أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - في رحاب الماركسية















المزيد.....

في رحاب الماركسية


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفسير التاريخ يأتي من خلال طبيعة النظام الاقتصادي السائد في تلك المرحلة من الزمن التي تعكس طبيعة الإنتاج والتبادل التجاري الذي ينبثق عنه التنظيم الاجتماعي الذي ينشأ عليه التاريخ السياسي والفكري لتلك المرحلة.
فالنظام الاقتصادي الرأسمالي يمتاز بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وعلاقة الاستثمار والعبودية التي يفرضها الرأسماليون على العمال وطريقة التوزيع الرأسمالية.
والنظام الاقتصادي الإقطاعي تعكس طبيعة الإنتاج والتبادل التجاري على العبودية والقنانة واستغلال ريعي للإقطاعيات الزراعية الواسعة التي تقوم على السيطرة والاستعباد والاستغلال من خلال طبيعة ذلك النظام الاقتصادي ينشأ الوجود الاجتماعي أي حياة الناس الاقتصادية المادية ولاسيما إنتاج الخبرات المادية والعلاقات التي تنشأ بين الناس من خلال (العلاقات الإنتاجية) أي العلاقات التي تنشأ من خلال عملية الإنتاج وعلى ضوء طبيعة النظام الاقتصادي السائد تتكون وتنشأ حياة المجتمع الروحية والأيديولوجية وآراء الناس وتصوراتهم وتصرفاتهم السياسية والحقوقية والأخلاقية وتعتبر حياة الناس المادية في ذلك المجتمع واقع موضوعي مستقل عن إرادة الناس .. أما حياتهم العقلية أي مجموعة الأفكار الاجتماعية والأديان والسلوك والنظريات والمذاهب الفلسفية هي انعكاس للواقع الموضوعي لوجودهم الاجتماعي من خلال النظام الاقتصادي السائد في تلك المرحلة.
إن ديناميكية الحياة وتقدمها وتطورها تدفع مسيرة التاريخ إلى أمام لأن ليس من طبيعتها الجمود والثبات لأنها حسب طبيعتها وتكيفها بعضها مع بعض بصورة متبادلة تخضع لقوانين موضوعية مستقلة عن إرادة الإنسان وهي تعبير عن الضرورة والحتمية التاريخية وهذه القوانين علمية سواء كانت طبيعة أم قوانين التطور الاجتماعي التي اكتشفتها العلوم الاجتماعية وهي انعكاس عن العلاقات الضرورية بين الحوادث وحركات التطور التي تجري مستقلة عن إرادة الإنسان فالقانون إنما هو علاقة تنبثق من طبيعة الأشياء من سياق حركات التطور أو من سياق الأحداث وقد تكون الصلة بين الحوادث وحركات التطور خارجية عرضية أو ضرورية داخلية أساسية عندما تولد بالضرورة حوادث من الحوادث حادثاً آخر كما يولد السبب النتيجة .. مثال ذلك أن النزاعات والصراعات التي تتطور بين القوى المنتجة (العمال الذين يعملون في أدوات الإنتاج ينتجون السلع والحاجات) وبين (العلاقات الإنتاجية من مالكي وسائل الإنتاج) التي مضى زمانها تصبح في ظروف مجتمع متناقض وتناحري يؤدي حتماً إلى ثورة اجتماعية .. فالقانون العام يعكس العلاقة المتبادلة الديالكتيكية بين القوى المنتجة التي هي (المضمون) وبين العلاقات الإنتاجية (الشكل) فإن أي تغيير يطرأ على الشكل نتيجة تغييرات تنعكس على المضمون ومن خلال تراكم السلبيات والمتناقضات في المضمون مما يؤدي إلى انفجار المضمون وتدمير الشكل والقضاء عليه .. بعد هذه النبذة من الفكر الماركسي والقوانين العلمية التي كان يعتمد عليها من خلال التقدم والتطور والصراع وحتمية التاريخ لابد من وقفة فيها نداء حي واستدعاء صارخ للماضي والحاضر والمستقبل مستنبط من رؤيا الفكر الماركسي العلمي وعلاقته بالماضي والحاضر والمستقبل وما تأثير قوانينه العلمية بعد سيادة عصر العولمة