أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد الطيب - دعوة لاعادة -هيكلة- معايير البحث العلمي














المزيد.....

دعوة لاعادة -هيكلة- معايير البحث العلمي


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 01:52
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تتسابق الجامعات العراقية على المراتب في التصنيفات العالمية والمحلية وفق معايير معينة تضعها الجهات المعنية عن التصنيفات . وخطت الجامعات العراقية منذ بداية العقد الأخير نحو الى ما يسمى بالجودة الشاملة وسعيها الحثيث نحو الهدف المنشود في هذا الامر . ولكن لنتساءل .. هل حققت تلك الجامعات متطلبات الجودة بكل ارقامها المعروفة ؟ سؤال يأخذنا بعيدا في تحليل مايحدث في جامعاتنا من حالات قد تصل الى التخبط أو الاغفال او الضعف في الكفاءة او الجهل في التخطيط نحو تحقيق الهدف . ولكي لا اتجنى على جامعاتنا . نقول ان العالم اهتم اهتماما بالغا في قضية الجودة وضمانها .. والجامعات العراقية ليست بعيدة عن هذا المنحى من اجل توافق مخرجاتها مع سوق العمل . وقد اقحم رواد الجودة العالميين افكارهم في هذا الشأن لتحقيق نوعية افضل في التعليم ومتخرجين قادرين على التكيف والتعامل مع مستجدات العصر وافرازاته المختلفة بكيفية افضل وبأداء ارقى . والانتقال من ثقافة الحد الادنى الى ثقافة الاتقان والتميز .
هنا نقف – ايها السادة – لنستعرض بعض الامور التي تقف حائلا دون تحقيق جودة ذات تميز يمكنها ان تنافس بعض الجامعات في العالم لاسيما ان جامعاتنا تمتلك مؤهلات العالمية إن احسنت توظيفها بالشكل الصحيح . فمن المعروف أن أهم ركيزة في التقييم هو البحث العلمي ومقدار ما تنتجه المؤسسة من ابحاث علمية . نحن هنا ليس بصدد الكم من الابحاث بقدر ما نتحدث عن الكيفية التي تتعامل بها المؤسسة مع الابحاث لتصل الى مستوى الرصانة العلمية فضلا عن مقدار الدعم التي تقدمه المؤسسة العلمية الى الباحث من اساتذة وتدريسيين وباحثين .
نقول ان البحث العلمي صنف عالميا بدرجة مقاربة من درجة الأمن القومي للبلد لاهميته القصوى في الحفاظ على الإرث العلمي والارتقاء به . كما يحافظ الأمن القومي على سلامة البلد من الارهاب والاعتداءات . وقد مر البحث العلمي العراقي بفترتين من الانحطاط اختلفت الواحدة عن الاخرى بظروفها وآليات التعامل معها . ففي التسعينيات من القرن الماضي كانت الارادة في البحث العلمي وهيكليته العلمية موجودة لكن واجه تحدي ضعف التمويل والابتعاد عن التقدم العلمي العالمي بسبب الحصار . فضلا عن تدخل السياسة بالبحث العلمي حال دون تطويره وانحرافه عن طريقه . بل نكاد نجزم ان 80 بالمئة من حملة الشهادات في فترة التسعينات لاتنطبق عليهم صفة الالقاب العلمية لاسباب معروفة . ولكن بعد 2003 وجدت الامكانيات والانفتاح على العالم ولكن البحث العلمي خسر الارادة في التطوير ، واسباب ذلك عديدة وتتفاقم يوما بعد يوم . فاغلب الابحاث لاتخضع لمنهجية علمية رصينة صحيحة . وعانت الجامعات العراقية من رسائل واطاريح بمواصفات علمية لاترتقي الى مرتبة الشهادة العلمية الممنوحة . ومما زاد الامر سوءا أن بعض الدول تمنح الطلبة العراقيين شهادات عليا غير خاضعة لمنهجية حقيقية في البحث والتقويم والتقييم . مما اثر بشكل كبير على سمعة الشهادة العراقية في المؤسسات العلمية الدولية . ناهيك عن ما تعمله الجامعات والكليات الاهلية من عمليات تسفيه للشهادة . وغدت الشهادة العراقية لاتغطي قيمة