أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - رسائل ليست لنفسي ...














المزيد.....

رسائل ليست لنفسي ...


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


كانت نظرة واحدة تكفي لتزرع عاطفة جياشة في قلبه . ألقى نظرة خاطفة عليها وهي تهم بالنزول من السيارة بعد أن اقلها الى المكان المتفق عليه لتلقي عليه تحية شكر وامتنان على التوصيلة .. فهي كانت تراجع أمورا تخص شهادة الماجستير التي حصلت عليها مؤخرا ... بعد انجاز مرحلة من معاملتها .لاحظها وهي في طريقها لمغادرة الكلية . اقترح عليها توصيلها الى مركز المدينة ما دام مغادرا بسيارته صوب المدينة لاسيما ان الجامعة خارج حدود المدينة ومن الصعب الحصول على سيارة اجرة .. رحبت بالدعوة واتخذت من المقعد الخلفي مكانا للجلوس .. كان يشاهدها منذ ايام وهي تأتي للكلية لاتمام معاملة شهادتها العليا بعد ان نالت درجة الماحستير . وكان في كل مرة يساعدها بصفته موظف يعمل بالكلية وصلته بالموظفين جيدة فأختصر لها الكثير من الوقت والجهد .. اثناء الطريق تحدث معها بمواضيع تخص تخصصها العلمي وأمورا اخرى .. لاحظ استجابتها لاحاديثه وتفاعلها معه فكانت ردود افعالها سريعة مع الاسئلة التي يطرحها عليها وتجيب برحابة صدر ..كانت امرأة ذات جمال يحمل بساطة اهل الريف النقي الخالي من كل الاشياء المصطنعة.. لها صوت مميز وهي تتحدث بلغة تدل على انها مثقفة . تتسم بمسحة براءة ونقاء على وجهها ونبرة حزن طاغية على صوتها وصفه بالعذب كنبع ماء صاف ..شعوره بعاطفة تجتاح كيانه اثناء الحديث معها جعلته يفقد الاحساس بالزمان والامكنة التي يمر بها وهو خلف مقود السيارة . تذكر مقولة جميلة حينها تقول “يحب المرء لأنه يحب. فلا يوجد سبب للحب.” قاطعت تفكيره لتستأذنه بطلب منها ورجاء ان يتابع معاملتها سيما وان رأي الموظفة المعنية بتنظيم معاملتها اخبرتها انها بحاجة الى اجراءات اخرى .. ولكي تختصر ذلك ولاتتعنى مشوارا مرهقا كل يوم .. ابدى استعداده لابلاغها عن كل ماهو جديد حول الاجراءات .. دونت رقم هاتفه بغية الاتصال به كل يوم للاستعلام عن معاملتها .. بعد الوصول الى المكان المعهود ركن سيارته جانبا ليفسح لها المجال بالنزول على رصيف الشارع لتتابع مواصلة رحلتها الى بيتها الذي يبعد عن مركز المدينة قرابة خمسة كيلومترات واكثر كما نوهت بذلك اثناءحديثها في الطريق .. وكان في قرارة نفسه يتمنى توصيلها الى بيتها او حتى منطقتها ليستمتع بنشوة الحديث معها .التفت اليها ليرد عبارة الشكر بعبارة الواجب .. واصل سيره الى منزله .. وكان يعتقد ان مثل تلك الامور ... الاعجاب بأمرأة في دروب الحياة عادة ماتنتهي بأنتهاء غروب ذلك اليوم . وتكرر مشهد مجيئها المنتظر منه للكلية . وبعد استكمال كل اجراءات المعاملة همت بمغادرة المكان ولكنه كان ينتظرها مع نفسه ويتحين الفرصة ليعرض عليها التوصيلة بقصد منه .. استوقفها بالممر المؤدي الى باب الكلية وقال لها انا في طريقي الى المدينة اترغبين بتوصيلة ؟!! .. وبنفس الرغبة وافقت على هذا التصرف النبيل منه كما وصفته بذلك .. اوصلها الى المكان المتفق عليه .. وذهب كل الى غايته .. مرت اسابيع وكان هو في احدى سفراته .. رن الهاتف معلنا وصول رسالة على الفايبر .. كانت الرسالة عبارة مختصرة .. اشكرك على جهودك الخيرة ومساعدتي في انجاز المعاملة .. .. كان المرسل المرأة نفسها تفاجأ بالامر . فرد على الفور بعبارة مقتضبة لاشكر على واجب وانتهى الامر .ولكن لم ينته عنده فقد ايقظت في قلبه ذلك الشعور الجميل .. في اليوم الثاني جاءته رسالة اخرى تلقي التحية عليه ليستمر هذا النمط من الرسائل معها في احاديث جانبية . ثم تكررت تلك المحادثات لايام فكانت جميلة في عباراتها الانثوية وكأنما تصب في قلبه العشق صبا .. مر على تلك العلاقة شهورا محادثات ليل نهار .. لم تخفت . بل اشتعلت نيرانها وارتفعت حرارتها .. وبدأت العبارات والكلمات الناعمة تتخللها عبارات الاعجاب .. حتى جاء اليوم الموعود وصارحها بحبه .. لم تكن المفاجأة لها . فكانت تنتظر منه ان يقوم بهذه الخطوة فما كانت منها الا ان ردت .. بأجمل عبارة " قلبي يتسع لحبك " .. مر عامان على تلك العلاقة تزدهر كل يوم وتورق حتى اصبحت شجرة ضربت جذورها في اعماق الارض .. فكانت هي بالنسبة له بمثابة عطية الله له فكانت اجمل هدية تعويضية بعدما عانى من علاقة ماضية وصفها بالعقيمة مع امرأة لم ولن تحبه على الرغم من تقديمه لها كل مشاعره بطبق من فضة بين يديها فلم تحمل ذلك الشغف بالحياة والحب .. وهاهو اليوم وجد حب حياته . " أفضل حب هو الذي يوقظ الروح، الذي يجعلنا نتطلّع و نطالب بالأكثر، الذي يزرع النار في قلوبنا و يجلب السلام إلى أذهاننا " .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر للقمر
- ديمقراطية التفاهة
- ذكرى في قلب الزمن
- اندحار فوق جسر الرحيل
- نحت في غيوم الخريف
- كان حلما ...!!!
- نافذة الروح
- الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية ...


المزيد.....




- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - رسائل ليست لنفسي ...