أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السيادة والدونية والقيادة المحترفة














المزيد.....

السيادة والدونية والقيادة المحترفة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7274 - 2022 / 6 / 9 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مستوى عالي من تمظهر السيادة على القيادة تحاول أطراف سياسية عراقية وتحت ضغط الهوس الأنانوي أن تبرز مفهوم الطاعة العمياء (نفذ ولا تناقش) في منظومة العمل السياسي، في ضل ديمقراطية يزعم أولئك القادة أنهم في لجة الإيمان بها كضرورة، وأن وجودهم وثقلهم في العملية السياسية يأت عن طريق ديمقراطي تمثيلي، وبالتالي فمشروعية وجودهم تستمد صيرورتها من إيمانهم بها، لكن واقع الحال وتطبيقا بما في الواقع من واقع نجد أن الديكتاتورية تبرز كعنوان نهائي لسلوك هذه القيادات، فالزعامة والقيادة لا تتناسب مع مفهوم السيادة الأمرة الناهية في المنظومة الديمقراطية، والتمثيل الشعبي الناتج عن عملية ديمقراطية يفترض بأنها تربط الممثل عن جماهيره أكثر من أرتباط الممثل بسيده وقائده، الذي يجب أن يعرف أن الجماهير هي مصدر السلطة وليس وجوده وإرادته هي التي تمنح السياسي الديمقراطي مشروعيته الدستورية.
هذا الواقع العملي المتجسد على الأرض نجد ما ندينه هنا ليس وليد المرحلة ولا هو نتاج ما بنيت عليه العملية السياسية، الحقيقة التي يجب أن لا نجامل بها أحد ونحن نكتب شهادتنا للتاريخ أن الواقع النفسي والأثر التاريخي الموروث وتفاعلات الحياة السياسية لمجتمعاتنا الدينية التي لم تتعرف إلا على الثقافة الأستعبادية بمعطياتها وأسسها الطاعة والأتباع، هي من ساهمت في ترسيخ فكرة السيادة والخضوع للقائد السيد الرمز، الذي لا يمكن للمجتمع من السير بطريق طبيعي ما لم يتخذ له علما ورمزا كليا ليكون القائد مهما كانت أخطائه ونجاحاته، فهي كلها مبررة لأنه هو من يعلم ونحن من يتعلم فقط، هذه العلاقة المترابطة بين الراسخ التاريخي الذي جعل من العامل النفسي خاضعا على الدوام لمنطق الطاعة والأنقياد لا يمكن تجاوزه من خلال تجربة أريد منها بالأصل خروج من قاعدة المجموع في أمر الفرد إلى الفرد قائدا بعقله لنفسه، طالما أن العملية ذاتها أسست على ذات المبدأ، المجموع يمثل الفرد ويصادر قراره بمعنى إلفاء للفردية في صالح الكيان والمجموعة.
من الطبيعي جدا أن يرسم الموروث التاريخي الواقعي والنفسي أرتداداته على السلوك البشري بشكل حاد ومباشر كلما كان المجتمع والفرد على ألتصاق تام به، ويكون أكثر تأثيرا وأشد كلما نظر الفرد والمجتمع إلى هذا المنظور التاريخي بعين القداسة والتبجيل والتعظيم، وكلما ضعف دور القيم المعرفية والفكرية التي تعتمد على قاعدة الشراكة والمشاركة بما يعطي حق الحرية للفرد في بناء منظومته المعرفية العقلية بنوع من الاستقلالية التي ستقود لاحقا إلى صناعة ميل سلوكي يفدم الفردية بمنطقها العقلاني على محددات الطاعة والأتباع، التي كثيرا ما أستمدت قوتها من تعطيل المبادرة الفردية في الإدراك والفهم، فمن هنا حرصت الأيديولوجيات الدينية والتاريخية الأجتماعية المحافظة وحتى الأكثر تمسكا بالماضوية على تقديم النموذج المقدس، أو الرمز الخالي من الدنس على أنه الضرورة التي لا يمكن تجاوزها لأنها تملك مفاتيح غير أعتيادية موهوبة له على وجه الخصوص لعلافة ما خارج الواقع.
من هنا فلا غرابة ولا أستغراب عندما نجد فردا يمثل قيمة تاريخية متوغلة في التعظيم والتقديس الذاتي وما يقدمه الأتباع والمطعين من ولاء أعمى، ليشكلوا نموذج لرؤية تسمى ديمقراطية خالية من المعنى الحقيقي والروح والجوهر الدلالي، وتتخلى عن أبسط أوليات العمل الديمقراطي التمثيلي لتعيد للتاريخ ما عرف بقترة الأستعباد الديني والمذهبي والطائفي على أنه خيار أجتماعي لا بد من ترسيخه، المصيبة أن الوعي الأجتماعي الشبه مشلول لا يقترب من هذه الحالة ولا حتى بأنتقاد لها خوفا من الوجه الحديدي الذي يحرس أركانها، والذي كثيرا ما كان ذراعها القوي في تنفيذ واقع الطاعة المبنية على الشعبوية المفرطة والولائية المتشخصنة في ذات الزعيم والقائد والسيد المطاع، دون أن تمنح هذه القاعدة الشعبية الأعتبار الذاتي لوجودها وهي تمارس المازوشية الجمعية بعنوان حفظ الدين والمذهب.
إن الديمقراطية في تطبيقها المشوه في مجتمع يقدس القادة ويرفع بهم من حالة التنظيم إلى حالة التعظيم لا يمكنه أن يبني علاقة بينيه بين مواطنيه وأفراده قائمة على الحرية والتبادل الحر والسليم والسلمي للرؤى والأفكار، ويبقى يرزح دوما في حالة من عدم التوازن النفسي لغياب الوازع الذاتي في تحمل المسئولية عن القرار الوجودي الذي يصنع الكينونة الأجتماعية للفرد ودوره في العمل الجمعي المنظم والمنتظم بإطار تشاركي تعددي، لذا يلجأ دوما لأسهل الحلول بوضع كل بيضه في سلة القائد السيد الرمز ويبقى مدافعا عن خياره الخطأ دون هوادة، لأنه يظن أن ذلك يعفيه من تحمل المسئولية عن وجوده أولا ويمنحه شيئا من التقرب للسماء التي بيدها كل شيء بما فيه تنصيب القائد السيد وتنظيم عملية قيادة القطيع من العبيد والموالين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الأمن الغذائي ما له وما عليه
- التأسيس الطائفي للدولة
- العالم ليس أوربا .... غادروا عقلية المستعمر.
- الحرية السياسية وإبداء الرأي بين إباحة دستورية وتشدد قضائي
- مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية
- بيان من أجل السلام الإنساني
- في البناء السيكولوجي لرجل الدين.
- صلاحية المحكمة الأتحادية في حل مجلس النواب العراقي بموجب قرا ...
- لست مطبعا ولكن .
- الدين والوجودية ... تقارب وتباعد
- ويسألون.... كيف نحرر إرادة الوطن
- بناء السلطة التشريعية في دستور العراق لسنة 2005 أخطاء لا تغت ...
- حول الدعوات إلى أحترام أستقلال القضاء العراقي
- رسالة إلى مولانا السلطان
- إضاءة على بعض جوانب الشخصية العراقيىة
- هل نحن متخلفون حقا؟.
- اليرهم والما يرهم بحكومة كوكو وبرهم
- الأيام القادمة أراها حبلى بالجديد القديم
- الديمقراطية الناشئة ومشكلة الوعي بخلافها
- تسع سنوات في الحوار المتمدن


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السيادة والدونية والقيادة المحترفة