أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - كسر الخواطر














المزيد.....

كسر الخواطر


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 01:24
المحور: الادب والفن
    


من يصدق انها نطقت تلك العبارات التي كانت غريبة عن قاموس حياتهم ؟ !! كان يحسبها كل دنيته وعالمه الجميل .. قالت بحزم وبنبرة يشوبها بعض القسوة " امر زواجنا لم ولن يتحقق ابدا .وهكذا كان . فكانت هنالك موانع لم نتمكن من اجتيازها .. هناك دين قديم حكم علينا الزمان ايفاءه . ليس لنا فيه ناقة ولاجمل ولا حتى حلم كنا نرتجي ان يتحقق .. هناك ركام هائل من الخلاف اشبه بالعداء العائلي بين عائلاتنا بقي ازلي يصل الى مايقارب اكثر من نصف قرن . فعلها الكبار ليقع فيه الصغار ويدفعوا ثمنه المؤجل . احدث هذا الاكتشاف الخطير في مسار العلاقة صدمة شديدة الوطأة على نفسه وروحه الجريحة . شعر وكأن الارض ارتجت من تحت قدميه وكأن زلزال هز ارجاء مدينته ... سألها واي خلاف هذا الذي تتحدثين عنه ؟ .. اجابت بسؤال الا تعرف ذلك ؟ .. كيف لي ان اعرف وانا لم اولد وآتي للدنيا قبل هذا التاريخ من العداء،.. فردت عليه ببرود تام .. هكذا حدث !! نطقتها ببساطة وكأنها تتحدث عن موقف لايعنيهما .. وكيف لي ان اعرف ؟ اجابها بأنكسار .. ثم شعر ان نارا مستعرة في داخله تحرقه .. فأنفجر صارخا بها وكأنه برميل بارود حانت لحظة انفجاره .. ماذنبنا نحن الاثنين ان نكتوي بنار العداء والثأر القبلي .. وما ذنبي انا ؟؟؟ .. انا لا اعرف ولا اعلم عن تلك الواقعة التي تبدو راسخة في قلب التاريخ العشائري .. صرخته هذه جعلتها تزيد من اطلاق عباراتها الغاضبة ( وكانها شعرت انه يضع اللوم عليها وحدها ) وهي غير مدركة لما تقوله .. كان لاول مرة يلاحظ غضبها .. غضبها كأنه صفعات توجهها في كل الاتجاهات .. قالت كلمات حادة كالسكين . عندما تغضب المرأه لا تجادلها .. تسمر في مكانه من هول ما سمعه من تلك العبارات الغريبة .. ظل صامتا لبرهة فقد تشضى كل شيء في داخله . بل تبعثر كيانه وتهشم .. وقف حائرا وكأنه يلملم بقايا روحه بين ركام ما كان يسمى الحب والعشق . وجد نفسه في كابوس .. كابوس يصور دمار مدينته الفاضلة التي صنعها بنفسه كان يخطط ان يتقاسمها العيش معاها وهي تنهار ويخسف بها الارض . كان يقاتل من اجلها .. كان كل امله ان يتزوج امراة مثقفة لكي يكون حديثه معها ثريا ومميزا . كانت ملهمته في كل شيء . كان الحب معاها اشبه بحلم جميل وتحليق فوق الغيوم .عشق روحها فليس للجسد عنده مكان في قلبه. كانت احلامه معها كأحلام العصافير عش يجمعهم فحسب .
ولكن في تلك اللحظة انهار عالمه وسقطت قلاعه " الحصينة " كقطع الدومينو . وكأن اعصار مر من هنا .. مخلفا دمارا وضحايا .. شعر بألم حاد يعتصر جسده . وجع يكسر فيه الحياة .. ويعيش في داخله ليأكله وهو حي . ظل صامتا يخفي دموعه لكي تخفي حديثا ويخشى من تلك الدموع ان تبوح بكل شيء . شعر ان الشغف بالحياة الذي منحته اياه قد زالت معالمه عن روحه وجسده . واكتشف بعد فوات الاوان انه كان يحب انسانا عاديا منحه صولجان ملكه وتاج قلبه .. تذكر عبارة في كتاب لكاتب تقول " عندما ينطفيء الشغف سيزول الانبهار ، وترى الاشياء على حقيقتها ، وتكتشف انهم كانوا عاديين جدا ، وان عيوننا هي التي كانت تجملهم ، هذا هو الفرق بين ان تشعر وبين ان تعرف ، المعرفة تنزل الناس منازلهم الحقيقية . " ويقول لها " ستسألين يوما بأي حق ابكيت قلبا احبك بصدق " . ان الله مع القلوب المنكسرة . ارحل مع النسيان .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجريد في الحب
- دعوة لاعادة -هيكلة- معايير البحث العلمي
- رسائل ليست لنفسي ...
- الوجه الآخر للقمر
- ديمقراطية التفاهة
- ذكرى في قلب الزمن
- اندحار فوق جسر الرحيل
- نحت في غيوم الخريف
- كان حلما ...!!!
- نافذة الروح
- الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية ...


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - كسر الخواطر