الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية في مسار البحث العلمي

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7422 - 2022 / 11 / 4 - 09:55
المحور: الصحافة والاعلام
    

ظلت المكتبة العربية والعراقية بشكل خاص منذ عقود تفتقر الى الابحاث العلمية المتعلقة بالإعلام . فقد كانت مناهج البحث العلمي الإعلامي من المناهج العلمية حديثة العهد في بلداننا العربية التي بدأ استخدامها مع تطور وسائل الإعلام المختلفة ،. فكانت الابحاث العلمية العربية في مجال الاعلام تعتمد على الكم دون الكيف الى وقت قريب منذ فترة الستينيات من القرن العشرين في الجامعات العربية . ورغم ظهور اقسام وكليات الاعلام في سبعينيات القرن الماضي . الا ان مصادر التدريس والابحاث الخاصة بالاعلام ظلت محدودة لاتلبي متطلبات التعليم بالكيفية والكمية المطلوبة . وكان الطالب الجامعي آنذاك يعاني من قدم المصادر التي لم تواكب التطور المستمر في هذا المجال . وبعد دخول الالفية الثانية وتطور وتعدد وسائل الاعلام شهدت المكتبة العربية ازديادا مضطردا في اعداد البحوث والمصادر العلمية واتجهت الى المناهج التجريبة والتحليلية . وحصدت المكتبة العربية من الجامعات ابحاثا كثيرة فضلا عن ظهور دوريات ومجلات متخصصة في الشأن الاعلامي . وحدث مسار جديد في الابحاث التاريخية التي اخذت تبحث في عمق المشكلة لتفسر ظاهرة الاعلام في العصور الماضية وتسهم في وصف كافة المتغيرات التي تمت في فترات زمنية متلاحقة . لهذا يأتي كتاب " الاعلام عند العرب قبل الاسلام " الذي اعده من الدراسات التاريخية الكبيرة التي توقفت معه طويلا لمؤلفته الدكتورة امل عجيل الحسناوي من الدراسات الشمولية التي احدثت نقلة نوعية في دراسة تاريخ الاعلام . لما امتاز به من عرض شيق للمعلومات . ويدعونا للسفر معه الى ازمنة قديمة .. الى الحضارات العظيمة في وادي الرافدين واليونان والرومان والى زمن الجاهلية عند العرب . حيث كان الاعلام يصدح عبر الخطب والاشعار . ضم الكتاب شرحا مفصلا ودقيقا لتاريخ الاعلام عند العرب وباقي الامم والحضارات القديمة في صوره المتعددة .
شكل بحث الكتاب تحديا لدى الباحثة التي واجهت صعوبات جمة نظرا لقلة المصادر العربية في هذا الاتجاه . فكانت توثق معلوماتها من الادب واللغة والاعلام والتاريخ والفلسفة وعلم النفس . - كما نوهت بذلك في مقدمة الكتاب - . لتخرج بحصيلة ثرية من المعلومات الجديدة عن واقع تشتت في المصادر التاريخية المختلفة . فاستطاعت الباحثة لملمة تلك الوقائع والمعلومات وتحليلها وتصنيفها بجهد كبير يحسب لها .
الكتاب في صيغته هذه يعد خطوة جديدة تضاف الى خطوات نوعية على طريق البحث العلمي في مجال الدراسات والبحوث والإعلامية كحاجة ملحة لمتطلبات المنهج الدراسي لكليات وأقسام الإعلام في الجامعات العراقية .
احتوى الكتاب على اربعة فصول غنية بالمعلومات التفصيلية التي اجتهدت الكاتبة وحرصت على ضمها للكتاب . تناول الفصل الاول مظاهر الاتصال ونشوء الاعلام في الحضارات القديمة . عرجت الكاتبة فيه الى تعريف الاعلام لغة واصطلاحا . بعدها تحدثت عن نشوء الاعلام في الحضارات منها حضارة وادي الرافدين والحضارة اليونانية ثم الحضارة الرومانية . وفي الفصل الثاني بحثت الكاتبة في جغرافية الجزيرة العربية وتقسيماتها الاجتماعية . واختارت للفصل الثالث موضوعة صور الاعلام عند العرب قبل الاسلام . وتناول الفصل الرابع وسائل الاعلام واماكنها في الجزيرة العربية .
تميزت الكاتبة بقدراتها ومهاراتها العلمية في البحث والاستقصاء عن المعلومة لتتوصل الى اسلوب ابتكاري في عملية البحث فحاولت جمع شتات قضية الاعلام عبر العصور من مفهومه البسيط في الحضارات القديمة الى مرحلة متقدمة باعتمادها على الفكرة المدعمة بالادلة والبراهين . حيث توخت الكاتبة الدقة في نقل المعلومة وزيادة تأكيدها عبر البيانات والاستنتاجات فضلا على اعتمادها بعض الاحيان على التكرار والاعادة للتأكد من دقة المعلومة .
كتاب " الاعلام عند العرب قبل الاسلام " اضافة حقيقية للمكتبة العراقية والعربية سوف يكون مرجعا هاما للباحثين في مجال الاعلام والتاريخ . وادعو الكاتبة ان تغني المكتبات الجامعية بنسخ من هذا الكتاب لتحقيق الافادة المطلوبة لطلبة الدراسات العليا والاولية ومنهجا علميا معتمدا .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات