أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - هل ينبغي لنا أن نهجر الدين ح 1














المزيد.....

هل ينبغي لنا أن نهجر الدين ح 1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 18:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون عنوان المقال أستفزازي للذين يرون ان الله واقف عند نافذته العليا المطلة على الوجود وبيده سلاح القنص الذي لا يخطئ أبدا يراقب ويعاقب فورا دون سؤال وجواب، لذا فهم سيهربون سريعا من القراءة بعد أن يتركوا خلفهم قصاصة صغيرة مكتوب فيها العن الشتائم وأقذع المسبات وهم بذلك بنفضون عن انفسهم جرم المسئولية أمام الرب القناص، أخرين يرونها فرصة للمزيد من حفلات السخرية والتشمت بالرب المسكين الذي لم يعد يستطيع ان يفعل شيئا بعد أن تغول الإنسان وصار يصارع إرادة ربه، فليس بالقليل عندهم أن يخرج رجل من دين الله لفضاء الحرية التي بلا حدود ولا مقدمات ولا نهاية، العالم مجرد إشباع من الفوضى لأنها أساسا ولدت من الفوضى، وبين هؤلاء وهؤلاء أكتب مقالتي لمن يريد أن يستقيم.
في زمن قديم قد لا يمكن حنى تحديده على وجه الدقة لكنه بالتأكيد كان فيما مضى وجد الإنسان نفسه بحاجة إلى ما يفسر له ما يجري من أمور منها معتادة ومنها غريبة، لكن ما يدفعه أكثر لذلك هو سر المحرك أو الشاغل الذي يحرك الأشياء والأحوال من حوله، في طريقه نحو مكان إقامته سواء أكان كهفا أو كوخا من اغصان الأشجار وبعض عظام الحيوانات وشيء من الصخور بعد رحلة صيد أو جني ما تساقط من حبوب وفواكه، في هذه اللحظات تهب عاصفة أو تهطل السماء بماء منهمر دون أن تعطيه فرصة أو خبر، ربما إشارات أو لمحات لكنها بالغالب ليس تأكيدية موثوق بها، هنا يحاول الأختباء لتجنب كل ذلك، في زمن الأختباء كان بالتأكيد يفكر من هذا الذي فعل كل ذلك؟ ولماذا؟ وهل بالإمكان أن يرحل لمكان أخر لا يحد هذا المتخفي المتخبي عنه كي لا يفعل في كل مرة ما يزعج أو يفرح؟ أو لماذا لا يظهر علنا لعل في ظهوره حلا أو أنهاء للسؤال؟.
بما أنه كان يكلم نفسه وحيدا كان عقله يسرح بعيدا في محاولة للبحث عن جواب أو أجوبه في عالم الخيال والأفتراض، لا بأس أنه يقضي كثيرا من الوقت الطويل في لعبة كان يعتقد أنها ستنتهي في زمن ما، اليوم أو الغد المهم ستنتهي بكل حال مع موقف ولديه الفائض منه لمحاولة فهم لماذا نبحث عن جواب وبصمت، أظن أن البداية كانت هكذا أو ربما قريبا منها لكن من فجر كل ذلك هو عقله المتطفل عما يعنيه وما لا يعنيه، فهو يريد أصلا التحكم بالأشياء أو على الأقل تجنب ضررها ومحاولة في كسب ما يمكن كسبه ولو على مراحل، هكذا ورط حاله في تفكير دائم ومتصل ومتواصل للبحث عن معنى الأشياء، عن أسرار الطبيعية، عن خفايا الحركة والتحكم لعله في لحظة بجد مفتاح كل شيء فيريح ويستريح من ملاحقة الظواهر التي تدور من حوله بلا تفسير ولا تبرير من أحد.
بعد أن فشل طويلا في حديثه مع نفسه وتأملاته التي لم ولن تقوده لشيء مهم أو جواب مقنع صار يضجر حتى من محاولة إعادة التفكير بذلك، فهو محاصر بالأسئلة ومحاصر بإمكانيته المحدودة، ومحاصر بحدود ذاتيه لا أحد يضيف لها أو يطورها لأنها تدور في نفس الفلك السابق بلا تغيير ولا تحديث، هذا ما أحزنه بل ما زاد من عوامل الإرتياب والشك والخوف عنده من أي محاولة خارجية من هذا المتحكم الخفي أن يضعه فيها دون أن يجد من يساعده أو ينفذه منها، لذا عليه أن يتكلم أن يشرح مخاوفه لأحد ربما لرفيق سكن أو رفيق في رحلة صيد أو عند الأستراحة وهم في قيلولة أو لائذين من خوف داهمهم فجأة، أول مرة يسمع أن رفيقه شريكه قد فكر مثل ما هو يفكر أو ربما رفيقه لم تخطر بباله هذه الأسئلة، بل لم تكن كل هذه الأشياء والمواضيع تثيره أو حتى تلفت عنايته على أن أحد مجهولا مرعبا قويا خفيا يفعل كل ذلك بصمت دون أن يراه أحد.
