التغيير الصحيح يجب أن يشمل هيكل الدولة القديم من الرأس حتى القاعدة

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثورة التشرينية الاحتجاجية تحاول توحيد قوى التغيير في العراق هذا ما أعلنته وسائل الإعلام العراقية ولابد من الإشارة أن المصلحين قبل البدء بالعملية الإصلاحية يجب عليهم تفكيك النظام القديم المتعفن.
إن هيكل النظام الوظيفي القديم حصيلة مدة عشرون عاماً وهو أضخم هيكل وظيفي في تاريخ الحكومات العراقية حيث يتجاوز عددهم الخمسة ملايين موظف وقد شيدته المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية وقد أفرز البطالة المقنعة والفضائيون.
إن البعض يتصور أن التغيير يشمل مجلس الوزراء في اختيار الوزراء من أصحاب الاختصاص والأيادي البيضاء وهذه العملية تقتصر على الظاهر في عملية الإصلاح ولكن هنالك جهاز ضخم تنفيذي نشأ وترعرع وتربى على الفساد الإداري والمحاصصة والتوافقية هو المسؤول عن تنفيذ ما يخطط وينفذ من المشاريع على الواقع وهؤلاء هم الأساس في العملية الإصلاحية. إن التغيير يجب أن لا يقتصر على رأس الدولة والقوى المحيطة بها وإنما يجب أن يشمل العناصر والرؤوس المهمة في هيكل الدولة.
إن المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية أصبحت مرض عضال لا يمكن علاجه إلا من خلال عملية جراحية كبرى تقطع من جسم الدولة جميع الأعضاء المصابة بالمرض وليس علاجه بالأدوية والوسائل الأخرى .. لأن المرض العضال المزمن شمل أجزاء مهمة من جسم الدولة العراقية.
إن التغيير يجب أن لا يقتصر على رأس الدولة الفاسدة ويجب أن يشمل القاعدة المنفذة للمشاريع وأعمال الدولة من أصحاب الشهادات المزورة والفاسدين.
تحضرني صورة من الفلم العراقي (سعيد أفندي) عام/ 1954 وكان أبطاله يوسف العاني وخليل شوقي ونخبة من الفنانين العراقيين المبدعين .. ذهب الفنان الممثل يوسف العاني إلى محل بيع الأسماك لشراء سمكة فتناول سمكة وأخذ يشمها من ذيلها فشاهده أحد الأشخاص وقال له : يا رجل السمكة تشم من رأسها .. فأجابه العاني : هه .. هه إن التعفن وصل إلى ذيلها.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل