أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - عادوا غرباء














المزيد.....

عادوا غرباء


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 30 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


" غرباء .. ثم اصدقاء،.. ثم احاديث طويلة .. ثم احبة ثم حديث قليل .. ثم عادوا غرباء . " هكذا اختصرها محمود درويش للحياة .. بعض العلاقات الانسانية لاتدوم حين تفقد عوامل دوامها واستمرارها .. الحياة تعطينا بيد وتأخذ منا ناسنا واشياؤنا الثمينة بيد اخرى .. لاشيء باق ودائم فيها .. الكل مغادرون من حياتنا وبالمقابل نغادر نحن من اناس ومحبين .. وتختلف اساليب المغادرة وطرقها .. فمنهم من اعتبر صلاحيتك انتهت بأنتهاء مصالحهم . ومنهم من وجد البديل .. ومنهم من اعتبرك مجرد ذكرى من ماض وانتهى .. والماضي لايعود .. هكذا هم معظم البشر .. فكل حين من الدهر تتغير ديموغرافية خرائطنا تجاه الاشخاص .. بالامس قد تكون انت رقم واحد في حياتهم .. واليوم تتبدل الارقام والمواقع .. وتجد نفسك في ذيل القائمة من الاهتمام .. وقد لاتجد حتى نفسك في القائمة نفسها .. يأتي شخص معين وينتقدك على هكذا كلام ويقول لك هذه سنة الحياة .. اقول له ... الحياة بمعناها الانساني لها قواعد ثابتة في العلاقات الانسانية .. فالمحب الحقيقي تظل محبته بالقلب مهما طالت الايام .. حين افترقنا وفي لحظة فراقنا كنت أود أن أتمنى لها الأفضل، لكن الأفضل كان أنا. هكذا انا مع من احب .. ليس غرورا او ثقة زائدة .. ولكنه القلب ياسادة . لا تحزن إذا رحل احدهم عنك وانت في اشد الحاجة اليه .. وقانون الحياة يقول له سيأتي يوم ويرحل عنه أحد غيرك. في امس الحاجة اليه . قانون انساني دقيق . البعض وان رحل يبقى فراغه حضور دائم في القلب كما قال درويش " ويبقى مكانك فارغا .. وفراغك اجمل الحاضرين " ..
نعيشها ايام ضيوف في هذه الدنيا .. وهكذا بعد ايام قليلة نودع عاما مضى بأيامه الحلوة والمرة ونستقبل عاما جديدا .. قد لاتختلف اعوامنا بشيء فكل ايامها تجرعنا مرارة فراق الاحبة ومرارة المرض . ومرارة المسؤوليات وعبئها الكبير وحملها الزائد .. علمتني الحياة ان لا ارفع سقف توقعاتي بالاشخاص مهما بلغ شدة حبك اليه .. ولكن حين تخالف تلك القاعدة توجه لك الحياة لطمة موجعة .. لاتحلم مما هو ليس لك ولاتلعب دور البطولة .. والا تمسي احلامك كوابيس. .. ظل دائما مراقب واستفد من التجارب .. اذا كان الامس لك فاليوم تغيرت الظروف .واصبح اليوم لغيرك . راقب جيدا .. تحصل على حكمة مجانية في الحياة . بعض الادوار لاتصلح لنا . توقع الاسوء دائما .. حتى مع اقرب واحب الناس اليك .. لانهم بشر .. والبشر خطاؤن .. غدا هو آخر يوم من عام هو مثل كل الاعوام يسدل ستارته الحمراء عن آخر مشهد له ليسلمها لعام آخر ولكن تبقى قضايانا واحلامنا ومشاكلنا هي هي لاتغيير .. العام الجديد مجرد صفحة جديدة نقلبها في مذكراتنا بأضافة بسيطة وهو رقم جديد . قررت في العام الجديد اعيد حساباتي مع بعض البشر والا انظر الى الخلف . كنا نعطي دون حساب وكما قال احد الفنانين المشهورين " جميعنا مثل العاهرة لكن بطريقة مختلفة، فكل منا يبيع جزء مختلفا من جسده ". منحنا قلوبنا . وكانت النتيجة خيبة وانكسار وذلة وهوان .. ولكن البعض نحتفظ بهم لان حبنا لهم حقيقي . يظل حي مادام نحن احياء. علمني هذا العام درسا قاسيا لاتضع حبك كله في سلة واحدة وتقدمه مجانا .. كما علمني ان ارفع من اعتزازي بنفسي والا اضيع اجمل اوقاتي في قراءة اوراق قديمة . لن اكف عن الكتابة عنه كي يعرف جيدا ان البضاعة الاصيلة لن تبور مهما جرى عليها الزمن وجار .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات مجنون
- رسالة للنسيان
- رسالة اخيرة
- كتابات مجنونة
- دموع وامل ...!!!
- هل من عودة ؟!!
- كسر الخواطر
- تجريد في الحب
- دعوة لاعادة -هيكلة- معايير البحث العلمي
- رسائل ليست لنفسي ...
- الوجه الآخر للقمر
- ديمقراطية التفاهة
- ذكرى في قلب الزمن
- اندحار فوق جسر الرحيل
- نحت في غيوم الخريف
- كان حلما ...!!!
- نافذة الروح
- الاعلام عند العرب قبل الاسلام .. رؤية تاريخية شمولية ونوعية ...


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - عادوا غرباء