فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7389 - 2022 / 10 / 2 - 13:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عيونكم تحدق في ذكريات نضالكم المجيد وفي بطون التاريخ فتبكون وتبتسمون وعندما يطوف الكرى عيونكم وتحملون أو لا تحملون وتبقى عيونكم تحدق نحو الدماء التي سالت والشهداء الذين ضحوا وحينما نغوص في قرارة المدى وعندما تغرورق في عيونكم حكاية الماضي وأصداء السنين وتكاد أن تستلهم فيها المدى وتدرك المجهول ما بين زمان وزمان نشرب الصدى الذي تسبح في رنينه العيون في كل مكان وتتجلى الغيمة شيئاً فشيئاً عن هذه الرؤيا لتستحيل في عالمكم حقيقة الواقع نحو غدٍ منطلقاً بلا حدود وعالماً بلا حواجز بلا فاسدين ومزورين ومهربين في عراقنا المستباح وشعبه المذبوح وتتبرأ الأرض من أوضارها وتغمر المحبة الناس وتمحى وثيقة الظلام وتطبق الدنيا على محنتها ويكبر الحب في القلوب بعد أن تنتزع الأيدي من الأيدي مسامير القيود فنرى الأجيال في هيبتها ونقرأ فيها قصائد الذكريات التي لم تكتب في حينها وتطوق العيون في رحاب العالم السعيد عبر المسافات التي تحملنا إلى جزيرة الأمان الذي يمسحها من الهوان أسلم زورقي لها وجبهتي نحو الشمس للنور الذي يمسحها من القهر والآلام. وما كان من رواسب الماضي تثقل سيري سألقي بها الآن إلى الدروب وراء هذه الخنادق التي تلعنها رائحة الدماء ووراء الزنزانات المحشوة الجدران بالأشلاء .. وراء الماضي والأزمنة السوداء .. وراء كل ما ورثناه من أعباء الدكتاتوريات الدموية وراء هذه العذابات.
نضالكم مرافئ تبحر من خلالها أشرعة الدنيا إلى مستقبل مشرق سعيد وتستفيق من مطافهن أمنيات عالم عجيب .. نضالكم مرآة ذلك المدى ومرفأ اللهفة للغد القريب وكل ما يهفو له العالم .. إنه لكم أيها المناضلون.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