ورومانسيتها التي خلت اليوم من البراءة والعفوية والطهر والجمال ؟ .. هل الخلل فينا .. ام تلوثت مشاعرنا بماديات هذا العصر ؟.. في حديثي هذا كنت ابحث عن الانسان .. عن تلك النبضة التي تدق قلب العاشق بحنين فتشعره بطعم الحياة ..
واختم عباراتي بأجملها ببيت من الشعر ...
أَما اشتَقتَ يا إِنسانُ حينَ هَجَرتَني ... وَقد كِدتُ مِن شَوقي إِليكَ أَطير ؟



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية التفاهة
- ذكرى في قلب الزمن
- اندحار فوق جسر الرحيل
- نحت في غيوم الخريف
- كان حلما ...!!!
- نافذة الروح
- الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الوجه الآخر للقمر