المتوحشة وما رافقتها من تقدم وتطور في التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية التي جعلت العالم ما يشبه القرية الصغيرة واختراع الرجل الآلي التي رافق ذلك تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار الأنظمة الاشتراكية مما فسح المجال للولايات المتحدة الأمريكية أن تصبح القطب الأوحد في العالم وانحسار دور قوة العامل (البروليتاريا) واستبداله بالعامل الآلي وما هلل له (فوكوباما) بكتابه المشؤوم (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) والآخر (هنغتون) في كتابه المشؤوم (صدام الحضارات) الذي يقول فيه : (لا يوجد بعد الآن صراع بين الشيوعية والرأسمالية بعد انهيار النظام الاشتراكي وسوف يصبح الصراع بين الأمم ذات طبيعة قومية أو طائفية) والآن يوجد سؤال (لمن يكون الحسم في الصراع؟) ومن سوف يكسب التاريخ ؟ الشعوب المناضلة أم أعداء الشعوب في عصر العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة ؟
إن العولمة المتوحشة ظاهرة سياسية واقتصادية واجتماعية وتمثل المرحلة الأخيرة بعد الامبريالية للنظام الرأسمالي المتعفن خلعت ثوبها المشوه القديم وارتدت ملابس ذات الألوان الزاهية وأجرت لوجهها المشوه عملية تجميل لإظهاره بمظهر جذاب جميل وصلت فيه عصر العولمة.
خدعوها بقولهم حسناء ---- والغواني يغرهن الثناء
العولمة المتوحشة أصبحت المرحلة الأخيرة في النظام الرأسمالي واتخذت من الفلسفة (الديمقراطية الليبرالية نظاماً لها ومنهجاً وفكراً وثقافة من خلال دمج الديمقراطية السياسية بالليبرالية الاقتصادية واتخذ من الديمقراطية كتعبير عن حق المواطن في الانتخابات والمساواة ومرجعية الشعب في الحقوق والواجبات ومن الليبرالية الاقتصادية بعد تحولها ونقلها من الحقل الاقتصادي الاستهلاكي لتأخذ منه طابع فردانية اجتماعية ومن مفهوم التعددية السلعية متحولة إلى تعددية سياسية ومن خلال هذا الدمج تحولت العولمة إلى عقيدة سياسية فلسفية للعولمة المتوحشة من دمج الديمقراطية التي تعود إلى سياق تاريخي مختلف وقديم بصفتها عقيدة سياسية بالليبرالية بصفتها عقيدة اقتصادية فأصبح للعولمة الرأسمالية أطروحة عقيدة سياسية واجتماعية واقتصادية شاملة أصبحت تعرف (الديمقراطية الليبرالية) إذا كان المنحرف (برتشتاين) قد اعترض على لينين عند شروعه بثورة أكتوبر قائلاً أن الرأسمالية لا زالت تقدمية .. وإذا كان المنحرف كاوتسكي سبق وأن قال : أن الرأسمالية تمتلك امتدادات كثيرة. وإذا خلقت الثورة المعلوماتية والتقدم التكنولوجي الهائل الانترنيت وحساباته والإنسان الآلي مما أضعف الاعتماد على (البروليتاريا) أن تستلم قيادة الثورة ضد النظام الرأسمالي وقد وجدت الماركسية كنقيض للنظام الرأسمالي واعتبرت الماركسية حفارة قبر الرأسمالية هل هذا يعني تصبح الرأسمالية كما قال (فوكوياما) أنها الإنسان الأخير في التاريخ بينما دخلت الرأسمالية في آخر مراحلها بالعولمة المتوحشة ؟
ما هي سلبيات العولمة ؟
1) تدمر الحدود القومية للدول من حيث فسح المجال لرأس المال والقوى العاملة والوسائل الأخرى أن تدخل الدول الأخرى بدون حسيب أو رقيب حسب قاعدة (دعه يدخل ودعه يخرج).
2) سياستها تعتمد على سعر السوق حسب العرض والطلب مما يؤدي إلى تدمير الرأس مال الوطني وإغلاق المصانع في الدول النامية مما يجعل أصحاب الرأس مال الوطني (البورجوازية الوطنية) تعلن إفلاسها وتصطف مع طابور الكادحين والبطالة.
