أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - كان حلما ...!!!














المزيد.....

كان حلما ...!!!


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


ثلاثون عاما انقضت لتظهر فجأة ودون سابق انذار .. كحلم زارني في ليلة هادئة .. حلم اشعل لهيب النار في قلبي .. اليوم هي تحادثني عبر شبكات التواصل الاجتماعي .. اشعر بسعادة كلماتها المنسابة والمطعمة بالاشتياق والحنين .. حنين ايام الكلية في الثمانينات ..كنا نقعد سوية على دكة اسمنتية اتخذناها ملاذا نلتقي عندها بعد استراحة بين المحاضرتين تقرأ لي بشغف اشعارها المتناثرة والمتأثرة بالشاعر محمود درويش. ذات مرة اهديت لها ديوان درويش وكتبت على صفحته الاولى عبارة " كل الكلمات يمكن ان تؤول فلن اكتب الا اسمي " كانت عبارة بمثابة رسالة حب رمزية لها . كانت شابة مفعمة بالحياة على الرغم من مسحة الحزن التي تحملها على محياها بسبب فقدانها اخيها الكبير الذي استشهد في حروب العراق . كانت تبحث عن ملاذ فكري يشاركها ايامها ليبعدها عن اجواء الحزن والغربة التي تعيشها في بغداد فهي من مدينة اخرى . تهوى الرسم والشعر بجنون فجمعتهما معا في معرض فني كان اشبه بكرنفال ثقافي حضره عميد الكلية وبعض الاساتذة والطلبة .. ذات مرة اختلفت معها في بعض القضايا ووصل حد الخصام فأبتعدنا عن بعضنا لفترة وجيزة .. لها عقلية ونمط تفكير يختلف عن كل ماهو سائد بين الطالبات .. لها مباديء لاتساوم عليها .. تحمل افكار صعبة المراس في مناقشاتها فلا اتذكر حينها سبب الخلاف الحقيقي . ولكن اتذكر كنت اتعمد المرور من اماكن تواجدها عسى الصدفة تقربني منها وحدثت المعجزة بعودة الابن الضال اليها .. لاتكفيني اوقات لقاءاتها القصيرة جدا في الكلية فكنت اتحين الفرصة للقائها من خلال المرور اليها بالاقسام الداخلية لنخط اقدامنا على اسفلت الشوارع لساعتين او اكثر .. كنا نضحك ونتحدث عن كل شيء . جمال حديثها عن الحياة وفلسفتها فيها تبهرك . كانت اطلاعاتها للكتب غزيرة مما انعكس على نمط مناقشاتها وطروحاتها الفكرية . في نهاية سنتي الاخيرة وقبل التخرج صارحتها برغبتي بالزواج منها . رغم انني لم اصارحها ابدا عن حبي لها . وعادة ان الفتاة في مثل هذا الموقف تشعر بالفرحة والحماس والخجل . لكن هي اخذت الامور بجدية واقفلت عن مشاعرها في هذا الشأن . لم تعطني الجواب الشافي لتترك الخيار لي في اتخاذ خطوة فعلية فهي لن تمنح عهودا شفوية تخص مستقبلها .. كونها من بيئة محافظة .. ورأي القبول في الزواج يستلزم زيارة اهلها وموافقتهم .. هكذا كان الامر .. فقلت مع نفسي ما دام الامر هكذا . اذن لتكن هذه الخطوة جبارة وفاعلة لحين الانتهاء من الخدمة العسكرية . التحقت لاداء خدمة العلم واثناء ذلك كنت اعيش هاجسا جميلا اني سوف اتزوج محبوبتي .. في احدى اجازاتي .. وصلني خبر زواجها .. يا لها من صدمة اربكت كل حساباتي ... تزوجت .. خبر وقع كالصاعقة علي .. لا اعرف ماذا حدث بالضبط . ولكن اعرف ان الضغوط العائلية كانت الحاسم الاكبر في الامر .
بعد ثلاثين عاما من ذلك اليوم .. احادثها اليوم عبر الماسنجر .. لا ادري اعاتبها على قرارها ام افرح لوجودها .. اتحدث اليوم معها عن الذكريات فحسب . فلم اعد املك لها شيئا سواها.. فقد توقف الزمن منذ ذلك اليوم .. واقتنعت ان حبها كان اشبه بحلم ليس إلا ..



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نافذة الروح
- الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية ...


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - كان حلما ...!!!