اللحظة التي تكلما فيها الرفيقين عن الأمر الخوف والشك والجهل والسؤال الذي أرق أحدهما باحثا عن ما يعيد له ترتيب الأشياء، كانت هذه اللحظة هي ولادة عالم المعرفة الأول الذي قادنا أخيرا للبحث عن المذكور الخفي في السماء، في عالم لا ندركه بوسائلنا المحدودة بل هو ما يدركنا بقدراته اللا محدودة، أحدهم كان ذكي والأخر كان راغبا في الأستماع لكل ما هو جديد عليه، شرح الذكي تصوراته وصورته الذاتية عما كان يدور من حديث، هنا ولدت أولى تفسيرات العلاقة بين الخفي المخفي وبين السائل المحتار عن حركة الوجود المحدود بهما، لكن السؤال لم ينتهي فقد ولد الجواب سؤالات أخرى وأخرى وإجابات أخرى وأخرى ولم ينتهي الحديث للأن، لأن من وضع السؤال الأول مصرا على أنه لا بد من أن يرى ويسمع ويكلم ذلك الخفي المخفي وإن كان قد أيتسلم لبعض الأجوبة، لكنه في أعماق عقله ما زال مشككا في أن من أجابه هو الأخر بحاجة لبرهان.
ولد الدين من سؤال والسؤال ولد من شك خائف، والخوف توأم الإنسان حين لا يعلم من أين أتى وإلى أين ذاهب، إذا الدين سيكون جواب الجوابات كلها لكن حين يعلم، ولما أراد أن يتعلم أحتار مرة أخرى بين عقله وبين عينه وأذنه في إدراك ما يتعلم بين سهل بسيط وبين صعب دقيق، فصار الواحد أثنان وصار بذلك الدين دينان، الأول بريق يرى وزعيق يسمع والأخر يتسلل إلى وعي الإنسان بهدوء وطمأنينة، لكن كلاهما لم يقنعا الإنسان بالتوقف عن السؤال ذاته وإن كان بصيغ مختلفة لكنها جميعا تدور في موضوع واحد، هل ما تعلمناه عن الخفي المخفي حقائق نهائية أم أنها مجرد بدايات تقود بمزيد من الأسئلة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة والدونية والقيادة المحترفة
- قانون الأمن الغذائي ما له وما عليه
- التأسيس الطائفي للدولة
- العالم ليس أوربا .... غادروا عقلية المستعمر.
- الحرية السياسية وإبداء الرأي بين إباحة دستورية وتشدد قضائي
- مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية
- بيان من أجل السلام الإنساني
- في البناء السيكولوجي لرجل الدين.
- صلاحية المحكمة الأتحادية في حل مجلس النواب العراقي بموجب قرا ...
- لست مطبعا ولكن .
- الدين والوجودية ... تقارب وتباعد
- ويسألون.... كيف نحرر إرادة الوطن
- بناء السلطة التشريعية في دستور العراق لسنة 2005 أخطاء لا تغت ...
- حول الدعوات إلى أحترام أستقلال القضاء العراقي
- رسالة إلى مولانا السلطان
- إضاءة على بعض جوانب الشخصية العراقيىة
- هل نحن متخلفون حقا؟.
- اليرهم والما يرهم بحكومة كوكو وبرهم
- الأيام القادمة أراها حبلى بالجديد القديم
- الديمقراطية الناشئة ومشكلة الوعي بخلافها


المزيد.....




- زارها بابا الفاتيكان.. تعرف على خريطة انتشار المسيحية بإندون ...
- كندا تعتقل باكستانيا بتهمة التخطيط لاستهداف الجالية اليهودية ...
- وسائل إعلام مصرية: جامعة الأزهر تحقق مع صاحب فتوى سرقة الكهر ...
- مشروع “تعديل” قانون الأحوال الشخصية العراقي يعكس إنحطاط الاس ...
- أركان الدولة “الشيعية” الاربعة
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع السماقة في تلال كفرش ...
- مهرجان سعودي يعرض إحدى أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عب ...
- “ماما جابت بيبي“ نزل تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah ...
- أضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد للاطفال وخلى طفلك يستمتع بأ ...
- شاهد/ناشطة يهودية: الحرب على غزة تشبه ما حدث لأجدادي!


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - هل ينبغي لنا أن نهجر الدين ح 1