3) يصبح الإنسان في مرحلة العولمة يعامل كالسلعة حسب العرض والطلب ويعتمد على جهده العضلي وعلى قوة عقله والآخرون يهملون.
4) يكون استغلال الدول الرأسمالية للدول الأخرى في البحث على المواد الأولية بشكل تدميري وتخريبي.
5) مصانع الدول الرأسمالية سببت تلوث المناخ والبيئة مما أدى إلى شحة الأمطار وتصحر الأراضي.
6) المنافسة بين الدول الرأسمالية في الحصول على المواد الأولية واستعمار الدول وجعلها أسواق لتصريف بضائعها.
ماذا تكون النتائج ؟
أصبح العداء للعولمة من قبل جماهير واسعة وهم :
أ‌) البورجوازية الوطنية التي أغلقت مصانعها واصطفت مع الكادحين والبطالة.
ب‌) جمعيات البيئة والرفق بالحيوان والإنسان وجماهير واسعة من الكادحين والجياع والفقراء والبطالة وغيرهم.
إن هذه الجماهير سوف تتوسع وتنظم نفسها وتقود ثورة كبيرة عالمية تكون فيها نهاية العولمة ورأس المال العالمي.
العلاقة بين النظرية والممارسة العملية :
حينما نستدل عن العلاقة بين النظرية الماركسية والممارسة العلمية فإن النظرية تمثل العام وهو الذي يعبر عن الواقع الموضوعي في حين أن الممارسة تمثل الخاص (الجزئي كماً ووزناً) وبالتالي فإن العام لا يعكس جميع تفاصيل وخصائص (الممارسة) الخاص الذي بدوره لا يحمل إلا الفكر الأساسي الذي يعبر عنه العام (النظرية) ومن خلال ذلك فمن الطبيعي أن تولد عدم تطابق وتمايز بين العام (النظرية) والممارسة (الخاص) بين الطبيعتين والتفاعل بينهما بل وحتى التناقض والتناحر لأن العملية الاجتماعية معقدة ومضطربة لأنها نتاج تفاعلات أكثر تركيباً وأكثر عضوية وأن إدراك طبيعتها تجري في العقل الإنساني عبر عملية تحليلية وتركيبية بمنهجية خاصة لكل إنسان لذلك فإن الفكر الإنساني الذي يمثل الواقع الاجتماعي هو انعكاس لرؤيا واجتهاد ذلك الإنسان ولذلك من المحتمل بروز الخطأ وعدم الدقة في الممارسة (الخاص) الذي يأتي بشكل مخالف ومتناقض عن النظرية (العام).
كما أن من الخطأ الدفاع عن أي استنتاج نظري طبق كممارسة في الماضي بصرف النظر عمن صاغه لأن جدلية الفكر الماركسي تشير إلى اختلاف الزمان والمكان مع الواقع الموضوعي .. فالذي يحدث قبل شهر يختلف عما يحدث اليوم والذي يطبق في مكان ما قد يختلف عن المكان الذي نشأ به من حيث التقاليد والعادات لذلك يجب دراسة الواقع الموضوعي المادي بصورة ديالكتيكية من حيث ظروفه الذاتية بشكل يؤدي إلى فهم الحاضر واستشراق المستقبل واحتمالاته بصورة علمية.

يتبع ....



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطأ لا يحل بالخطأ لأنه يفرز الخطأ نفسه
- المفكر غرامشي والثقافة
- إذا اشتعل لهيبها صعب اطفائها
- إذا عجز التطبيق عن متابعة النظرية فلابد من وجود خلل في التطب ...
- الضمائر الميتة
- النظرية الماركسية
- الجهل السياسي بين الحقيقة والمطلق والنسبي
- ماركس وحركة التاريخ
- العراق بين الجاهل والمتعلم الأمي
- الماركسية والشعب
- الفصل الثالث / في رحاب النظرية الماركسية
- قوى الإطار التنسيقي موحدة وقوى الإصلاح والتغيير متفرقة ومشتت ...
- الدكتور لبيب سلطان المحترم
- رد (السيد منير كريم المحترم)
- السيد منير كريم المحترم
- تكملة موضوع (الماركسية السوفيتية)
- الماركسية السوفيتية
- كيف ستتم عملية الالتفاف على العملية السياسية في العراق
- من أجل إصلاح جذري للفساد الإداري وحملة الشهادات المزورة والت ...
- ما هي مكونات الماركسية ؟


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - في رحاب الماركسية