أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق قادم ح3














المزيد.....

العراق قادم ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7295 - 2022 / 6 / 30 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا نختار عنوان "العراق قادم" ونحن نعلم جميعا أن العراق لم يغادر خارطة الواقع وضمير شعبه أبدا؟ ولماذا هذا التركيز على موضوع القدوم وليس النهوض الذي يرمز به دائما للتغيير والحركة؟ الحقيقة أن العراق بعد تشرين 2019 قد نهض من كبوته التي ما كانت لتكون لولا أن شعب العراق تدرع بالقوة والوعي وناهض بشكل وطني جمعي كل أشكال العبودية والأضطهاد، ورفض سياسات السلطة الحاكمة حين فرقت بين أطيافه على أساس الولاء لها، فمنذ أن جاء البريطانيون بالملك البدوي ليكون حاكما بعنوان طائفي على العراق أسسوا لمنهج التقسيم، ووضعوا اللبنة الأولى في جدران سجنه فيها، من يظن أن الإنكليز بأختيارهم فيصل الأول ملكا على العراق قد أحترموا هويته العربية، وأرادوا له أن يكون ضمن مفهوم قريب من تطلعات الشعب فهو واهم، فليس الملك الممنوح عرشه باللزمة من الإنكليز قوميا ولا عروبيا أكثر من الأمير خزعل ولا من السيد طالب النقيب وسواهم من رجال العراق، ولا حتى أكثر وطنية من رجال ثورة العشرين الذين قادوا أول ثورة تحرريه في زمن العم ابو ناجي.
نعم نؤكد أن العراق قد نهض في تشرين 2019 وما بعده ولكن كان متعبا حدا ومرهقا من طول التقييد والخضوع السلبي بقوة السلطة وقدرتها على سلب روح وعزم النهوض، لذا فلا نعجب من أن نهوضه هذا ليس واضحا تماما لمن لا يرى المور بدقائقها، القدوم هي مرحلة لاحقة للنهوض ومقدمة أساسية لأن يأخذ العراق بيده زمام الأمور، ولكن لا تمضي الأمور بهذه السهولة ولا بلا ثمن، وأن مجرد النهوض لا يغني دون أن يتمكن الناهض من أن يعرف الطريق ويستطيع الأستدلال عليه بلا أخطاء أو أوهام، لأن مجرد الخطأ البسيط سيكلف شعبنا غاليا وينتزع منه جذوة الأمل الموعود التي ينتظر أن تعيده مرة أخرى لدائرة الكرامة والسيادة والاستقلال الكامل.
عندما نقول العراق قادم نؤكد في ذلك معنيين أساسين هما، أولا لا من عودة للوضع السابق الذي أنتج تشرين وما بعد تشرين، وأن مجرد التفكير بمنح الخصوم من الفاسدين ممن حطم العراق وشعبه ضربا من ضروب الوهم والخيال، فالأمر بمعناه العام أمرا وجوديا بين حياة شعب وأمة ومستقبل أجيال ووطن، أو موت نهائي ربما لا يمكن العودة منه أصلا ولا لسنين عديدة، فكثيرا ما كلفت النكسات الثمن الغالي للعراقيين حينما يجثم أعداء العراق على صدره سنين طويلة وربما لعقود وقرون، الأمر الأخر ليس هناك ما يبرر أي تأخير في مواصلة عملية النهوض والقدوم والشعب العراقي يعي بشكل كامل أن الفرصة تأتي مرة واحدة، ولا بد من أنجاز الأستحقاق الوطني هذا ووفقا لحجم الجريمة المرتكبة بحقه، الوقت هنا يلعب دورا حاسما في تحديد المصير، فمن يراهن على الزمن إنما يراهن على النجاح حتما لمشروعه الخاص.
بعد مرور أكثر من تسعة عشر عاما من المعاناة والتجارب السياسية الفاشلة وغياب منهج واضح لبناء الدولة وتطورها ناهيك عن ضعف مستدام في الممارسة الديمقراطية والسياسية، التي لم تنتج سوى أشكال واهية وفوضوية من أشكال إدارة المجتمع والدولة، لم يبقى هناك من عذر ولا مبرر ولا حتى فرصة لمنح الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة فرصة لإعادة تدوير نفسها، العقل المنطقي والتجربة المرة لا تشجعان سوى الذهاب إلى خيار التغيير مهما كلف الأمر، وقد تكون الأثمان المدفوعة في عملية التغيير أقل باهضية وممكن تحملها لو بقيت العملية السياسية تراوح مكانها، وهذا بحد ذاته يشكل نكوصا عن الهدف الذي يسعى له الشعب وقواه المدنية والديمقراطية، وحتى بعض الأصوات الدينية التي ترى فيما يجري باسم الدين والمذهب مجرد تجارة مسمومة هدفها تشويه القيم الروحية التي يؤمن بها الشعب العراقي.
لم يعد خيارنا إذن أن نتخذ قرار العمل نحو التغيير، بل أن المصلحة الوطنية العامة والضمير الوطني ومرارة التجربة تجبر كل ذي حس إنساني أن يتحرك مع العراق وهو قادم بقوة نحو قلب كل الطاولات المعدة للتأمر عليه والتفاوض على حقوقه، العراق اليوم أكثر جدية وألتزاما بمنهج العمل المقاوم الذي لا بد أن ينتهي في نقطة مسح كل أثار مرحلة ما قبل وما بعد 2003 بأختلاف عناوينها وصورها، المصلحة الوطنية تقودنا مع العراق أيا كانت خياراتها حتى لو أفضت إلى فك عرى أرتباطات وعلاقات ومشاريع كبلت الشعب وصاغت مستقبله خارج إرادته، هذا الأمر ليس متاحا دوما في الحالات المعتادة، ولكن في زمن الثورة وفعلها الخلاق نجد أن الأمور تأخذ مجرى مختلف فيه يقظة الضمير والانحياز التام لمصلحة الشعب ومصلحة التغيير الثوري المرتقب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق قادم ح2
- العراق قادم ح1
- ماهيات الحضارة الإنسانية من وجهة نظر أجتماعية تاريخية
- في ظاهرة الإنكسار والبناء النفسي
- تشرين وما بعد تشرين العراق قادم بقوة.
- الرؤية الوطنية لحركة -العراق قادم-
- بيان من حركة -العراق قادم-.
- النجف تتحكم بمفاتيح الإنسداد وبغداد تسمع وتطيع
- قراءة خاصة لمستجدات الوضع العراقي
- شرف الخصومة ومبادئ العمل السياسي الوطني.
- في الواقع السياسي العراقي... قراءة متشائمة أو تحقيق للواقع
- سؤال التاريخ الوجودي من وجهة نظر فلسفية
- هل ينبغي لنا أن نهجر الدين ح 1
- السيادة والدونية والقيادة المحترفة
- قانون الأمن الغذائي ما له وما عليه
- التأسيس الطائفي للدولة
- العالم ليس أوربا .... غادروا عقلية المستعمر.
- الحرية السياسية وإبداء الرأي بين إباحة دستورية وتشدد قضائي
- مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية
- بيان من أجل السلام الإنساني


المزيد.....




- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة
- ألبانيزي: النازية كانت الشر الأعظم وإسرائيل تتعمد قتل الأطفا ...
- شكوك وقلق أميركي متصاعد إزاء -تصرفات- نتنياهو
- دلالات زيارة البرهان وإدريس للخرطوم وتدشين عودة الحكومة
- هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائ ...
- فيديو منسوب لـ-تحرك عشائر سعودية إلى السويداء- في سوريا.. هذ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق قادم ح3