اختصاصها . ومن المضحك المبكي في هذا الامر ان أستاذا جامعيا عراقيا - وهذه واقعة حقيقية - يحمل لقب " بروفسور" هاجر لاحدى الدول الاوربية منح عمل وفق شهادته العراقية التي تساوت مع درجة " مدرس " في مدرسة اعدادية كون شهادته معادلة علميا لذلك الاختصاص والقيمية العلمية . والبروفسور – كما هو معروف - لقب علمي له شروطه العالمية منها في اضيق حال مايمتلكه من افكار تطبيقية جديدة ومتميزة ولحاملها ميزة التواصل العلمي الموثوق في المحافل العلمية العالمية . ولو طبقت تلك الشروط في جامعاتنا فمعظم من هؤلاء الاساتذة لايستحقون هذا اللقب العلمي . كما ان بعض اساتذتنا الاجلاء غير قادرين على مواكبة العلم والتطور بسبب ضعف اتقانه للغة اخرى مثل الانكليزية على سبيل المثال لا الحصر مما يحول دون تواصله العلمي في المحافل العالمية . ومن الأمور التي تؤثر على حركة البحث العلمي العراقي وتطوره ان الاستاذ الجامعي يتحمل جميع تكاليف ابحاثه العلمية التي يمكن ان تنافس عالميا ولكن لايوجد دعما ماليا من الوزارة في اجراء ابحاث علمية ترتقي للعالمية . اضافة الى ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حتمت والزمت كل استاذ وتدريسي وطالب دراسات عليا بنشر ابحاثه في مجلات عالمية وهذا يتطلب تكاليف اضافية وتشكل عليه عبئا ماليا كبيرا. زيادة على ذلك ان عملية التقييم العلمي للبحوث لاتخضع لشروط المعايير العالمية . منها ان تقييم العطاء العلمي يعتمد على الاقدمية الزمنية التي لاتعني لدى الاغلبية تميزا . وان الترقية تخضع للولاءات والاهواء الشخصية من اللجان وأن اختيارات القيادات الادارية والعلمية للمؤسسة العلمية تخضع هي الاخرى لإرادات سياسية وطائفية .
وهنا نأتي الى براءات الاختراع التي اصبحت تمنح بشكل غير مدروس . اذ ان معظم براءات الاختراع لاينسجم الجانب النظري مع الجانب العملي والتطبيقي . ويكاد يجزم عدد من الاساتذة ان 50 بالمئة من تلك البراءات لاتستحق ان تكون انجازا علميا يصلح للتطبيق . وهنا لزاما علينا ان نعيد النظر بلجان جهاز التقييس والسيطرة النوعية . والعبرة هنا ليس بتسجيل الفكرة في هذا الجهاز ولكن مدى الاستفادة منها ولهذا ان اغلب براءات الاختراع الممنوحة لاتصلح ولايستفاد منها عالميا اومحليا .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل ليست لنفسي ...
- الوجه الآخر للقمر
- ديمقراطية التفاهة
- ذكرى في قلب الزمن
- اندحار فوق جسر الرحيل
- نحت في غيوم الخريف
- كان حلما ...!!!
- نافذة الروح
- الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية ...


المزيد.....




- علي خامنئي.. ما قد لا تعلمه عن أحد أقوى رجال الشرق الأوسط بع ...
- هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟ ...
- روسيا تستعرض أحدث سيارات -لادا- في بطرسبورغ (فيديو)
- بينها دول عربية.. إدارة ترامب تدرس توسيع قائمة حظر السفر لأم ...
- الجيش الروسي يعلن عن تقدم قواته وخسائر قوات كييف في منطقة ال ...
- خامنئي: الشعب الإيراني لا يستسلم وأي تدخل عسكري من الأمريكيي ...
- الجزائر تؤكد موقفها الداعم لإيران
- ديدان -سامّة- تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان (فيديو)
- -فطر مريخي-!.. صورة قديمة تشعل جدلا واسعا حول الحياة على الك ...
- أردوغان: نتنياهو تجاوز هتلر في جرائمه


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد الطيب - دعوة لاعادة -هيكلة- معايير البحث العلمي